العدد 2706 - الإثنين 01 فبراير 2010م الموافق 17 صفر 1431هـ

«جدو» تعويذة الحظ للمصريين

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

محمد ناجي الملقب بـ «جدو» وصاحب الـ 26 عاما، لم يكن إلا القليلون يعرفونه قبل انطلاق بطولة أمم إفريقيا في أنجولا 2010، ومن عرفوه ونما إليهم اسمه ربما من الانتقادات التي كانت توجه لقائد الأوركسترا المصرية المعلم حسن شحاتة نتيجة اختياره لهذا اللاعب بالتحديد على حساب أسماء عملاقة أمثال أحمد حسام «ميدو» وعمرو زكي وكلاهما اسمان كبيران ليسا على المستوى المصري فقط وإنما لهما حضور قاري وعالمي من خلال احترافهما في أندية عالمية مرموقة.

«جدو» يلعب في الهجوم، والمنتخب المصري لديه الكثير من المهاجمين الأفذاذ القادرين على اختراق أصعب الدفاعات، وسجله مع الاتحاد السكندري لم يكن عظيما ليتم اختياره على حساب أسماء كبيرة (7 أهداف في 44 مباراة)، ولكن المعلم شحاتة له رأي آخر من خلال حسه الفني الراقي ومعرفته بقدرات اللاعبين المحليين والمحترفين، فشحاتة بطل إفريقيا لثلاث بطولات متتالية وصانع منتخب لا يقهر على المستوى الإفريقي فشل أي منتخب آخر في الإطاحة به في أي مباراة في آخر ثلاث بطولات لأمم إفريقيا، هو يعرف تماما ما يفعل وهو القادر على تحويل المغمورين إلى نجوم عظماء.

النقاد الذين هاجموا شحاتة للتشكيلة التي أعلنها لأمم إفريقيا ركزوا على «جدو» تحديدا لقلة خبرته، فظهروا هم قليلي الخبرة بل قليلي الحيلة أمام المعلم شحاتة الذي يعرف تماما ما يفعل، ويعرف كيف يصل إلى ما يريد.

أهداف «جدو» المتتالية في أمم إفريقيا ألهبت حماس جميع المتابعين، فهذا اللاعب يسجل كلما دخل إلى أرض الملعب في مفارقة غريبة، وفي مباراة الجزائر في الدور نصف النهائي قلنا أن تعويذة الحظ للمصريين قد توقفت عن التسجيل بعد أن انتهى الوقت الأصلي والدقائق المضافة ولكن «جدو» ظهر مجددا في الثواني الأخيرة وأحرز هدفه الرابع في أربع مباريات لعبها في أمم إفريقيا.

في النهائي أمام غانا كان الجميع يترقب دخول «جدو» وخصوصا عندما كانت النتيجة سلبية والفرص شحيحة للجانب المصري، وأدخل المعلم شحاتة مجددا «جدو» ليتمكن من كرته الأولى من تمرير كرة إلى محمد زيدان الذي ردها له داخل منطقة الجزاء فاستقبلها بحرفية الكبار وأودعها في شباك غانا بتقنية عظماء الكرة ليصنع تاريخا لم يسبقه له أحد في أي بطولة قارية أو عالمية سابقا بأن يكون لاعبا احتياطيا يسجل في كل مرة يدخل إلى الملعب ويقود فريقه للقب بهدف يتيم بعد نهائي عصيب ودخوله احتياطيا مجددا.

فـ «جدو» دخل التاريخ من أوسع أبوابه كما دخله المعلم شحاتة والحارس عصام الحضري والكابتن الخلوق أحمد حسن، و»جدو» بات يمتلك سجلا رائعا مع المنتخب قوامه 6 أهداف في 7 مباريات، فاستحق المصريون اللقب أداء ونتائجا ونجوما وبرهنوا بأدائهم والتزامهم أن الكرة العربية مازالت بخير ومازالت قادرة على صنع النجوم العظماء.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2706 - الإثنين 01 فبراير 2010م الموافق 17 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً