العدد 511 - الخميس 29 يناير 2004م الموافق 06 ذي الحجة 1424هـ

مقتل وجرح عشرات الإسرائيليين في عملية القدس

ردا على مجزرة حي الزيتون

الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض 

29 يناير 2004

ردا على مجزرة حي الزيتون في غزة، نفذت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح» أمس عملية استشهادية في القدس المحتلة بالقرب من منزل رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون على رغم الإجراءات الأمنية، حينما فجر فلسطيني نفسه في حافلة ركاب في ساحة شوشان هاليفي. وأسفرت العملية عن مقتل 10 إسرائيليين، وإصابة أكثر من 50، جروح 11 منهم خطيرة. وحمّلت «إسرائيل» كعادتها مسئولية العملية السلطة الفلسطينية التي أدانت استهداف المدنيين من الجانبين. وأكدت حركة «حماس» أن العملية تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال.


استمرار الانتهاكات والاعتقالات في صفوف الفلسطينيين

مصرع وجرح عشرات الإسرائيليين في عملية استشهادية في القدس

الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض، وكالات

دكت المقاومة الفلسطينية أمس أركان «إسرائيل» في عملية استشهادية وقعت في القدس المحتلة بالقرب من بيت رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون وتبنتها كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح» ردا على المجزرة الإسرائيلية في حي الزيتون أمس الأول والتي راح ضحيتها تسعة شهداء، على رغم جميع الإجراءات الأمنية المشددة، وحملت «إسرائيل» كعادتها مسئولية العملية للرئيس والسلطة الفلسطينية التي دانت استهداف المدنيين من كلا الجانبين. وقالت الشرطة الإسرائيلية والمصادر الطبية في القدس المحتلة إن العملية الاستشهادية التي وقعت في القدس صباحا أسفرت عن مقتل 11 إسرائيليا، وإصابة أكثر من 40، جروح 11 منهم خطيرة.

وذكرت المصادر ذاتها أن انفجارا ضخما وقع في حافلة ركاب إسرائيلية في ساحة «شوشان هليفي» الواقعة في شارع غزة، عند زاوية شارع «اورلوزوروف»، في قلب مدينة القدس، على بعد مسافة قصيرة من منزل شارون الذي لم يكن في مقره الرسمي لدى وقوع الانفجار. وبينت أن فلسطينيا فجر نفسه داخل الحافلة رقم 19 المسافرة من مستشفى هداسا عين كارم، باتجاه «هار هتسوفيم»، والتي كانت تعج بالركاب ما أسفر عن تدمير الحافلة تدميرا كاملا.

وأعلن القائد العام للشرطة الإسرائيلية، شلومو اهرونيشكي، في موقع العملية انه تقرر إعلان حال التأهب القصوى في شتى أنحاء «إسرائيل»، وخصوصا في المدن الرئيسية، في ضوء تلقي الشرطة أكثر من 50 تحذيرا عن نية جهات فدائية تنفيذ عمليات داخل «إسرائيل».

وهرعت قوات الأمن الإسرائيلية إلى المكان وباشرت عمليات تمشيط واسعة تحسبا لوجود منفذي عمليات آخرين، وأغلقت قوات الاحتلال أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة ومنعت الفلسطينيين من الدخول أو الخروج وشرعت التدقيق في هويات الفلسطينيين واحتجاز الشبان منهم.

وحملت الحكومة الإسرائيلية كعادتها السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات مسئولية العملية، واعتبر نواب من الحزب اليميني الحاكم في «إسرائيل» العملية بمثابة ثمرة لعملية تبادل الأسرى التي جرى تنفيذها أمس بين «إسرائيل» وحزب الله.

وبرأي النائب الليكودي ايهود ياتوم فإن هذه العملية هي الرد الذي يقدمه نصر الله وعرفات وياسين وقادة إيران على الوهن الإسرائيلي الذي ظهر في موافقتها مرة أخرى على عملية إطلاق سراح الأسرى الكبيرة والتنازل عن أوراق استخدمت للمساومة مثل الديراني من اجل إعادة رون اراد.

من جهته قال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية يوفال شطاينتس من الليكود إن الهدف من هذه العملية الرهيبة هو إرباك «إسرائيل» وجعل عملية إطلاق سراح الـ 400 أسير فلسطيني عملية مهينة بشكل مضاعف ويبدو لي أنهم نجحوا في ذلك. وأكد أنه يجب أن يكون الرد الإسرائيلي بطرد عرفات إلى تونس بسبب مسئوليته الجماعية عن العمليات «الانتحارية».

كما انضم وزير الرفاه الاجتماعي، زفولون أورليف، إلى دعوة الوزير يوسيف كاتس إلى طرد عرفات. وقال أورليف «يجب على رئيس الحكومة ترجمة قرار المجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية وطرد عرفات اليوم وإذا لم يتم طرد عرفات في أعقاب العملية الصعبة في القدس، فإن ذلك سيكون بمثابة دعوة إلى تنفيذ عملية أخرى ولا يمكن لـ «إسرائيل» أن تفقد قوة ردعها ولذلك يجب طرد عرفات».

وفي الجانب الفلسطيني شجب وزير المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات، العملية الاستشهادية. كذلك استنكر رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع والحكومة الفلسطينية، العملية واستمرار مسلسل العنف الموجه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والذي كان آخره قيام القوات الإسرائيلية باغتيال تسعة مواطنين وجرح عدد كبير منهم يوم أمس الأول، في غزة.

من ناحيتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن العملية تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي والتي كان آخرها يوم أمس الأول في حي الزيتون بمدينة غزة. وذكر القيادي في الحركة الشيخ سعيد صيام أنه «أيا كان انتماء الذي نفذ العملية الاستشهادية فإنها تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم العدو الصهيوني ضد أبناء شعبنا الفلسطيني». وأكد صيام أن المقاومة الفلسطينية «عودتنا على مثل هذه العمليات السريعة والقوية»، مضيفا أن الفصل يتمثل في قول الله عز وجل «وما توفيقي إلا بالله» (هود: 88). وأكد أن الأمن والاحتلال لا يجتمعان وأن الشعب والمقاومة الفلسطينية مبدعان وأن هذا الجدار العازل لن يحفظ للصهاينة أمنهم والمقاومة ستبدع في اختراقه وشدد على انه طالما الاحتلال موجود فالمقاومة موجودة

العدد 511 - الخميس 29 يناير 2004م الموافق 06 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً