الحديث عن تطوير كرة القدم في البحرين يجب ألا ينفصل ألبتة عن حال البنية التحتية التي هي أساس كل تطوير سواء كان ذلك في الشأن الرياضي أو غيره من الأمور الأخرى من الحياة، ما يعني أن قوة البنية التحتية تعطي المجال الأوسع للعمل من أجل سن القوانين الحديثة والتي تواكب العصر الحديث، بل تكون لديها القابلية في معرفة اللوائح العالمية للاتحاد الدولي (الفيفا) والتي يجب مراعاتها عند إصدار القرارات المحلية.
عندما يتطرق أعضاء من مجلس النواب إلى موضوع تطوير كرة القدم، فهذا الأمر جيد ويدعو الى التفاؤل بل يعطي الفاعلية في العمل، ولكن يجب أن يكون مثل هذا التحرك وفق المعطيات التي هي على أرض الواقع وتعانيه الكرة من مشكلات ومعضلات حقيقية لها أسبابها الخاصة الفنية والإدارية وكلاهما لا ينفصلان عن بعضهما بعضا.
فإذا أردنا أن نطرح ملف تطوير الكرة فهناك عامل مهم جدا إذا لم يحصل على العلاج الجذري فليست لنا حاجة للعوامل الأخرى، ولا يجوز القفز على الأمور المهمة والأساسية بالأمور الثانوية. العامل المهم كما أسلفنا ذكره في بداية المقال هو وجود بنية تحتية قوية لكل الأندية مع الاتحاد الكروي حتى يستطيع أن يضع اتحاد الكرة برنامجه الزمني من دون عوائق أو مشكلات.
أيعقل ونحن نعيش في الألفية الثانية ومازلنا نتدرب على ملاعب رملية أو مازالت مقراتنا (الأندية) متهالكة السقوط ولا تسمى بمبان للأندية، كما اننا مازلنا بعيدين عن أشقائنا في الخليج في تطبيق نظام الاحتراف الذي هو مطلب أساسي وكبير في هذا العصر، ولكن هنا في البحرين من الصعب تطبيقه في ظل هذه الظروف الصعبة من العجز المالي والفريد منه في المنطقة الخليجية وعدم وجود ملاعب لها الصلاحية في العشب الطبيعي والمدرجات القانونية والمباني النموذجية لتكون مقرا لمجلس الإدارة وحتى اللاعبين والجماهير، وإلا فعلينا الرضا بالواقع المعاش حاليا والصمت واللعب بحسب ما يرتضيه الاتحاد الكروي بإمكاناته المتاحة.
نحن تكلمنا كثيرا عن التطوير وأساسياته وشددنا أنه لا يجوز التحدث عن التطوير وأنديتنا تضج من خراب مبانيها وسوء حال ملاعبها... إذا أين سيكون التطوير ما لم يطل هذين العاملين المهمين! هل أننا ننظر فقط لما يقدمه المنتخب الوطني للكرة من نتائج ايجابية في الكثير من المستحقات المختلفة، وبالتالي يجب علينا صرف الأموال الطائلة لهذا المنتخب حتى نصل إلى قناعة بأن التطور يسير وفق البرنامج المعد لنخدع به شريحة كبيرة من الرياضيين ونحن مازلنا على بساط الفقر وسوء حال البنية التحتية في كل الأندية.
كما أن التوجه إلى بناء ملاعب (استادات) في المحافظات لا يعطي النتيجة الايجابية للتطوير ما لم تكن هناك خطة شاملة لكل الأندية (19) من دون استثناء في علاج البنية التحتية أولا ومن ثم التحدث عن المعالجات المالية، ولذلك نطالب القيادة العليا في المملكة بأن تضخ موازنة كبيرة وضخمة لتطوير الكرة من خلال بناء الأندية النموذجية والملاعب بالعشب الطبيعي وأضع أكثر من خط على العشب الطبيعي والذي يكون مفعوله طويلا، لا أن يعرض دائما للصيانة، وبالتالي نشتت أفكار الأندية ونخرجهم عن مفهوم التطوير بالصيانة غير الايجابية.
عندما نوفر لكل ناد مبنى نموذجي وملعب أساسي بالعشب الطبيعي يجب أن يكون هناك الملعب البديل له فيما لو تعرض الأساسي إلى الصيانة الدورية، لكيلا لا يدخل هذا النادي في متاهات البحث عن ملعب للتدريب عليه كما حدث لأكبر الأندية في البحرين الأهلي أثناء خضوع الاستاد إلى هذه الصيانة.
بعد أن نوفر هذه المباني النموذجية بكل مرافقها الأساسية وأيضا الملاعب المذكورة، علينا التحول إلى الدعم المالي من الدولة وبشكل مجز يلبي الحاجة الماسة لقطاع الشباب في هذه الأندية بشكل يومي، ومنها (الإمكانات المالية) نستطيع أن ندخل عالم الاحتراف الذي يحمل صفة التطوير الكبير لعالم الكرة في البحرين وغيرها من الأمور الأخرى الترقيعية فعلينا رميها بالجدار وعدم الاكتراث بها ورفضها رفضا شديدا لأنها لا تطور ولا تبعث الأمل على التطوير.
إن ملاعب العشب الاصطناعي لا تحمل التطوير وان أتينا بالمقبول من قبل (الفيفا) من الدرجة الثالثة أو الثانية أو الأولى فكلهم واحد ومضر وخطر على صحة كل اللاعبين واسألوا الأندية التي لديها مثل هذه الملاعب، وبالتالي مازلنا نستمر في المطالبة بالملاعب بالعشب الطبيعي فقط حتى نصل إلى نقطة التطوير الكروي.
عموما، نأمل من النواب الأعزاء ممن تبنى هذه القضية ألا يتعب نفسه ويطالب بدعم مالي للتطوير للمنتخب فقط، وإنما تكون الدعوة شاملة ببناء أندية نموذجية بمرافقها العامة وإنشاء ملاعب (استادات) أساسية وفرعية، وان يكون الدعم المالي قويا وكبيرا للدخول في عالم الاحتراف بسهولة ويسر، كما تكون مطالبنا هذه للقيادة العليا التي أظهرت دعما واضحا للمنتخب الوطني، ولكن هذه المرة نطالبها بالدعم الكبير المالي لتطوير الكرة من أساسها البنية التحتية. والقرار لدى القيادة ونأمل أن يكون سريعا بعد معاناة لسنوات طويلة مضت، ولكي نطويها ونفتح صفحات جديدة مع هذا التطوير واحتضان المواهب في المملكة ولكن متى يكون ذلك؟
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2348 - الأحد 08 فبراير 2009م الموافق 12 صفر 1430هـ