غيب الموت في دمشق صباح أمس الروائي والكاتب عبدالرحمن منيف عن واحد وسبعين عاما بعد طول معاناة من مرض، لم يمنعه في السنوات الاخيرة عن كتابة اعتاد ممارستها في الادب والسياسة، كان من نتاجها كتابه الاخير «العراق... هوامش من التاريخ والمقاومة»، وقد صدر أخيرا عن المركز الثقافي للنشر والتوزيع في الدار البيضاء والدار العربية للعلوم والطباعة ببيروت.
ولد عبدالرحمن منيف في العام 1933 في عمّان، لأبٍ من نجد وأم عراقية. أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الأردنية، ثم التحق بكلية الحقوق في بغداد العام 1950 وبعد عامين من انتقاله إلى العراق، طرد منيف منها في العام 1955، مع عدد كبير من الطلاب العرب نتيجة احتجاجهم على انضمام العراق الى حلف بغداد، فواصلَ دراسته في جامعة القاهرة.
انتسب عبدالرحمن منيف لاتمام دراسته العليا العام 1958 الى جامعة بلغراد في يوغسلافيا السابقة، وحصل منها في العام 1961 على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية (اختصاص اقتصاديات النفط)، منحته فرصة العمل في قطاع النفط في سورية.
انتقل منيف في العام 1973 الى بيروت ليقيم هناك، ويعمل في الصحافة اللبنانية، مترافقا مع كتابته الروائية، التي انتجت عمله الاول والشهير (الأشجار واغتيال مرزوق) في العام 1973، ثم كرت السبحة، وتوالت اعماله الروائية (قصة حب مجوسية 1974)، (شرق المتوسط 1975)، (حين تركنا الجسر 1979)، (النهايات 1977)، (سباق المسافات الطويلة 1979)، (عالم بلا خرائط بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا 1982)، خماسية (مدن الملح (التيه (1984) و(الأخدود 1985)، و(تقاسيم الليل والنهار 1989)، و(المنبت 1989)، و(بادية الظلمات 1989)، و(الآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى 1991)، (لوعة الغياب1989) و(أرض السواد 1999).
ولم تقتصر الكتابة عند عبد الرحمن منيف على الرواية فقط، بل امتدت الى مجالات النقد الروائي، والكتابات السياسية والاقتصادية، وفيها صدرت له مؤلفات ومقالات كثيرة.
تنقل عبدالرحمن منيف بين كثير من العواصم والمدن من عمان الى بغداد، ومنها الى القاهرة، ثم الى بلغراد ودمشق وبيروت، وبعدها الى بغداد وباريس، ثم عودة الى دمشق في رحلة اخيرة امتدت من العام 1986 وحتى وفاته، وفي تنقلاته واقاماته كان منيف في قلب الحياة الثقافية العربية والعالمية مطلا ومطلعا على النتاج الثقافي، من دون ان يغمض عينه على ما يحيط بالعرب والعالم من تطورات ثقافية وسياسة، أهلته مع كتاباته للحصول على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للرواية عام 1989 وعلى جائزة القاهرة للإبداع الروائي التي منحت للمرّة الأولى العام 1998
