الأطفال كأوراق الورد الرقيقة تحتاج إلى اللطف وشيء من الحذر حين التعامل معها كي لا تسقط تلك الوردة وتتناثر أجزاؤها هنا وهناك وحينها يكون من الصعب لملمة ما وقع وإعادته إلى سابق عهده...
يغرق الكثير من الآباء والأمهات وأنا أولهم في حيرة التعامل الصحيح أو المثالي مع أطفالهم وخصوصا الأطفال دون سن العاشرة وتقودهم حيرتهم تلك إلى القلق المبالغ فيه ليكونوا في حال تأهب لأقل خطأ قد يحدثه الطفل سواء في محيط أسرته أو الشارع أو المحيط المدرسي.
تقول إحدى الأمهات الحائرات بأنها حائرة في أمر ابنتها البالغة من العمر 7 سنوات وأنها تسعى جاهدة لإيجاد الأسلوب الصحيح للتعامل مع الطفلة ومحاولة فهمها، (وإن كنت أظن بأن الأم هي من بحاجة لفهم نفسها ومعالجة سلوكها) لأنها كانت السبب في ما آلت إليه حالة الطفلة، فهي الطفلة الوحيدة لوالديها وهي المدللة بينهم وعلى رغم أنها طفلة إلا أنها ملكة القيادة في منزلها وزعيمة الرأي فالرأي يعود إليها أولا وأخيرا في مختلف الأمور حتى المصيرية منها فهي الآمر الناهي، عندما تطلب تطاع وعندما ترفض أمرا فهو كائن لا محالة (وبدون مبالغة) فهي أصبحت تتحكم في نوع طعامهم والمحطة الفضائية التي يشاهدونها وحتى المكان الذي سيتنزهون فيه في عطلة نهاية الأسبوع، هي تتحكم في كل ذلك وكأنها تحرك والديها بالريموت كنترول وذلك (تشبيه أقرب )... هكذا تربت بين والديها منذ ولادتها وحتى بلوغها سن السابعة وقبل ذلك كانت الأم وبكل أسف تظن بأن الرضوخ لطلبات الطفل وتحقيق رغباته هو الأسلوب الصحيح والمثالي لتربية الطفل.
يقول الرسول (ص): (لاعبوهم سبعا ، واضربوهم سبعا، وصاحبوهم سبعا... ثم أتركوهم في الحياة).
ولا يعني ذلك أن نلاعبهم في سنوات عمرهم السبع الأولى دون توجيه أو الوقوف على أخطائهم أو تركهم يسرحون ويمرحون ويؤذون الآخرين دون ردعهم، بل يجب علينا محاورتهم وشرح الأمور لهم وكيف أن الخطأ يكون خطأ والصواب صوابا فالأطفال يستمعون ويفكرون ويتعلمون ولديهم قدرة عالية على فهم الحوار وتحليله.
الآن هذه الأم حائرة خائفة على طفلتها وتعيش حالة من الشتات ولا تدري أي الطرق تسلك لإعادة الأمور إلى نصابها، الآن وبعد سبع سنوات من الدلال المفرط والطلبات المجابة، الأم تبحث عن حل لطفلتها التي باتت تعيش ازدواجية واضحة فهي تتعامل مع والديها بتسلط في البيت ولكنها تكون مستسلمة راضخة خارج المنزل وتلك مفارقة لكنها تعود لسبب واحد بسيط يرفض كلا من الأب والأم الاعتراف به ألا وهو أنها تتعامل مع والديها كما علموها وسمحوا لها وهذا شيء لا يمكن أن تتنازل عنه في يوم من الأيام. أما سلوكها المختلف خارج المنزل فهو سلوك مكتسب جاء متأخرا وفرض عليها لا هي التي فرضت وبالتالي لن تتمكن من تغييره أو رفضه أو فرض سلوكها (المسيطر)على أناس يرفضونه، فالمسألة تكمن في القبول والرفض فطالما قبل الوالدان ومن الأساس فكرة سيطرتها وفرض آرائها بشكل مطلق وشجعوها عليه من باب أنه الأصح تربويا فليس من حقهم الآن المطالبة بتغييره وإذا ما طالبوها بالتغيير فإن ذلك سينعكس سلبا على سلوكها لأنها وبلا شك لن يكون لديها سوى ردة فعل واحدة وهي (العصيان والتمرد) وهذه معركة قد تطول...
نحب أطفالنا... نعم هو كذلك ولكن لكل شيء حدّ فلا تكون المحبة بالإفراط في تدليلهم فذلك يفسدهم ويحولهم إلى شخصيات اتكالية لا تقبل أي رفض لطلباتهم أو حتى أفكارهم.
يقول الدكتور على القائمي «إن المحبة تجاه الطفل يجب أن تتسم بالتوازن وبعيد عن الإفراط والتفريط، فعندما يلجأ الطفل إلى التمارض، والعبث، والفوضى، والدلال، والضوضاء فإن ذلك يدل على عدم إشباعه بالمحبة ولابد من إغاثته والاهتمام به، وعندما تجدون أن طفلا يريد أن يتذرع بمحبة والديه ويتخذ منه حجة للدلال والطلب فاعلموا بأنه قد حظي بالمزيد من المحبة وعليكم أن تسيطروا على إظهار محبتكم لأن الإفراط في المحبة يؤدي إلى إلحاق أضرار بالغة منها:
- توقع الطفل المزيد من المحبة من قبل الآخرين فيعتبرهم مديونون له.
- يفقده ثقته بنفسه ويزيد من تعلقه بوالديه.
- إبطاء نموه الاجتماعي وتعرُّضه للمشاكل في علاقاته الاجتماعية
- يستحوذ عليه الوهم والتصور بأنه يمثل مركز العالم وعلى الجميع أن يسارعوا إلى خدمته...
وتلك كلها أمور مرهقة قد تدخل العائلة كلها في دوامة من المشاكل التي لا نهاية لها...
إليكم قصة أم أخرى تتعامل مع طفلها البالغ من العمر 9 سنوات بأسلوب الزجر والضرب والتهديد منذ ولادته وحتى بلوغه هذا السن ظنا منها بأن الدلال ولو بنسبة بسيطة سيفسده على عكس تلك التي أفرطت بالدلال، هذه الأم تجبر طفلها على الدراسة لساعات طويلة وتمنعه عن مرافقة من يحب من أصدقائه بسبب أو بدونه وتمنعه من الخروج واللعب مع الآخرين في الغالب ولا تمنحه الفرصة ليدلي بآرائه في أي موضوع وإن فعل فإن العقاب حليفه، وها هو بعد أن بلغ سن التاسعة من عمره متفوق دراسيا نتيجة إجباره وخوفه من العقاب لكنه طفل يحمل في داخله شخصية مهزوزة هشة لا يثق بنفسه ولا بالآخرين، يحاول التقرب من الأصدقاء بشيء من التردد والخوف، والأدهى من كل ذلك أنه فقد قدرته على التلذذ بالطعام فلم يعد يشعر بطعم ما يتناول وحاليا يعاني من فقد الشهية والنمو الجسمي البطيء بحسب ما جاء على لسان الطبيب الذي يعاينه في كل مره مشيرا إلى أن وزنه أقل بكثير من الوزن الطبيعي لمن في مثل عمره.
والحل يا سادة؟
التوازن في العمل وأداء الوظيفة، والتوازن في العلم والدراسة من دون ضغوط، والتوازن في تناول الطعام بالنوع والكم الذي لا يؤدي إلى تردي الحالة الصحية، والتوازن في الحب وبث المشاعر والتعبير عنها وخصوصا مع أطفالنا. فلا الخوف على الطفل والإفراط في الحزم معه وتهميشه حل ولا الإفراط في التعبير عن حبنا له وتدليله حل.
الحل يكمن في التوازن و (مسك العصا من النص) لخلق جيل متوازن نفسيا قادرا على موازنة كل أمور حياته وبناء مستقبله بثقة.
يقول الرسول ( ص ): (أشر الآباء من دعا البر إلى الإفراط ) فلا تكونوا من أشر الآباء بل من خيرتهم.
نوال الحوطه
أنت من جعلني أعيش في هذه الحياة
أنت من جعلت لي هذه الحياة فردوسا
والآن تقتلني بعد أن أحييتني
لماذا فعلت هذا؟
لقد أعطيتني الأمان والحب والحنان
والآن تسلبه مني
أهذا ما كنت تخطط له؟
أتعلم ما فعلت أنتَ؟
لقد مزقتني حطمتني اتعبتني ومن ثمَّ قتلتني
أتشعر بسعادة على ما فعلت؟
لقد قتلت إنسانا قد أرجعته أنت للحياة
أرجعته كي تعذبه في هذه الحياة لتقتله من جديد
فاطمة جديد
هل الطوائف، خاصة تلك التي تتناسل من رحم دين واحد، قادرة حقا على أن تتحاشى التقاتل والتنافر والتنابذ فيما بينها؟
وتبعا لذلك، ما جدوى مؤتمرات حوار الأديان وتجمعات الوحدة الإسلامية أو المسيحية وسواها، إذا كانت هذه الأديان وهذه الطوائف، في الأساس، تلغي بعضها بعضا؟
وبعد كل هذه الحروب والمجازر والمآسي، وبعد كل هذا الموت والخراب والدم الممتد - وما يزال - كإخطبوط مرعب من أقصى العالم العربي الإسلامي إلى أقصاه؛ ألا يحق للمتأمل أن يتساءل: من هو المسئول؟
لماذا لا تنشط بؤر التوتر إلا في هذه البقعة من العالم؟
كيف، متى تنتهي هذه الدراما البائسة؟
أليس خلط السياسة النجسة بنقاوة وطهارة الدين هو مصدر رئيسيٌ في نشوء هذه الحروب وتطورها وانتشارها؟
وأين تلك السياسة التي لا تجعل من الدين أداة مسخرة لطاعتها؟
الدين، في تصوري، إذا ما جُرِّدَ من كل الرواسب المتراكمة على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية، يمكن أن يخلقَ فضاءات من الحب والتواصل والتمازج بين الإنسان والإنسان الآخر مهما كان مختلفا؛ لكنه أصبح حاضنة خصبة لثقافة الانغلاق وكره الآخر المختلف.
إذ نرى جليا أنَّ من يتبنى هذه الثقافة المغلقة يفخخُ أول ما يفخخ القلوب و العقول، وحينئذٍ يصبح سهلا تفخيخُ الأجساد.
وانظروا إلى حصاد كِلا التفخيخَين:كراهية تتعمق، إلغاءٌ لحرية الفكر والجسد، قتلٌ مجاني، دمٌ يتدفق، فجائعُ تتواصل، دمارٌ يتسع شيئا فشيئا ليصيبَ الداخل البشريّ قبل أن يصيبَ الخارج الحجريّ.
وليس عجيبا أن تحتضنَ الحكوماتُ العربية الإسلامية هذه الخطابات السطحية، والتي تعمل على تسطيح الإنسان والمجتمع والحياة؛ إذ هي تتماشى مع قيمها الاستبدادية في جعل الناس أدوات في أيدي سلطتها القاهرة.
فالإخضاع هو نفسه، وإنما تغيّر السيفُ، سيفُ الإخضاع.
عبدالله زهير
تنعكس الكآبة على سلوك الفرد لوجود الحزن المستديم الذي يملك مشاعره وأفكاره، لذا يفضل هذا الإنسان الصمت والعزلة وعدم المشاركة في الفعاليات الفردية والاجتماعية، كما يظهر على سيماء ذلك الفرد اللامبالاة واللاهدفية في الحياة لعدم وجود الدافع أو المحفز المعنوي للقيام بأي نشاط أو فعالية.
ولا يخلو أي إنسان من الإصابة بهذا المرض بصورة أو بأخرى من الشعور من فترة إلى أخرى بالحزن، لذا تعتبر هذه الإصابة حالا طبيعية، بل تعتبر أحد الموارد الذاتية المعنوية للوصول إلى الكمالات الروحية والمادية تجاه أهدافه النبيلة تجاه أخيه الإنسان.
- الأخلاق الكئيبة: الميل إلى الضجر والحزن والبكاء بسبب أو بدون وعدم التفاعل المعنوي، وهو أمر يتحاشاه الجميع لأنه يشين بالخلق إذا طال أمده وحدته ويتبرأ منه كل الناس لأنه لا يرد الفائت (أي لا ينفع الحزن على اللبن المسكوب).
- سرعة الانفعال: عدم التحمل والصبر على أدنى نوع من الضوضاء، إذ لا طاقة للإنسان على أكبر من مصيبته، لذا ينفر لأدنى مستوى من الصبر يفوق سعة صدره.
- انعدام الرغبة تجاه التمتع واللذة: تقلص روح الفرح والنزهة تجاه النشاطات والفعاليات.
- فقدان الشهية والنحول: فقد الرغبة واللذة في الأكل ما يترتب عليه النحول ونقص في وزن الجسم بشكل ملفت للنظر.
عن الإمام علي (ع): «الهم يذيب الجسد»، «الهم ينحل البدن».
- الأرق: عدم المقدرة على النوم بنسب متفاوتة من الساعات والأيام وقد ينام هذا المريض المسكين لعدة ساعات ومن ثم ينهض عند منتصف الليل بانزعاج لتراكم الأفكار والمشاعر الكئيبة لديه، ولهذا لا يجد طعم الليل حتى تنزاح عنه التصورات المشؤومة التي تقضي على أحاسيسه عدة مرات في اليوم.
- وهن القوى الذهنية: عدم القدرة على تجميع القوى الذهنية كما كان في السابق لتشتت الذهن وتناثر الأفكار، وسرعة النسيان وعدم الإجابة السريعة على الأسئلة، وعدم التركيز على موضوع واحد.
- ضعف الميول الجنسي: ضعف الغريزة الجنسية لدى المصاب بالكآبة، ما يؤدي إلى فتور في العلاقات الزوجية وتعميق الخلافات العائلية بين الزوجة والأطفال.
- الشعور بالذنب وخواء الشخصية: عندما يشعر الفرد بالكآبة، يتولد شعور بالذنب وتقريع الضمير وضعف شديد في الشخصية، ويري نفسه بأنه لا يستحق شيئا فيظل يتذكر أو يسترجع الأيام والأوقات المظلمة من حياته ويلوح في آفاق خياله وتصوراته الجانب السلبي ويضع نفسه على أنه السبب الرئيسي في خلق تلك المشكلة.
- اليأس والتفكير بالانتحار: يعيش البعض من المصابين بهذا المرض حالة من اليأس من الرجوع إلى شخصيته الأولى غير المحطمة وعزته المفقودة الحالية، من الطبيعي أن تراود أفكار هذا المسكين القيام بالانتحار بعدما فقد كل الوسائل الممكنة في تصوره العلاج واسترداد الذات المهشمة ليكون قادرا على ممارسة الحياة كما كانت من قبل. ولا ننسي هنا أن نذكر أخواننا الكرام بأن الوازع الديني والشرع لهما دور كبير في الحد من حدوث مثل هذه المأساة في صفوف عامة الناس وبالخصوص المصابين منهم «المتدينين».
الأعراض البدنية: علائم المصاب بالكآبة هي عدم الاستقرار والقلق، أوجاع مختلفة في الرأس والمفاصل وفقرات الظهر والارتعاش، واصفرار الوجه، الشعور بالتعب.
أما على مستوى الصغار، فيمكن ملاحظة سلوكهم المضطرب على شكل انطواء وقلة الشهية للطعام والشراب وعدم التفاعل مع الأطفال في اللعب، واضطراب النوم وإيذاء الآخرين والعناد غير الموجه.
كما لا يخفى أن هناك نوعا من الكآبة يسمى الكآبة المقنعة أي تكون مستورة المعالم في زحمة الفعاليات والأنشطة السلبية من إتلاف الوقت والتدخين أو تعاطي المخدرات واستخدام العنف وقد تكون هذه الكآبة مقنعة وراء الجهد المتواصل في العمل لإخفاء الشعور بالإصابة من قبل المصاب.
- يعتمد علاج هذا المرض بالدرجة الأولى على إعادة الثقة للمريض بنفسه، وفتح باب الأمل والمستقبل أمامه، وإبعاد جميع الأفكار والإيحاءات ما أمكن التي تثير التشاؤم والتي بدورها تزيل الصراعات النفسية التي يعانيها المريض.
- الدعم المعنوي من ذوي المريض والطبيب المعالج من خلال استشعاره بأن هناك من يشاركه في أحزانه وآلامه على الصعيد المعنوي والمادي عن طريق التلويح بذلك وإن لم يكن باستطاعة الفرد المساعدة ماديا لعدم تلاؤم الظروف، يجب التلميح إلى الكئيب بتلك الوقفة وخصوصا عندما يكون السبب ماديا.
- إيحاء المريض بالعالم الغيبي والرضا بالقضاء والقدر لما له من دور كبير في إيجاد الأمل بالحياة وإزالة الكابوس الذي يحوم على قلب المريض ويحول دون التماس الاستقرار وجعله يرجو رحمة الخالق جل جلاله الذي وسعت كل شيء وذل لها كل شيء. عن الرسول (ص) «إن الله بحكمته وفضله جعل الروح والفرح في اليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط
- إيحاء المصاب بالكآبة بأن كل ما في الكون فهو للفناء وليس للبقاء وخصوصا إذا كان المريض تلوح في آفاق خياله، وأفكاره، الأمور المادية وعدم التوفيق لإدراكها وتناولها كالملبس والمأكل ومقتنيات المسكن التي لا يقوى على اقتنائها. ولعل أحسن ما يرمز إليه هنا هي الآية الشريفة «ولا تأسى على ما فاتك فإن ذلك من عزم الأمور». عن الإمام علي (ع): «الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر»، «ليكمن ما فاتك من الدنيا هو غنيمة في الآخرة».
- وسائل الترفيه والتسلية كالانطلاق على الطبيعة والابتعاد عن مشاكل الازدحام والضوضاء المزعجة في المدينة والمشاركة في الهوايات المفرحة والفعاليات ضمن برنامج يومي أو أسبوعي أو شهري. والحذر كل الحذر من وسائل الترفيه غير المشروعة كشرب الخمر والمخدرات والزنا ولعب القمار لأنها تؤدي إلى نتائج خطيرة مدمرة على المدى البعيد لمؤثراتها السلبية في خنق الضمير وتأنيبه وعدم القدرة على الخروج من دائرة ألم المعاصي المعنوية. عن الإمام علي (ع) «قلوب الرجال وحشية فابتغوا لها طرائف الحكم»، ومن التوصيات الواردة والنافعة في علاج الاكتئاب الذي يكون مصدره في كثير من الأحيان مجهولا لما لها من أبعاد إيجابية على النفس، الأحاديث الشريفة الآتية:
- عن الرسول (ص): «من وجد هما فلا يدري ما هو فليغسل رأسه».
- عن الرسول (ص): «غسل الثياب يذهب بالهم والحزن»
- وعنه أيضا: «قول لا حول ولا قوة إلا بالله فيه شفاء من تسعة وتسعين داء أدناها الهم».
- عن الإمام الصادق (ع) «إذا تولت عليك الهموم فعليك بلا حول ولا قوة إلا بالله».
أبو جعفر
تولي إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية اهتماما خاصا بالنشء وطلبة المدارس والجامعات وتحرص على تقدم مستقبلهم الدراسي والعلمي وسوف نوضح في عمود اليوم اثر بعض السلوكيات والأفعال التي قد تتعدى إلى جرائم على مرتكبيها من طلبة المدارس والجامعات.
فعندما تقع مشاجرة بالضرب ويصاب احد الطلبة بإصابات وجروح يتعذر ويخرج الأمر عن نطاق سيطرة الإدارة المدرسية ويتقدم أحد الأطراف بالشكوى لدى مراكز الشرطة فإنه في هذه الحالة يجب على مأمور الضبط القضائي تسجيل أقوال وشكوى الأطراف ومن بعدها يتم استدعاء ولي أمر الطرف الآخر لتسجيل أقوال جميع الأطراف ويتم إرسال أوراق الواقعة الى النيابة العامة اذا لم يتم الصلح، ومن بعدها يتضح الدور الأساسي لمأمور الضبط القضائي في محاولته عرض الصلح على الأطراف وتوجيه النصح والإرشاد بدافع أنساني، حفاظا على المستقبل الوظيفي للطلبة لأنه إذا صدر حكم قضائي على أحد الطلبة الأحداث فإنه حتما سوف يقيد في صحيفة أسبقياته مما يحول بينه وبين سهولة العمل في مختلف القطاعات داخل المملكة.
وإذا تم الصلح والتنازل عن الحق الخاص يثبت مأمور الضبط القضائي ذلك في محاضر الشرطة ثم ترسل الأوراق للنيابة للتصرف، فضلا عن أن احتواء تلك المشاكل يخفف من الضغط على محاكم المملكة في قضايا بسيطة، وقد تقدر النيابة العامة أهمية المحافظة على المستقبل الدراسي للطالب وتأخذ بهذا الصلح وتحفظ هذه البلاغات لوجود صلح أو وجود تنازل عن الحق الخاص أو أنها تحيل الموضوع إلى المحكمة.
وتقوم المدرسة والشرطة المجتمعية وأولياء أمور الطلبة من خلال تعزيز دور الشراكة المجتمعية في توعية الطلبة في عدم التسبب بمشكلات تؤثر على مستقبلهم الوظيفي، والوقوف على أسباب العنف المدرسي بهدف الحيلولة دون وقوعه مرة أخرى و تبصير الطلبة بخطورة مثل هذه السلوكيات .
وزارة الداخلية
على الصعيد التعليمي: غصت الصفوف وألْبَدَ الطلبة يا صاحبي ببعضها ومع ازدياد عدد البشر والأعراق والطفرة السكانية المباغتة والمدارس الحكومية تفتقر لازدياد عدد الصفوف، تفاقمت المشاكل تلو المشاكل والمشاحنات بين الطلبة لجميع الأعراق! وباتت إدارة المدرسة فاقدة السيطرة وغير قادرة على حل تلك المشاكل العرقية، وحتى لو رُفعت هذه إلى خارج نطاق المدرسة ستبقى القضية عالقة وضحيتها المواطن.
- على الصعيد المرور: حدث ولا حرج، هناك دراسة تُفيد بأن 2017 ستتوقف وتُشل حركة المرور في جزيرتنا الصغيرة، وستُستبدل السيارات بعربات تقليدية والدراجات النارية وإعادة الناقلات الحيوانية كالخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة، وذلك لتفادي زحمة واختناقات المرور وإهدار الوقت، والسبب يكمن في إعطاء رخص السياقة لكل من هب ودب وكل مواطن لديه مؤسسة صغيرة قيد الإنشاء ذهب لمبنى المرور مصطحبا معه فريقا من الآسيويين تمهيدا لاستخراج رخصة قيادة لهم، وناهيك عن الزيادة المرعبة للسكان التي تخطت المليون والقاطنين والوافدين والسائحين من كل حدبٍ وصوب والله يعين شوارعكِ يا جزيرتنا المباركة.
- على الصعيد الصحي: مليون وربع المليون نسمة بالإضافة إلى الزوار والسياح على مستشفى واحد فقط يُسمى السلمانية!، وهذا المستشفى إلى الآن لم تتزحزح عنه بطولة اللّم والفضفاضة والرفد العلاجي ولايزال شامخا معتليا يؤتي علاجه وعطاءه في كل حين، وعجبي كيف يستوعب هذا الكم الهائل من المواطنين والوافدين ولا منافس له يذكر إلى الآن، وعلى مستوى المملكة فاضت المستشفيات بالمرضى والمرتادين، وتفاجأت بالأفواج البشرية العاتية من جميع اللغات من دون تخطيط مسبق لإيواء هذه الجماهير الغفيرة بتوفير وإنشاء (ألوف) المراكز الصحية لاستيعابها وخدمتها، (والله يعينك يا جزيرة أوال مما تقاسين من اهوال).
مصطفى الخوخي
العدد 2710 - الجمعة 05 فبراير 2010م الموافق 21 صفر 1431هـ
بخصوص مقال الداخلية
ماتقولونه هنا هو امور مثالية , والواقع شيء اخر , عندما يضرب طالب مثلا , على يد اخر , وتخرج الامور عن نطاق ادارة المدرسة بسبب شكوى ولي الامر في مركز الشرطة , نجد ان حق الطالب لايؤخذ بحجة انكم لاتريدون تشويه سمعة الجاني , ومن جهة اخرى ادارات المدارس مكتوفة الايدي ولاتملك شيئا لتفعله فيضيع حق الطالب المظلوم وبالتالي الافضل ان يهشم كل طالب كل من تسول له نفسه التقرب منه والمساس به بقول او فعل لانه بدون ذلك لن يعينه احد خصوصا اذا تعرض لعارض صحي بسبب الضرب فمع الاسف لايوجد لديناقانون محترم
صج
شكراَ لجريدة الوسط