العدد 2707 - الثلثاء 02 فبراير 2010م الموافق 18 صفر 1431هـ

أعينوا أعانكم الله

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

أصبحت استضافة البلد لأي بطولة عالمية كانت أو خليجية محل شك، في ظل الإمكانات البسيطة التي تمتلكها البحرين لعقد مثل هذه الدورات، والتي بسببها ستؤدي إلى حالة من الشلل التام في مسابقات الاتحادات الأخرى، وهذا ما يحدث على أرض الواقع، إذ أجبرت بطولة البحرين الدولية للناشئين لكرة الطاولة اتحادي اليد والسلة على إجراء تغييرات بسيطة في جداول مسابقاتها، حتى أن لجنة المسابقات باتحاد اليد نسيت إخطار الصحافة بشأن تأجيل مباريات المرحلة قبل الأخيرة من الدورة التنشيطية، بسبب تسلم اتحاد الطاولة لصالة الاتحاد.

بطولة دولية واحدة لم تؤثر فقط على مسابقة واحدة، إذ استدعى ذلك تأجيلا لمباريات دوري كرة السلة من أجل عيون منتخب اليد الذي يحتاج لصالة يتدرب ويلعب عليها مباراة ودية مع منتخب بقيمة بطل آسيا المنتخب الكوري الجنوبي، من أجل الإعداد لبطولة قارية مؤهلة إلى كأس العالم، ليتوقف الاتحادان عن إقامة مباريات مسابقاتهم حتى انتهاء التزامات البطولة الدولية ومنتخب اليد.

بطولة دولية واحدة أجبرت المؤسسة العامة على القيام بعمل جبار من أجل تحويل ملعب لمباريات كرة السلة لآخر لكرة اليد، والأخير لملعب كرة طاولة، كل هذا حدث بسبب شح المنشآت، هذا إذا ما عرفنا أن هاتين الصالتين أزاحتا حملا ثقيلا على صالة مركز الشباب بالجفير التي كانت تحتضن كل شيء من بطولات دولية وقارية وحفلات غنائية وأنشطة ثقافية وفي النهاية مباريات كل مسابقات الصالات، لينتقل الحال الآن إلى صالتي اتحادي اليد والسلة، وكأننا في بلد يحب أن يستغل كل منشأة يقوم بها على أكمل وجه، بل وزيادة.

بطولة دولية واحدة ستجبر المؤسسة بعد انتهائها على إجراء صيانة دورية شاملة للصالة بعد استخدامها، ولعل الجميع يتذكر كيف أجل اتحاد اليد في الموسم الماضي بعض مباريات الدوري بسبب حالة الأرضية السيئة للملعب، ووجود مادة لاصقة تتسبب في إصابات للاعبين.

وقد يتساءل البعض، لماذا تصل مسابقاتنا إلى حالة مزرية من التأجيل أو النقل من مكان لآخر، وإصدار الجداول المتتالية حتى يصل عددها في موسم واحد إلى أكثر من 30 جدولا، إن لم يكن أكثر عند بعض الاتحادات المعروفة بحبها للتغييرات والتأجيلات، لغياب الخبير القادر على وضع الجداول منذ البداية وحتى النهاية، ولماذا لا يفكر المسئولون في إيجاد صالة تحتضن كل الفعاليات والبطولات الدولية غير تلك الألعاب التي تمتلك اتحاداتها صالات كبيرة، وبالتالي نلغي فكرة تأجيل المسابقات، بل ونحافظ على منشآتنا من العطب الذي تخلفه هذه البطولات، إذ ما عرفنا أن هذه البطولة لن تكون الأخيرة في سلم الحاجة لصالتي اتحاد اليد والسلة.

هذا الحديث يجرنا حقيقة إلى التساؤل عن السبب الرئيسي وراء عدم افتتاح مجمع خليفة الرياضي الذي سيزيح من دون شك الكثير من المعاناة التي يعيشها هذا البلد، والجميع يعلم بأن الافتتاح يحتاج إلى قليل من المال تم إهداره في رحلة منتخب كرة القدم إلى نيوزيلندا، وكان فيه المجمع أولى، إذا ما عرفنا أن الميزانية الكبيرة التي صرفت على إعداد المنتخب فقط لهاتين المباراتين، كانت ستكفي بل وتزيد من أجل استكمال العمل في هذا المجمع، فما لدينا لا يعدو كونه منشآت رياضية متهالكة، أندية نموذجية ضعيفة الإمكانات، مراكز شبابية فقيرة، أندية تعاني إهمالا واضحا ومقصودا، كلها أمور تحبط الإنسان البحريني الساعي إلى خير هذا البلد، لأن آخرين لا يسعون نحو ذلك وإنما يحبون الخير لأنفسهم فقط.

موضوع المنشآت الرياضية أحد الموضوعات المهمة والشائكة التي لو لقيت الاهتمام المفروض من قبل المعنيين، سيكون ذلك بمثابة الطفرة النوعية في رياضة البحرين التي نتمنى لها كل خير.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2707 - الثلثاء 02 فبراير 2010م الموافق 18 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً