زار وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان منطقة الخليج منتصف الشهر الجاري، وتحدث عن نتائج جولته والعلاقات الآخذة في التحسن بين بلاده والولايات المتحدة على هامش الحوادث التي يشهدها العراق. وفيما يأتي أهم ما أدلى به من تصريحات:
ما تقييمكم لنتائج جولتكم بالخليج؟
- فيما يتعلق بمجموع دول منطقة الخليج، لاحظت أن لديهم جميعا التطلعات نفسها والرغبة نفسها في تنمية العلاقات والروابط مع فرنسا. لدينا مبادلات قديمة جدا مع هذه المنطقة. وهناك اهتمام بتنويع هذه العلاقات والمضي بها إلى ما هو أبعد من قطاعات التعاون التقليدية كالمجال النفطي أو الدفاع. هناك تطلعات كبيرة فيما يتعلق بالمجالات الثقافية والتجارية والسياحية. وهذا فعلا ما نريد الانكباب عليه من أجل التجاوب بصورة أفضل مع طلب شركائنا. وطبعا، على المستوى السياسي واتتنا الفرصة لتبادل الكثير من وجهات النظر خلال الأشهر الماضية، ولكن يجب أن نجتاز مرحلة جديدة.
إن أفق استعادة العراق لسيادته يُعد عنصرا مهما يتعين تحقيقه قبل حلول يونيو/ حزيران المقبل. ولقد اقترحت فرنسا عقد مؤتمر دولي لإضفاء الشرعية على هذه العملية لتحقيق الاستقرار بصورة فعلية في هذه المنطقة. ونرى أنه يجب التفكير في وضع تصميم جديد للأمن الإقليمي من شأنه أن يجعل فعليا المسائل المتعلقة بالإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل واحترام الحدود والمبادلات الإنسانية داخل هذه المنطقة في صميم طموحاتنا المشتركة. وفي هذا الصدد، هناك حوار يجب تنميته بين مجمل هذه الدول. فمن الأساسي إذن أن تستطيع المجموعة الإقليمية، بالتعاون مع المجتمع الدولي، التركيز سويا على كل هذه الموضوعات.
هل لديكم انطباع بأنه تم الاستماع إليكم على هذه الأصعدة كافة؟
- أقول: أولا إنه كان هناك انتظار لحضوري، وهناك تطلع قوي تجاه فرنسا، فالمواقف الفرنسية مفهومة وتحظى بالاحترام والكل يعرف رغبة فرنسا في المساهمة في تنمية واستقرار هذه المنطقة ليس بذهنية المنافسة، ولكن بروح التكامل. ونحن نريد العمل بهذا الاتجاه خلال الأشهر والسنوات المقبلة.
لقد تم الحديث كثيرا عن العرق، فهل الأمور تتحسن بين فرنسا والولايات المتحدة، وأن العلاقات تستعيد دفئها؟
- إن العلامات التي تشير إلى ذلك كثيرة، وكوني أعيش هذه العلاقات بصورة يومية، فأعتقد أن الغلبة هي لروح التعاون. ونحن واعون للمخاطر الكبرى التي تحدق بهذا العالم، وواعون للصعوبات الموجودة في المنطقة.
إن المراحل المقبلة ستكون صعبة، ويجب أن نجمع ونوحِّد طاقاتنا. ونحن في حاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى تشاور واحترام متبادل. وأعتقد أن هاتين العبارتين الرئيسيتين تهيمنان فعلا اليوم على العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة. هناك رغبة مشتركة في السير إلى الأمام والمشاركة في حل المشكلات
العدد 508 - الإثنين 26 يناير 2004م الموافق 03 ذي الحجة 1424هـ