صدر حديثا للمصور الفوتوغرافي علي يوسف علي كتاب «عشاق»، وهو كتاب فني توثيقي بالصور في 250 صفحة يلتقط صورا لمجموعة من المساجد، ويرصد فعاليات عاشوراء من خلال الصورة، وعبر النور والظل وإشباع اللون الأسود كخلفية تقتطع الصورة كحدث مما حوله من تفاصيل، استطاع يوسف أن يقدم في كتابه عشاق مجموعة من الصور التي تحتفي بفعاليات عاشوراء، مركزا على التشبع اللوني في الصورة.
بعد أن نشرنا مجموعة من المتابعات والحلقات حول التصوير الضوئي مع مجموعة من الفنانين الفوتوغرافيين، تلقيت اتصالا من الفنان علي يوسف علي يعرض عليَّ إنجاز حلقة عن كتابه عشاق في برنامج مسامرات ثقافية فكان هذا اللقاء:
هل لك أن تحدثنا عن كتابك عشاق والذي رصدت فيه أهم الفعاليات التي يحييها الناس في عاشوراء؟
- كانت فكرة الكتاب لدي منذ فترة طويلة، منذ الصغر، ومنذ أن كنت هاويا للتصوير الفوتوغرافي كانت تراودني فكرة أن أصدر كتابا بمختلف الصور التي ألتقطها، فبعد اندماجي بهذه الهواية وتمكني من التصوير الفوتوغرافي بدأت الرؤية والفكرة تتضح وقد كانت نوعا ما صعبة لأني في وضع كنت لا أستطيع أن أميز بين الصورة الصحيحة وغيرها، وبعد فترة تجمعت عندي مجموعة كبيرة من صور مناسبات عاشوراء وأصبحت عندي إمكانية ومجموعة هائلة من الصور وتمكنت من الاتفاق مع مجموعة من الشباب وتم تحديد الفكرة والرؤية، والعمل على أساس إصدار الكتاب.
المصور الفوتوغرافي علي يوسف يبدو أنك جمعت هذه الصور خلال فترة طويلة، كم استغرق جمعك مثل هذه الصور؟
- تقريبا بدأنا منذ 2005 إلى 2009 وبعد تجمع الصور تكوّنت لدي رؤية أن أكون لي معرضا فوتوغرافيا بهذه الصور، ولكني أحسست أن المعرض يندثر بعد مرور المناسبة، ففكرت أن أكون معرضا تاريخيا وأوثق هذا المعرض وأصدره في كتاب، ويكون شاملا لصور عاشوراء وجميع المناسبات الدينية لدينا في البحرين، وكانت الفكرة في البداية للمناسبات الدينية فقط واقترح الشباب أن نضيف المساجد، مساجد الأولياء والصالحين، الموجودة في قرى ومدن البحرين، فشمل هذا الكتاب عددا ضخما من الصفحات بينما كانت من البداية 150 صفحة، وبعد هذا الكم من الصور أصبح الكتاب في 250 صفحة.
من هم أهم الذين ساهموا معك في إنجاز هذا الكتاب؟ من صمم ونسق واشتغل على بقية الأمور الأخرى؟
- في الواقع أشكر الشباب الذين قاموا بالمساعدة في التصميم والتنسيق وتصميم الشعار والدعاية والإعلان، أشكرهم جزيل الشكر، ومنهم الفنان حسين الحوري إذ نسق وكتب الموضوعات وتعب، وكنا كفريق منسجمين نشتغل إلى أوقات متأخرة حتى نخرج الكتاب بهذه الصورة ومنهم الحوري الذي ساعد في تصميم الغلاف وجهاد عباس حسين الذي ساهم في الترجمة، وجميل عبدالحسين الذي صمم شعار الكتاب، ومحمد في الدعاية والإعلان وحسن جاسم الحوري وكذلك مازن الحداد في العلاقات العامة.
ما أهم التقنيات التي استخدمتها في التصوير أو بعد، أم أن الصور وضعت في الكتاب كما هي؟
- أنا من محبي التصوير الخادع، فمنذ أن بدأت أصور كنت مهتما دائما بتقنيات التصوير الفوتوغرافي من ناحية الخدع والإضاءة والظل وركزت على عملية التشبع اللوني في الصورة وهذا كان الميزة المهمة التي كانت مع بدايتي في فن التصوير؛ لأني في الماضي كنت من المحبين للأسود والأبيض فمن هذا المنطلق كنت أركز على الغيوم وأتابع الألوان فأنسق وأمزج بين الأسود والأبيض، الفنان الفوتوغرافي حينما يبدأ يصور ويحس باللون يجب أن يبدأ من التصوير بالأسود والأبيض، وإذا حس أن الأسود والأبيض ليسا لونين وإنما تدريج لمجموعة من الألوان يبدأ بالرمادي إلى أن يتكون الأسود، من هذا المنطلق بدأت عندي الرؤية واضحة في الألوان على أساس هذا النوع من التشبع اللوني في الصور ونوع من التقنيات التي اشتغلت فيها بالفوتوشوب مع نوع من التقنيات البسيطة تراعي نوعية هذا الكتاب عبر الخلفية السوداء ونوع من الصور التي فيها كثير من الحزن أو الفرح، بحيث تكون الصورة متناسقة وتأتي على أسلوب معين وواضحة والمتلقي لما يرى الصورة مباشرة يذهب إلى الفكرة والموضوع.
الفوتوغرافي علي يوسف ما الطريقة التي اعتمدتها في تنسيق الصور؟
- عدد صفحات الكتاب 250 صفحة والمتلقي عندما يشاهد هذا العدد الكبير من الصفحات ربما يصيبه نوع من الملل إذا كانت الصور ليست بهذا التنسيق والرؤية، وقد بدأنا تنسيق الكتاب بالمطالعة والكشف تقريبا على مجموعة من الكتب العالمية من تصاميم ما يقارب تسعة كتب عالمية في التصوير، من هذا المنطلق أخذنا مجموعة من الأفكار لكي تكون الصفحات متنوعة وتنسيقها مناسبا حتى لا يصيب المتلقي نوع من الملل.
في الكتاب يظهر ولعك باللون الأسود بشكل كبير ولعل الكتاب أصدر في هذه المناسبة أو يرصد هذه المناسبة وكأنك تحاول أن تضع في الصور اللون الأسود كخلفية؟
- الفكرة بنيت على أساس أن المتلقي حينما يشاهد الصورة يركز مباشرة على الموضوع لأن الموضوع في هذه المناسبات ذات الكم الهائل من البشر المتواجدين في هذه المناسبة، وكثير من الصور الفوتوغرافية التي نشاهدها على النت وفي الصفحات نشاهد مدى توسع وخلط الموضوع والفكرة للتركيز وقد حاولنا أن نستخدم اللون الأسود لكي يكون التركيز مباشرة على الموضوع ذاته بحيث إن المتلقي حينما يرى الصورة مباشرة يركز على ماذا نريد أن نقول من خلال هذه الصورة.
ما الصور التي هي أقرب إلى نفسك من ناحية اللقطة واقتناصها ومستواها الفني؟
- كثير من الصور، هناك مجموعة من الصور بذلنا عليها جهدا جبارا لإخراجها بهذه الصورة، ومعظم الصور التي ترى خلفياتها سوداء اشتغلنا عليها بمجهود جبار من ناحية التقنية لإبراز وتحديد الإضاءة واللون ليكون الموضوع محددا ونغطي المجاميع البشرية ونبرز الصورة في المقدمة، وكانت هذه هي الفكرة الواردة بينما الذي حببني في مجموعة الصور المساجد التي بذلت فيها جهدا بحيث أخرجها بهذا الرونق الجميل، وأعتبر المساجد جزءا من السياحة الدينية الموجودة في البحرين، والتقطت الصور ووضعت فيها نوعا من التقنيات الجيدة والمبهرة لكي تبرز للمتلقي من خارج البحرين وتجذبه هذه المواقع ويحضر لها للزيارة، ومن هذا المنطلق وضعت الكثير من الخلفيات كالغيوم والتقنيات التصويرية الأخرى لإبهار المتلقي وجذبه.
الفنان المصور الفوتوغرافي علي يوسف هذا كتابك الأخير الذي صدر حديثا، ما مشاريعك القادمة في مجال التصوير الضوئي؟
- فكرة الكتاب كانت البداية، وصار عندي فكرة ثانية ورؤية واضحة بعد أن اشتغلنا في كتاب «عشاق» الفوتوغرافي وبعد أن حصلت على إقبال كبير على هذا الكتاب من ناحية الموضوع والفكرة والمناسبة، وبعد أن صدر الكتاب صممنا مع الشباب أن نعمل في المستقبل بعد سنة أو سنتين كتابا آخر باسم عشاق 2 وسنصدر الجزء الثاني من هذا الكتاب ولكن برؤية مختلفة ومنظور ثان إذ سنحاول شمول أكثر من مصور من الشباب البحرينيين لأنهم يبذلون مجهودا، ولا نرضى أن يضيع حقهم في هذا المجال، والفكرة أن نشمل معظم الفنانين الموجودين في البحرين على أساس أن نأخذ من كل فنان مجموعة من الصور ونشتغل من خلال ذلك على كتاب ثانٍ باسم عشاق 2 تكون المشاركة فيه أوسع وتكون الرؤى والنظريات مختلفة.
العدد 2709 - الخميس 04 فبراير 2010م الموافق 20 صفر 1431هـ
أبوعلي
تحية كبيرة للمصور المبدع
علي يوسف ونشكره على هذا المجهود الكبير
وبالنبة للكتاب هو رائع بكل المقايي
وفقك الله وجعله في ميزان حسناتك