ربما يتوجب على رسّام الكاريكاتير الناجح أن يكون مُلما بعلوم كثيرة حتى يتمكن من توصيل فكرته الكاريكاتيرية إلى القارئ بشكل صحيح ومن دون أي لَبس أو شوائب، فإحدى أهم هذه العلوم التي يتوجب على الرسّام ان يعرفها هي “لغة الجسد”، وهذه اللغة هي لغة علمية يمكنك توصيل الكثير من المعلومات عبرها، فالخائف له حركات والمتردد له حركات والواثق من نفسه له حركات، بل حتى النصّاب والماكر له حركات يمكن للرسام ان يلعب بها ويوظفها بالشكل الصحيح التي يمكنها أن يوصل من خلالها فكرته وبشكل ناجح.
وما سيزيد من نجاح الفكرة هو عواملها الاخرى المؤثرة عبر توظيفها مع المتناقضات في طرح الفكرة، فنجاح عنصر المتناقضات في الفكرة هو الطبخة الرئيسية والتوظيف المناسب للغة الجسد هي البهارات التي ستضفي نكهة خاصة ومميزة الى الطبخة/ الكاريكاتير.
فهل تتخيل عزيزي القارئ كيف يمكن للرسام ان يرسم شخوصا سلطوية من غير أنوف طويلة ومتجهة الى الاعلى ومن غير وقوف مستقيم أشبه بالمسطرة الواقفة، وهل تتخيل أن يتعامل الرسام مع شخص المواطن الفقير من غير انحناء الظهر وطول الوجه وأيادٍ مسدولة الى الاسفل وعيون مُنكسرة لا تقوى حتى على فتح جفونها، او ذاك المدير المجنون غير الواثق من نفسه عبر وقوفه فاتحا رجليه وهو متكتف اليدين.
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2710 - الجمعة 05 فبراير 2010م الموافق 21 صفر 1431هـ