قال رئيس أركان الجيش الأميركي بيتر شوميكر إنه يخطط لإبقاء عشرات الآلاف من قواته في العراق على الأقل حتى العام 2007. وأبلغ لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، أنه أصدر أوامره إلى هيئة أركان الجيش للنظر في الكيفية التي سيتم فيها استبدال قوات الجيش المرابطة حاليا مؤكدا أن قرار إنهاء الوجود العسكري يعود إلى الرئيس جورج بوش. وفي دمشق أعلن عضو مجلس الحكم العراقي موفق الربيعي أن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد لإعادة الأموال المودعة في سورية من قبل النظام السابق إلى بغداد.
واشنطن، بغداد - وكالات
قال الرئيس الاميركي جورج بوش مساء أمس الأول خلال زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي العراقية. في حين شدد الحاكم الأميركي على ملاحقة أي وجود لحزب العمال الكردستاني مؤكدا «أن لا منظمات إرهابية في العراق الجديد».
وقال بوش خلال مؤتمر صحافي مع أردوغان «أكدت له أن طموح الولايات المتحدة هو قيام عراق سلمي ديمقراطي مع الحفاظ على سلامة ووحدة أراضيه». وتخشى تركيا من أن تؤدي الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين إلى تغذية طموحات أكراد العراق لإقامة دولة مستقلة. وشدد أردوغان على التزام تركيا بمحاربة الإرهاب وأكد اتفاقه مع واشنطن بشأن الحاجة إلى إرساء الديمقراطية في العراق. وقال «نتفق في وجهات النظر المتعلقة بشراكتنا الاستراتيجية في إعادة بناء العراق». وفي سياق متصل أكد الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر في بيان أمس التزامه بملاحقة الحركات المنبثقة عن حزب العمال الكردستاني (الانفصالي التركي المحظور) في العراق وأية منظمة قد تكون مرتبطة به. وقال بريمر إن الرئيس الاميركي «تعهد بوضع حد لاستخدام العراق قاعدة للإرهاب»، مؤكدا أن «حزب العمال الكردستاني وأسماءه المستعارة الأخرى أي مؤتمر الديمقراطية والحرية في كردستان (كاديك) ومؤتمر شعب كردستان منظمات إرهابية ومصنفة على أنها كذلك في القانون الاميركي». وأكد بريمر أن «السلطة المؤقتة للتحالف وقوات التحالف وقوات الأمن العراقية ستتعامل مع هذه المنظمات على أنها إرهابية ولا مكان للإرهاب والمنظمات الإرهابية في العراق الجديد».
في موضوع آخر قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن أسلحة الدمار الشامل التي حصل عليها الحكام السابقون للعراق وفشل المفتشون في العثور عليها مخبأة بعناية وانه واثق انه يمكن العثور عليها. وأكد زيباري في مؤتمر صحافي في العاصمة البلغارية صوفيا «لدي اعتقاد قوي ان بعض هذه الأسلحة يمكن العثور عليها». وأضاف زيباري «نحن كعراقيين شهدنا صدام وهو يطور ويصنع ويستخدم أسلحة الدمار هذه ضدنا. وهو لم ينكر هذا». وكان زيباري وهو كردي يشير فيما يبدو إلى استخدام صدام الأسلحة الكيماوية ضد قرى كردية نهاية الثمانينات. يأتي ذلك في وقت أفادت فيه مصادر صحافية سعودية أمس أن «دولة عربية» عرضت قبل أيام على أميركا «عقد صفقة» بخصوص صدام تتضمن «نقل صدام إلى أحد سجونها السياسية على أن يعامل لاحقا كلاجئ سياسي مقابل تقديم هذه الدولة كشوفات مالية بحسابات صدام لديها ولدى دول عربية أخرى وتقديم هذه الأموال إلى الإدارة الاميركية». وتتضمن الصفقة أيضا «تقديم عقود نفطية جديدة للولايات المتحدة من نفط هذه الدولة وتقديم تقارير دائمة عن صدام واتصالاته للكشف عن مزيد من أسراره ومعاونيه»، كما أكدت الدولة للولايات المتحدة أن «صدام سيكون تحت إمرة الجانب الاميركي في أي وقت وأنه سيكون طوعا لإجراء أية تحقيقات أميركية معه».
عسكريا أعلن رئيس أركان الجيش الاميركي الجنرال بيتر شوميكر أن نحو مئة ألف جندي أميركي سيحلون محل القوات الأصلية وأنهم سيبقون في العراق مدة عامين. وذكر راديو «سوا» الاميركي أن شوميكر الذي كان يتحدث في جلسة أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس كشف النقاب عن أن الجيش الاميركي يعد لمناوبتين أخريين للقوات من شأنها أن تبقي القوات الاميركية في العراق حتى العام 2007 في حال الموافقة عليها. وأضاف قائلا «لقد أصدرت أوامري للجيش وطلبت إعداد خطة المناوبة الثالثة والرابعة بحجم يضاهي خطة المناوبة الثانية». تجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) لم تحدد جداول زمنية لوجود القوات الاميركية في العراق.
وأسفرت سلسلة من الهجمات في العراق عن مقتل ضابط أمن عراقي وإصابة 13 آخرين أمس إذ شن المقاومون هجمات جديدة على عراقيين باعتبارهم متواطئين مع القوات الاميركية. وفي شمال العراق قالت الشرطة إن مقاتلين أطلقوا قذيفة صاروخية على نقطة تفتيش كان يحرسها أفراد من قوات الدفاع المدني العراقية جنوبي مدينة كركوك، ما اسفر عن مقتل احد أفراد القوة. وذكرت الشرطة المحلية انه في وسط العراق انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة فوق عربة في بلدة بعقوبة، ما أسفر عن إصابة عشرة منهم اثنان حالتهما خطيرة. وفي البصرة قال متحدث باسم القوات البريطانية إن قنبلة انفجرت على جانب الطريق.
بغداد - أ ش أ
نفى عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي إبراهيم الجعفري التصريحات التي نسبت إليه بشأن اعتقال عزة إبراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي المخلوع في قبضة القوات الاميركية بالعراق. وأكد إبراهيم الجعفري الذي يرأس بعثة الحج العراقية في تصريح لصحيفة «الصباح» العراقية أمس «أن ما نسب إليه لا أساس له من الصحة وليس له أية صدقية». يذكر أن القوات الاميركية تتهم عزة إبراهيم بأنه منسق العمليات ضد قوات التحالف في العراق كما رصدت مبلغ 10 ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القاء القبض عليه أو معلومات تفيد بقتله أو وفاته. كما اعتقلت زوجته وابنته خلال الشهور القليلة الماضية لاستجوابهما في محاولة للوصول إلى أية معلومات تفيد للقبض عليه. فيما يشكك الكثيرون من أعضاء مجلس الحكم في دقة المعلومات التي تقول إن عزة إبراهيم هو منسق الهجمات ضد قوات التحالف
العدد 511 - الخميس 29 يناير 2004م الموافق 06 ذي الحجة 1424هـ