العدد 2709 - الخميس 04 فبراير 2010م الموافق 20 صفر 1431هـ

يومٌ عاصفٌ في التاريخ

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يصادف اليوم (الجمعة) العشرين من صفر، بينما كان يوافق في عام 61 هـ يوم الأحد، الثامن عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني العام 680 م.

لم يكن اليوم عاديا كسائر الأيام، بل كان يوما مليئا بالشجون والأحزان، وسالت فيه أوديةٌ من الدموع والأشجان.

ففي مثل هذا اليوم الحزين، عادت قافلةٌ صغيرةٌ تضم نسوة وفتيات وأطفالا، هم كل من تبقى من عائلة الرسول الأعظم (ص) بعد مجزرة كربلاء. وكان يرافقهم شابٌ واحدٌ، هو الرجل الوحيد الذي تعلقت بأذياله أهداب الإمامة.

كانت القافلة عائدة من رحلة سبي طويلة، طافوا خلالها بعددٍ من الأمصار، من الكوفة إلى شمال سورية، نزولا إلى غوطة دمشق وعَوْدا إلى كربلاء.

الرحلة امتدت تسعة وثلاثين يوماُ، وفي تمام الأربعين أطلت القافلة المنهكة على مشارف كربلاء. صحراء خالية، إلا من بعض القبور التي لم يمضِ على حفرها أكثر من سبعة وثلاثين يوما، لأن الجيش الأموي الذي جرّ جث قتلاه من أرض المعركة ودفنها، ترك جثث الشهداء تحت الشمس لتسفي عليها الرياح، إمعانا في الترهيب والبطش بالخصوم.

الخطباء في تناولهم للسيرة، ينقسمون فريقين، فريقٌ يركز عدسته على كربلاء، وفريق ينتقل إلى ما جرى في مدينة الرسول. فما أن أشرفت النياق على قبور الشهداء، حتى ألقت النسوة بأنفسهن على قبور الأحبة الذين فارقوا أجسادهم، واصطحبن معهن الرؤوس. فجيش «الخليفة» أعاد طقوس الحروب الجاهلية، وسنّ سنة بربرية في قطع الرؤوس والطواف بها في البلدان.

في كربلاء... كان هناك الصحابي جابر بن عبدالله الأنصاري (رض)، فقد سبقهم إلى زيارة القبر، بعد أن اغتسل في الفرات ولبس أحسن ما عنده من ثياب، وتعطّر للقاء الحبيب، وأخذ يمشي الهوينى. وعندما جثا عند القبر أخذ يناديه، فلم يرد عليه جوابا، فأعاد النداء: «حبيبٌ لا يجيب حبيبه»؟

كان اللقاء حافلا بالدموع، بين شيخٍ ضريرٍ، وبين من تبقى من عائلة صاحبه محمد (ص)، من أطفالٍ شعثٍ غُبرٍ، ونسوةٍ مهيضات الجناح.

أما في المدينة، فهناك لقاء آخر، لا تدري أيهما أكثر تجريحا للقلوب. فما أن أطلت القافلة على مشارف المدينة، حتى انتدب الإمام السجاد (ع) بشر بن حذلم لينعى أباه الحسين (ع) ويعلن وعدة أسرته، فدخل مسجد الرسول وأخذ ينادي:

يا أهل يثرب لا مقام لكم بها... قتل الحسين فأدمعي مدرارُ

يا أهل يثرب شيخُكُم وإمامكم... ما منكم أحدٌ عليه يغارُ

كانت الصدمة كبيرة، فهرع الناس لاستقبال القافلة، في مقدمتهم فاطمة بنت حزام، أم الشهداء الأربعة في كربلاء، ولكنها لم تهتز لسماع خبر استشهادهم واحدا تلو الآخر، فكلّ همّها كان متركزا على عماد الخيمة، فلما سمعت بمقتله أعولت ونادت بقلب مفجوع: «واحسيناه... ياحبيب قلباه».

كانت الأمة الإسلامية على وشك الدخول في مرحلة من الغيبوبة الحضارية مبكرا، تُنتهك فيها كل الحرمات والمقدّسات، وكانت بحاجةٍ إلى صدمةٍ عنيفةٍ في حجم كربلاء لتوقظها من السبات. فالخلافة قد تحوّلت إلى يد حاكمٍ شابٍ متهوّر، دشّن سلطانه بقتل حفيد الرسول، وثنّى بضرب الكعبة بالمنجنيق، وثلث باستباحة المدينة ثلاثة أيام، وقتل آلافٍ من أبناء الصحابة، وهتك أعراض بنات المهاجرين والأنصار، لكي يخضع الناس على أنهم عبيد.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2709 - الخميس 04 فبراير 2010م الموافق 20 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • موظفة مؤقتة | 2:10 م

      السلام على الحسين

      السلام على الشيب الخضيب السلام على الخد التريب السلام على البدن السليب السلام على النساء المسبيات السلام على الدموع الساكبات
      السلام على الشـفاه الذابـلات الســلام على قتيـل العبـــرات السلام عليك سيدي يا ابا عبدالله الحسين ورحمة الله وبركاته
      رزقنا الله في الدنيا زيارتكم وفي الاخرة شفاعتكم

    • زائر 23 | 1:47 م

      خطأ في التاريخ

      السلام عليكم
      لقد أخطأت يا قاسم في تاريخ وصول السبايا إلى كربلاء .
      فلقد وصلوا إلى كربلاء بعد سنة وأربعين يوما .هذا لعلمك.
      وتأكد منه .وشكرا لمقالاتك الرائعة وبالتوفيق

    • زائر 22 | 11:39 ص

      السلام على الحسين وعلى أصحاب الحسين

      اللهم إرزقنا زيارة الحسين فى الدنيا وشفاعته فى الآخرة
      اللهم العن من قاتل وجاهد الحسين ومن رضي بذلك .

    • زائر 21 | 9:42 ص

      الخشب المسندة لا تستفيد من الموعظة

      بعض التعليقات تدل على الرقي وبعضها يدل على الغاباء. والا شنو يطلع لك واحد يتفلسف ويقول شنو استفدنا من هالموضوع. موضوع فيه عبرة وموعظة،لكنه يتناول اجداد بعض الناس فيثورون ويتحسسون لانه يذكر بجرائم ...حتى لو لم يقصد السيد قاسم..........

    • زائر 20 | 9:34 ص

      اكتشاف جديد

      اكتشفت مؤخرا ان بعض الذين كانوا يعلقون في المنتديات الطائفية اخذوا يقتحمون مواقع الصحف المحترمة، وتكون تعليقاتهم على المقالات املمتحرة بنفس اللغة الهابطة في منتدياتهم. آقول ليش ما تخلونكم هناك مو اشرف لكم؟ شنو قال امبرطوريتهم المندثرة، دثر الله كل الأغبياء والطائفيين الحاقدين.

    • زائر 19 | 9:30 ص

      الى محمد ابو احمد ومن لف لفه

      اعتقد ان السيد من حقه ككاتب يطرح مواضيع متنوعة تاريخية وثقافية كما يطرح سياسية. واللف والدوران يدل على السطحية والغرور.
      ثم ان الطنطنة على ان الشيعة قتلوا الحسين فهذه شنشنة نعرفها من الذين لم يقراوا التاريخ.اصلا ما كان فيه شيعة وسنة مثل ما نفهمها الحين، فبلاش استغباء للناس. ثانياُ: الحسين سيد شباب اهل الجنة كان يخاطب قتلته بقوله: "يا شيعة ابي سفيان"، وأنت يا محترم تقول انهم شيعة الحسين!!! صج غباوة واستحمار. احرموا انفسكم قبل ما تكتبون تعليقان، فنحن قراء واعين ولسنا طبالة.

    • زائر 17 | 7:46 ص

      لولا وجود الامام زين العابدين عليه السلام لساخت الأرض بأهلها

      عن الإمام الحسن العسكري(عليه السلام): (علامات المؤمن خمس: التختم باليمين وصلوات إحدى وخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والتعفير للجبين وزيارة الأربعين). عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنَ الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً). وفي رواية لأبي جعفر الباقر (عليه السلام): (إنَ السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً تطلع حمراء وتغرب حمراء).. الحديث الذي دار بين جابر الأنصاري والامام علي بن الحسين السجاد زين العابدين ينفطر منه القلب وتدمع له العين ..

    • زائر 16 | 7:09 ص

      السلام على الحسين

      السلام على الحسين يوم ولد و يوم قتل و يوم يبعث حيا

    • زائر 15 | 7:06 ص

      جمري

      وينك يا سوري من بني أمية تعال شوف عمايل أسيادك "فالخلافة قد تحوّلت إلى يد حاكمٍ شابٍ متهوّر، دشّن سلطانه بقتل حفيد الرسول، وثنّى بضرب الكعبة بالمنجنيق، وثلث باستباحة المدينة ثلاثة أيام، وقتل آلافٍ من أبناء الصحابة، وهتك أعراض بنات المهاجرين والأنصار، لكي يخضع الناس على أنهم عبيد" هذا اللي تفتخر بيه وتنسب نفسك له ؛ حشرك الله وياه قول آمين .. سلام الله على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الله إلى قيام يوم الدين .

    • زائر 14 | 7:06 ص

      السلام على الحسين

      تمشي أليك توسلاً خطواتي وأعدها اذ أنها حسناتي!ووددت لو أن الطريق لكربلاء من مولدي لحين مماتي لأنادي في يوم الحساب تفاخرا أفنيت في حب الحسين حياتي عظم الله لك الأجر سيدي ياصاحب الزمان عجل الله لك الفرج وعظم الله لكم الأجر ياشيعة أل البيت ورزقنا الله زيارة الحسين وفي الأخرة شفاعته. أخي الزائر 6 الناس ليسو فاضين للرد عليك وأقول لك بأن التعطيل الذي تنادي به من الحرق الى غيرة على الأقل لم يجد عندهم هؤلاء أية أسلحه وكلاكنشوف بحوزتهم وهم ينادون بحقوقهم المسلوبه وأن أختلفت معهم بالأسلوب

    • زائر 13 | 6:27 ص

      زائر رقم 6

      غريب أمر الزائر رقم 6 وكأنه نائم أو يغمض عينيه عمداً فيقول للكاتب لماذا تكتب عن المخربين وكأن الزائر لم يقرأ ويتابع الهجوم الذي وقع على الكاتب بسبب مهاجمة وانتقاد المخربين في اليومين الماضيين لكن النائم نائم.. بالنسبة لقتل الحسين عليه السلام فمن قتله هم مرتزقة السنة والشيعة فهذه الفئة من المارقين هي من قتلت الحسين ع لكن القيادة كانت أموية همجية بقيادة يزيد اللعين، أما بالنسبة لشعائر الإحياء فهي مستمرة الى أبد الآبدين ولله الحمد

    • زائر 12 | 6:20 ص

      النهج الصحيح

      وبعدين؟ ماذا نحن قدمنا للدين وماذا نحن انجزنا من تقدم في العلوم المختلفه ليستفيد منها الناس الم يامر ديننا اولا بالعلم اولم تكن اول سوره من القرآن الكريم نزلت على رسولنا صلوات الله عليه وسلم بقوله تعالى اقرأ ؟ يجب ان يكون منجهنا واتباعنا للدين بما ورد بالقرآن والصحيح من السنه النبويه وما غير ذلك فهو ليس نهج المسلم الحق

    • زائر 10 | 5:25 ص

      بنت الزهراء

      اليوم أنتي المعزاء يا مولاتي يا زهراء، عظم الله لك الأجر سيدي يا المنتظر روحي لك الفداء..
      ساعد الله قلب العقيلة زينب عليها السلام
      أحسنت أخي قاسم..

    • زائر 9 | 3:45 ص

      مأجورين

      اللهم اكتبنا من زوار الإمام الحسين وارزقنا زيارته في الاربعين ....ولزوار الحسين ياليتنا كنا معكم .واحسيناه

    • زائر 8 | 2:27 ص

      محمد ابو احمد

      لا يوم كيومك يا ابا عبدالله فأنت سيد شباب اهل الجنه ولكن ليكن يوم كربلاء درس لنا وعبره بأن الطابور الخامس هو من تسبب بمقتل ابى عبدالله الحسين ولا زال هذا الطابور الى يومنا هذا يغذي الحقد والكراهيه بين ابناء المسلمين ولايزال يقتات من موقعة كربلاء يوما بعد يوم ولايزال ينفخ في نار الفتنه انتقاما لامبراطوريته المندثره

    • زائر 7 | 2:27 ص

      السلام عليك يا أبا عبدالله

      السلام على الحسين و
      السلام على علي بن الحسين و
      السلام على شهداء الطف و
      السلام على العباس بن علي و
      عظم الله أجورنا و أجوركم

    • زائر 6 | 2:21 ص

      وماذا بعد

      يا قاسم حسين ماذا استفدنا من طرح هذا الموضوع الان لماذا لا تتكلم عن اناس يقومون بالتخريب والتكسير والرحق وغلق الشوارع اما الناس وارهاب الامنين
      انت تقول جيش الخليفة اعاد طقوس الحياة الجاهلية وان اقول جيش المخربين والغوغاء اعاد طقوس الحياة البدائية الحيوانية حتى يبقى البلد مشتعل وتتوقف عجلة الحياة بحجة حب الحسين فهاذا خيانة للحسين كما تمت خيانته من شيعته من قبل

    • زائر 5 | 1:53 ص

      واحسينااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه واحسين واحسين

      تبكيك عيني لا لإجل مثوبة بل لأجلك عيني باكية السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى الارواح التى حلت بفنائك سلام الله عليكم جميعا منى ما بقيت وبقى الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد منى لزيارتكم يا سادتي وأحبتي ومهجة فؤادي يارب اكتب لنا زيارتهم فى الدنيا وشفاعتهم فى يوم الورود انك سميع مجيب الدعوات مأجور سيدنا ومأجورين جميعا يا شيعة آل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام

    • زائر 4 | 1:44 ص

      قم جدد الحزن في العشرين من صفر ............. ام محمود

      قال الإمام الرضا :
      ( إن يوم الحسين أقرح به جفونَنا ، وأسال دموعنا ، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ) .
      قم جدد الحزن في العشرين من صفر ... ففيه ردت رؤوس الآل للحفر
      آل النبي التي حلت دمــــــاؤهم .. في دين قوم جميع الكفر منه بري
      يا مؤمنون احزنوا فالنار شاعلـة.. ترمى على عروة الإيمان بالشرر
      ضجوا لسفرتهم وابكـــوا لرجعتهم.. لا طبتِ من رجعةٍ كانت ومن سفر
      تذكروا مبتدأ أيــام رجعتهــــم .. وأعقبوا سوء ما لاقوا بذاالخبر .. مأجورين يا شيعة .. السلام عليك يا أبا عبداللة الحسين

    • زائر 3 | 1:12 ص

      وايتماه بعدك يا ابا عبدالله

      تبكيك عيني لا لأجل مثوبة لكنما عيني لأجلك باكية تبتل منكم كربلاء بدم ولا تبتل مني بالدموع الجارية
      حبيبي يا حسين أنا مشتاق لزيارتك في كربلاء فشفع لي عند الله أن يوفقني لزيارتك سيدي.

    • um amal | 1:06 ص

      واحسيناه..واشهيداه

      السلام على من غسله دمه ونسج الريح أكفانه والتراب الذاري كافوره والقنا الخطي نعشه وفي قلب من والاه قبره ..عظم الله اجورنا واجوركم

    • زائر 2 | 12:34 ص

      وحسيناااااااااااه

      السلام على الحسين وعلى على ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ،طبتم وطابت الارض التى حللتم وبها،الهم العن قتلة الحيسن ابن على (ع)حفيد رسول الله (ص)
      تبكيك عينى لا لاجل مثوبة
      لكنما عينى لاجلك باكيه .

    • زائر 1 | 9:39 م

      اللهم ارزقنا زيارتهم

      السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ابا عبدالله وعلى الارواح التي حلت بفناءك ،عليكم مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ..

اقرأ ايضاً