«أ» نشرت هذه الحوارية التي تتقصى الغيم والماء، بتاريخ 21 مايو 2005، وهي تحيل كل جفافاتنا مروجا مشتعلة اليوم، في ظل غياب طرفها الأكبر. تهبنا ممارسة حياة لائقة ببحثنا الدائم عن نبع الحياة. سأترك ما تبقى من مقدمة كما هو: هذان الشاعران جديران بأن يتصديا لتعليمنا درسا سنحاول أن ننساه كي يكون هنالك مبررا لوجودهما الدائم لاستئناف ذات الدرس.
قصيدة حوارية بين الشاعرين عبدالله حماد وإبراهيم المقابي
أنا احوالي كما كانت... هي احوالي بلا تبديل
فقط زادت شوية هم... وصار الحزن مصيافي
ولكني رغم همي... أحس بداخلي تبجيل
أزيح الهم من غبة بحوووووري لآخر أسيافي
أنا همي مثل ظني... يزيد بداخلي تأويل
يخيب الظن ويبقى الهم... نبع بنصل سيافي
ويبان النور في عين العليل بشهوة التحويل
رغم كل احت مالات انكسااااره بهمها الطافي
بلاك تشين طبع الهم... تزيد وتختصر وتشيل
ولو سولفت ما صدقت! حكمة ساااالف أسلافي
يقول إن السعاده هم كافر عاشر الظليل
ونجب منها سعاده مشوهه من غير أطرافي
تقهوينا السعادة بزيف خااااالص مختلط بالويل
وبدأ صباب قهوتنا... بخيل بنخوة سنافي
بخل حتى بجمرة نار ما تضوي تعاسة ليل
وذكرنا بكرم حاتم... يجي مع غيم مضيافي
وبعد ما جات سيرة طي... لوينا اعناقنا للنيل
عسانا نلقى في عمقه بقايا لو كرم حافي
وجاوبنا بموجه... كان فيني خير في هالجيل
عطيت الخير ليما الخير نده يا نيل بس كاااااااافي
وعلى سيرة زمن سالف غرفنا لين زاد الكيل
تشابهنا على المعنى... ميت حي يا كافي
واحد فوق هالجردا... نطر من ربه التنزيل
وواحد بين عرصة رمل. لا صاحي ولا غافي
محيتك أمس قبل أكتبك جمله ترفض التحليل
محيت وكلما أمحي... ألاقي الحبر بك طافي
ألاقيني معاني معوقه محتاجه للتجميل
كأني مثل ما قالوا... جليد وملمسي دافي
وأنا قلت أكتبك كلمه تفيد العرض والتطويل
ولكني اختصرتك بيت يغني دفتر أوصافي
لقيتك هم! لقيتك غم! وفيك من السعاده سيل
يحركني من أول عرق لآخر عرق باطرافي
بديناها بنهايه... والأصل يقطع يد التأصيل
وبننهيها ببدايه حسب ما تقضي به لعرافي
فهمت القصد والا القصد يفهم مقصدك ويعيل
كتبك الشعر؟ لو الشعر على باب الفكر غافي
فهمت ان الأصل ثابت مثل ما ثبت جذع نخيل
وعرفت ان النهايه حق على روس الملا لافي
وعرفت الخير معنى الخير ما يسكن عقل ضليل
وفهمت ان الموده زرع شرب من نبعك الوافي
«ب» ذات مقدمة في مجلة «قطوف» اهتديت والمجنون بامتياز الشاعر فهد عافت الى أن أحد الشعراء ليس أمامه مستقبل... بل المستقبل هو الذي أمامه الشاعر، لكأن الشاعر مستقبل للمستقبل، والمستقبل هذه المرة أمامه شاعران بحجم عبدالله حماد وابراهيم المقابي.
العدد 2708 - الأربعاء 03 فبراير 2010م الموافق 19 صفر 1431هـ