الآن فقط عرفت أن الناس في البحرين (أمهات حجايج)، الآن فقط عرفت أنهم يثورون على أتفه الأسباب، ويتذمرون على أبسط الأشياء، و(يبرطمون) على أقل القليل، ويسوقون الذرائع تلو الذرائع لمجرد أنهم يريدون أن يثرثروا وكأنهم جميعا بلغوا من العمر عتيا ينخر في عقولهم الخرف فلا تستريح ألسنتهم فهي مشغولة بالهراء والمراء على مدار الساعة!

ماذا بقي لكم يا ناس البحرين (ما تتحججون) عليه؟ فلا يعجبكم العجب، ولا الصيام في رجب، ثرثرتم على الإسكان فقلنا المأوى حق كفله لكم الدستور، وزعلتم على التجنيس فقلنا كان زعلكم خوفا على نسيجكم واقتصادكم، وثرتم على البطالة فقلنا لا بأس فهذا من خوفكم على مستقبل أولادكم، ووو... مما لا عد له ولا حصر من (الحجايج)، وكل ما قلتم مررناه لكم على مضض بسلام، ولكن أن يصل الحال بكم إلى أن «تتحججوا» حتى على الغازات فهذا خلع لثوب الحياء، وعليكم أن تنتبهوا لأنفسكم فأنتم بذلك تعادون الفطرة والطبيعة!

مشكلتكم يا ناس البحرين أنكم انحدرتم عن قمة الوعي والثقافة التي كنتم تتربعون عليها في السنوات الغابرة! هذه الغازات يجب أن تتقدموا للحكومة بالشكر الوافر والجزيل عليها وعلى تسريحها، ولو كنتم تعرفون شيئا عن الأضرار الصحية لحبس الغازات لما اعترضتم عليها، ولطالبتم باستنشاقها على مدار العام، هل تعلمون أن أحد أضرار حبس الغازات انقباض القلب والضغط عليه ما قد يؤدي إلى الوفاة؟!

إذا لا تحجروا على هذه المصانع أن تسرح ما في بطنها من ريح حتى تستريح، أم إن عليها أن تحبس غازاتها بين ثنايا محركاتها؟ وهل يقوى أحدكم على هذه المهمة حتى يطلبها من المصانع التي تنعش اقتصادكم، وتدر عليكم من عوائدها وترسل السماء عليكم مدرارا؟!

«يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك»! هذا لسان حال نصيحتي إليكم يا ناس البحرين، فهل تعلمون أن هذه الغازات انبعثت لتحتفل معكم باليوم الوطني للبيئة الذي تحتفل به البحرين في الرابع من فبراير/ شباط من كل عام، وهو يصادف اليوم أم نسيتم؟ أعلم ولكن ما أنساكم إياه إلا الشيطان إنه لكم عدو مبين!

عودوا لرشدكم يا ناس البحرين، فهل تريدون للهوامير أكلا دسما وموائد على مد البصر من دون غازات؟ فالتهام البر والبحر، والتهام الحجر والمدر، وجبات دسمة، ولا بد أن تعقبها غازات كثيرة، بل يجب لكم أن تستعدوا لما بعد الغازات أيضا فتلك سنن الطبيعة التي لا يجوز قهرها والوقوف بوجهها؟