ذكرت تقارير وكالات الأنباء أن المملكة العربية السعودية استكملت في وقت متأخر من مساء أمس الأول ترسية عقود مشروع الغاز العملاق عبر ثلاثة عطاءات لاستثمار حقول الغاز غير المصاحب في منطقة شمال وجنوب الربع الخالي والتي كانت قد طرحتها في ندوة عقدت في لندن في يوليو/ تموز الماضي.
وأعلن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي إبراهيم النعيمي أمس فوز تكتل من شركات «ايني» الايطالية «وربسول» الإسبانية و«أرامكو» السعودية بالعقد الأول، في حين فازت بالعقد الثاني شركة «لوك اويل» الروسية بالتعاون مع شركة «أرامكو» بواقع 80 في المئة للأولى و20 في المئة للثانية، فيما فازت بالعقد الثالث شركة البترول الصينية «سينوبك» التي استأثرت لوحدها بحق امتياز استثمار المنطقة التي تبلغ مساحتها قرابة أربعين ألف كيلومتر مربع، في حين بقيت منطقة حقول الاستثمار في البحر الأحمر، وهي ثالث المشروعات الثلاثة العملاقة التي كانت السعودية قد أوقفت مفاوضات بشأنها مع شركات النفط العالمية بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود في النصف الأول من العام الماضي. وبهذه الترسية تكون السعودية قد أغلقت ملف مشروع الغاز العملاق وفقا لرغباتها وطموحها الذي يتأسس على الظفر بأفضل العروض مع إعطاء دور أكبر للشركات الوطنية في هذا المشروع الذي يعد، إضافة إلى أهميته الاقتصادية، مشروعا سياديا.
وأخيرا بعد ماراثون طويل عامر بالمطبات والعوائق أغلقت السعودية ملف المشروع العملاق الذي تبلغ الاستثمارات فيه بلايين الدولارات الأميركية، ووصلت عبر التفاوض الذي اعتمد سياسة الصبر والنفس الطويل إلى مبتغاها وقدمت درسا آخر في ممارسة الحوارية والدبلوماسية التجارية
العدد 510 - الأربعاء 28 يناير 2004م الموافق 05 ذي الحجة 1424هـ