الندوة التي نظمتها جمعية المنبر التقدمي مساء أمس في مقرها بمدينة عيسى تحدثت عن المبادرة التي أطلقتها الجمعية لحلحلة الوضع السياسي، وحاول المنتدون الإجابة على الأسئلة التي يطرحها البعض عن شروط «الوساطة»، و «التوسط». وقد أشار رئيس الجمعية حسن مدن إلى أن ما تم طرحه يمكن أن يكون دعوة أو إعلان مبادئ بشأن قضايا الوطن.
نعم، وأضم صوتي إلى كل دعوة مخلصة في أي وقت، لأن المخلصين لوطنهم يستشعرون المسئولية، وهم «معنيون» بما يدور في بلدهم سلبا أو إيجابا، والمخلصون ليسوا وسطاء ولايحتاجون إلى رخصة أو وصاية من بعض الجهات التي تهزأ بمن يرفع دعوة الخير.
ولعل أن المستهزئين بدعاة الخير للوطن لايمكن لومهم على ذلك، فهم قد يرون في البيئة المعقلنة والعادلة خسارة مباشرة لهم، ومثل هذا الاستهزاء ينتشر لدى أصحاب الخطاب اليميني المتطرف في كل البلدان وليس في البحرين فقط. أصحاب هذا الخطاب يعتمدون على الفرز المجتمعي على أساس «نحن» و«هم»، وينتهجون أسلوبا انتقائيا لمعالجة القضايا الوطنية يجب أن ينتهي إلى ربح لهم وخسارة لغيرهم. الفرز المجتمعي يعتبر ضرورة حياتية بالنسبة لدعاة الخطاب اليميني المتطرف، الذين يخشون دعوات إصلاح ذات البين وفتح المزيد من قنوات الحوار.
إن دعوة جمعية المنبر التقدمي لاتختلف عن أي دعوة أخرى لترشيد الخطاب السياسي وعقلنة البيئة السياسية، بما في ذلك احترام هيبة الدولة، ونبذ العنف المستخدم في الاحتجاجات ورفض انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك بث اعترافات متلفزة ومعاملة سيئة أثناء الاحتجاز، والتشكيك في نوايا الناس.
إن طرح مطلب الحوار الآن أو في أي وقت لايعبر عن حالة ضعف، ولايستهدف الإفراج عن شخص أو أكثر، وإنما يستهدف العيش في بلد تخلو سجونه من مواطنين يتحولون بين ليلة وضحاها الى «المدعو فلا ن وزمرته»... فما هي النتيجة المرجوة من ملء السجون كل عشر سنوات بمئات أو آلاف من المواطنين تحت أي تهمة كانت؟ وهل يعقل أن الذين يقولون إن الوضع لايستحق الحوار هم ذاتهم الذين كانوا قبل شهر يتحدثون عن كوارث إرهابية وسياسية حلت علينا من كل حدب وصوب؟ ألا نفهم من هذا أن هناك حاجة إلى أن نفهم بعضنا ونتفاهم ونتساعد في حل المشكلات؟
إننا بحاجة إلى إفساح المجال لسد الثغرات وإبعاد الساحة عن التوترات عبر حلول تطرح المنطق المعتدل الذي يفتح آفاق الوطن نحو مستقبل مشرق يتساوى فيه أبناء الوطن أمام القانون وتتاح الفرصة للجميع لخدمة الوطن على أساس الكفاءة .
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2348 - الأحد 08 فبراير 2009م الموافق 12 صفر 1430هـ