اقتبس المنتدى الإقتصادى العالمي في مدينة دافوس السويسرية خطاب المنتدى الإجتماعي العالمي الذي تأسس العام 2001 كمحفل بديل له يتيح للمجتمعات المدنية في مختلف أنحاء الأرض الإعراب عن مواقفها وآمالها في «عالم جديد ممكن».
هذا هو رأي المدير التنفيذي لمنظمة «غرين بيس» (السلام الأخضر) البيئية العالمية، جيرد ليبولد، الذي نبه إلى الخطابات التي ألقيت أثناء الدورة السنوية لمنتدى دافوس المختتمة في 31 يناير/ كانون الثاني الماضي، بالقول، إنما توحي بحدوث «تحول جماعي» في مسار المنتدى وتوجهاته.
وشرح أن أصحاب الأعمال والشركات والحكام قد عمدوا في مداخلاتهم أمام منتدى دافوس إلى التحسر على التغيير المناخي والإعراب عن قلقهم العميق لتداعياته والمطالبة بالتخلي عن الممارسات المعتادة وما إلى ذلك، ما قد يحمل المرء على الاعتقاد بوقوع «تقدم مدهش» في هذا المجال.
وقد تنامي توجه منتدى دافوس في دوراته الأخيرة لاقتباس نقاط واردة على برنامج المنتدى الإجتماعي العالمي، وبالتحديد منذ أن بدأ الطراز الإقتصادي السائد في الانهيار.
فيكفي الاطلاع على أجندة منتدى دافوس في دورته المنتهية للتحقق من وجود سلسلة من القضايا البعيدة كل البعد عن مشاغله الأصلية.
وعلي سبيل المثال، اقترح البند الأول على أجندته، وضع إطار للقيم، ذلك أن ثلثي 130,000 فرد في 10 دول أعربوا في استطلاع رأي أخير عن قناعتهم بوجود سلسلة من القيم والمباديء الأخلاقية في تركيبة الأزمة المالية الراهنة.
ويعرف أن المنتدى الإجتماعي العالمي قد شدد منذ نشأته في مدينة بورتو أليغري البرازيلية العام 2001، على فضح تداعيات السياسات الإقتصادية والإجتماعية المبنية علي قيم ومبادئ الجشع والإثراء غير المتوازن وغير المنصف.
وشددت النقابات العمالية على رفضها لمقترحات تقليص نظم الخدمات الصحية والتأمينات والتعليم وشبكات الأمن الإجتماعي، كوسيلة لسداد الديون العامة التي سببتها توجهات فردية لتحقيق الربح، في الوقت الذي يرفض فيه أصحاب الأعمال والمصارف تحمل ثمن تصرفاتهم.
وطالبت النقابات في المقابل بإجراء تخفيضات جوهرية على مكافئات رجال المصارف التي تبلغ الآف الملايين من الدولارات، كوسيلة لكسر الحلقة المفرغة المبنية على أساس الجشع في النظام الإقتصادي والمالي السائد.
هذا واتضح هذا التحول في خطاب منتدى دافوس منذ بداية دورته، حين أعلن رئيسه ومؤسسه، كلاوس شواب، أن «نظامنا (الرأسمالي) الراهن يخفق في الوفاء بمسئولياته تجاه 3,000 مليون شخص في العالم»، في إشارة إلى عدد الجائعين. وقال إنه يجب «تغيير ثقافتنا المدنية والمالية والسياسية إذا أردنا إغلاق هذه الثغرة».
العدد 2709 - الخميس 04 فبراير 2010م الموافق 20 صفر 1431هـ