أعرف الأخ الفريق ضاحي خلفان وأعرف كفاءته الجيدة وحرصه على أمن دبي وساكنيها... وأعرف – أيضا – أن الشيخ محمد بن راشد حريص هو الآخر على أمن بلده وعلى محاصرة الجريمة فيها لأن الاقتصاد مرهون بالأمن في كل جوانبه!
وأعرف كيف أن شرطة دبي كشفت وسريعا سر قتل «سوزان تميم» وأفصحت عن اسم القاتل وقدمت الأدلة التي تثبت صحة ما توصلت إليه!
لكنني – أيضا – أعرف أن قتلة «محمود المبحوح» يختلفون عن قتلة «سوزان تميم» وأن الحكومات التي تساندهم تختلف تماما عن الحكومة التي تساند قتلة سوزان!
حكومة الصهاينة ومعها أميركا تختلف عن حكومة مصر كثيرا... ومعروف أن الصهاينة يحمون من يقف معهم، ومعروف أن لهم نفوذا قويا يستمدونه من أميركا ويخيفون به ضعاف النفوس... فهل يستطيع الفريق – وهو يدرك حجم الفارق بين القضيتين – أن يفعل شيئا حقيقيا وجدّيا في قتل محمود المبحوح؟!
الصهاينة لا يقيمون وزنا لحكومة دبي وإلا لما انتهكوا حرمتها، وخالفوا قوانينها، وارتكبوا جريمتهم على أراضيها.
بل إن الصهاينة لا يهمهم أحد، ولا تهمهم أي دولة؛ لأنهم يدركون أن حاميتهم تخيف الآخرين، وتجعل فرائصهم ترتعد من مجرد ذكر اسمها!
مشعل تعرض لمحاولة اغتيال في عمّان، حقنوه بمادة سامة في أذنه، ولولا موقف الملك حسين – بعد إرادة الله – لكان في عداد الأموات منذ ذلك الحين... الصهاينة لم يقيموا وزنا لحكومة الأردن رغم كل العلاقات القوية بينهم... أهانوا هذه الحكومة وكل قوانينها لأنهم يعرفون مآلات الأمور!
عندما تعرض سفيرهم لمحاولة اغتيال تحركت حكومة الأردن... قبضت على الكثيرين... حاكمت... فعلت وفعلت!
سأتناسى أن علاقة عمان بالصهاينة يجب أن تزول مثل علاقة كل دولة عربية بها... لكن هل لو أن سفير عمان تعرض لنفس المحاولة ستفعل حكومة الصهاينة مثل ما فعلت حكومة عمان؟! هنا الفرق! وهذا ما يشجعهم على احتقار الجميع!
الصهاينة اغتالوا فتحي الشقاقي، واغتالوا عماد مغنية وآخرين فماذا حصل لهم؟!
لم يتوقفوا عند هذا الحد... قتلوا – أكثر من مرة – جنودا مصريين من سلاح الحدود وهم يقومون بواجبهم، لم يتعرضوا للصهاينة بشيء! ومضت الأمور بهدوء وسلام وكأن شيئا لم يحدث! أرأيتم لماذا يتمادون في طغيانهم!
لاحقوا مجموعة من العلماء البارزين ومن جنسيات متنوعة، ومع هذا مضت الأمور بسلام!
وكان الكل يقول لهم: سلام عليكم... افعلوا ما شئتم... غفر الله لكم! مهانة ما بعدها مهانة!
ربما تريد «إسرائيل» أن تجر حماس وحزب الله إلى صراع دولي لتقول للعالم: هؤلاء إرهابيون... يلاحقوننا في كل مكان... قفوا ضدهم... حاصروهم – الخ. ولأن أميركا ومجموعتها لا ينظرون إلا بعيون إسرائيلية فسيقولون ويفعلون كل ما تريده «إسرائيل»... بل وأرجح أن بعض العرب قد يفعل مثلهم! جرائم الصهاينة تحتاج إلى وقفات جادة لمحاصرتها... تحتاج إلى تكاتف الجميع... من العيب أن تستهين «إسرائيل» بالجميع... ومن العيب أن يكتفي هؤلاء بالصمت أو بابتكار لا قيمه له!
مرة أخرى... آمل من ضاحي خلفان أن يضع النقاط على الحروف... أن يسمي الأشياء بأسمائها... أن يقول بدقة: من هم الفاعلون، أسماؤهم... بلدانهم... الإجراءات التي سوف تُتخذ ضدهم... كل شيء يطمئن القوم أن هناك من يستطيع الوقوف أمام جرائمهم... وآمل من الشيخ محمد بن راشد أن يكون عونا له في كل ذلك!
الصهاينة إرهابيون بكل المقاييس، كلهم كذلك... فهل يتحرك الدم العربي للثأر لنفسه وكرامته... أم أن البعض «ما عنده دم»!.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 2706 - الإثنين 01 فبراير 2010م الموافق 17 صفر 1431هـ