يبدو أن الإدارة الأميركية الحالية قد فعّلت أقوالها بشأن تبنيها منهجية جديدة في سياستها الخارجية ولاسيما مع الروس والإيرانيين، وذلك من خلال تدشين عهد «الدبلوماسية الجديدة».
ادارة أوباما أكدت أمس الأول عن استعدادها مجددا للحوار مع إيران وذلك ما صرح به نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن على هامش المؤتمر الدولي للأمن في ميونيخ.
بايدن علق بالقول «سنكون على استعداد تام للحديث مع إيران، وأن نعرض عليها خيارا واضحا يتمثل في مواصلة مسارها الحالي، ما يعني استمرار الضغط والعزلة أو التخلي عن برنامجها النووي السري ودعم الإرهاب، ما سيمنحها حوافز جيدة».
تصريحات بايدن أيضا فاجأت المجتمع الدولي عندما أثنى على الإيرانيين كدولة وشعب بالقول «الشعب الإيراني عظيم وحضارته الفارسية عظيمة، لكن طهران تصرفت بطرق لا تفيد السلام في المنطقة أو ازدهار شعبها ويعتبر برنامجها النووي أحد الأدلة على ذلك».
كلام بايدن يشير إلى أن المرحلة التي تبدأها إدارة الرئيس أوباما هي مرحلة جديدة في كيفية معالجة القضايا الدولية، بعيدا عن استخدام لغة القوة التي لم تنتج سوى الآلام... وهذا المنطق الجديد يصلح لمختلف أنواع القضايا كالسلام في الشرق الأوسط، والملف النووي الإيراني، وغيرهما.
ولقد أثر هذا الخطاب نوعا ما في ملفالشرق الأوسط إذ انطلقت بوادر مفاوضات بين «حماس» و «إسرائيل» من خلال مصر، وقد أكد قيادي حركة حماس محمود الزهار أمس أن وفده في مصر سيجري مفاوضات وصفها بـ «سياسات حاسمة» عبر الحوار مع الجانب المصري وذلك بشأن مقترحات التهدئة، وهو ما يعني تجدد الأمل في موضوع الهدنة بين «حماس» و «إسرائيل» الذي تحكمه ضرورة الجلوس على طاولة الحوار في شأن فتح المعابر ورفع الحصار والضمانات الأخرى.
وإذا كان الحوار سيد الموقف على المستوى الدولي والإقليمي، فإنه ينبغي أن يكون كذلك على المستوى المحلي في ملفات وطنية مازالت عالقة تحتاج إلى الجلوس على طاولة الحوار، فهذه هي الدبلوماسية الجديدة.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2348 - الأحد 08 فبراير 2009م الموافق 12 صفر 1430هـ