في هذا الزمن الرديء وفي هذا العالم الذي تقلب فيه الحقائق وفي هذه المرحلة التي تضيع فيها كل القيم ويرمى بالمنطق في مزبلة التاريخ وفي المجتمع الذي أصبح فيه بعض المسئولين يعتبرون المؤسسات والوزارات التي يترأسونها إرثا لهم ورثوه عن آبائهم وأجدادهم نجد أن من يستعيد شيئا من حقوقه كأنه حقق نجاحا كبيرا ويغبطه الناس ويرون أنه محظوظ جدا لسبب بسيط هو أنه تمكن من استعادة شيء من حقوقه.
ما أتعس الإنسان العربي فهو يعيش في مجتمعات ظالمة ووسط قوانين أضاعها الفساد الإداري.
ما أتعس الإنسان العربي حين يفرض عليه مسئولون لا تاريخ لهم ولا قدرات ويتم اختيارهم بمقاييس وموازين أهمها الحصول على براءة الذمة من أجهزة الأمن بل وترشيحه من قبلها وتزكيته منها.
في مثل هذه الأجواء فإن استعادة ولو جانب من الحقوق أمر يحتاج الى إقامة الأفراح والشدّ على يد المحظوظ الذي أعيد إليه حقه.
في مثل هذه الأجواء وفي مثل هذه الظروف تم يوم الأحد الماضي توقيع وثيقة الاتفاق التاريخي بين وزارة الإعلام وإدارة مجلس الجزيرة على استعادة هذه الإدارة مفاتيح المسرح والسماح لهم بإعادة افتتاحه بعد عامين من الإغلاق والوساطات، فقد وصلت المسألة إلى أن يتوسط رئيس مجلس النواب ومحافظ المحرق والوجهاء إلى أن بلغ في نهاية المطاف إلى رئاسة الوزراء ثم وزارة الدولة لشئون مجلس الوزراء الى أن تنازل وزير الإعلام فوافق على الإفراج عن المعتقل الذي تم إيقافه بتهمة الخيانة العظمى.
ولهذا فإن المحافظ سلمان بن هندي الذي حضر حفل الإفراج في محافظته في المحرق بارك عودة ذلك الحق الى أصحابه وتتطلع يمنة ويسرة كي يرى (...) صاحبة المداخلات النشطة في البرنامج الإذاعي (...) التي عادة ما تحضر اللقاءات المفتوحة للمحافظة لكي (تيبب) بهذه المناسبة العظيمة
العدد 508 - الإثنين 26 يناير 2004م الموافق 03 ذي الحجة 1424هـ