قال وزير الإعلام اليمني حسين ضيف الله العواضي - في لقاء خاص بـ«الوسط» - إن السياسة لا تزال مؤثرة في تشكيل الإعلام في العالم العربي، وهي التي تصنعه. وأكد قائلا: «إن أحسن تعاون إعلامي بين الدول العربية هو أن نكف البلاء عن بعضنا، ونكف عن إيذاء بعضنا، ويجب ألا نترك وسائل إعلامنا للجهلة الذين يرتزقون من الخلافات العربية أو يعيشون عليها».
صنعاء - بتول السيد
قال وزير الإعلام اليمني حسين ضيف الله العواضي في لقاء خاص بـ «الوسط» إن «وزراء الإعلام العرب هم انعكاس للإرادة السياسية، وأنا واحد منهم، فإذا قالت نحارب نحارب، وإذا قالت نسالم نسالم، فعند حدوث أزمة عربية تتم دعوة وزراء الإعلام العرب، على رغم أنه من المفترض دعوة وزراء الدفاع العرب». وأضاف «الأمر الأهم هو أن السياسة لاتزال مؤثرة في تشكيل الإعلام في العالم العربي وهي التي تصنعه، كما أن الإعلام العربي يحمل أحيانا أكثر من طاقته فهو انعكاس للسياسة العربية، بينما الإعلام في المجتمعات الديمقراطية يمكن أن يكون شريكا في صنع القرار السياسي». ومن تلك الكلمات الصريحة بدأنا مع العواضي الحوار الآتي:
ذكرت أن وزراء الإعلام العرب هم انعكاس للإرادة السياسية وأنت أحدهم، فلمَ لا تكون مختلفا عنهم؟
- أحاول أن أكون مختلفا.
وهل تتوقع أن تنجح في ذلك؟
- المناخ الموجود يشجع على النجاح، فالقيادة السياسية في اليمن منحت الإعلام مساحة واسعة من الحرية، وتم تعييني كمهني وزيرا للإعلام، ففي السابق كان ينظر إلى الحقيبة الوزارية من منظور سياسي ولكن الآن ينظر إليها من منظور مهني وذلك ما انعكس إيجابيا على المؤسسات المهنية، إلا أنه على رغم ذلك نرى أن الوزراء هم سياسيون أكثر منهم مهنيين.
برأيك، ما أهمية المهنية في شخص وزير الإعلام؟
- اعتقد الآن بأن هناك مجموعة من وزراء الإعلام العرب مهنيين، وان الكثير من الدول العربية وصلت إلى قناعات بأن يدير إعلامها وزراء مهنيون ليخففوا ما كانت عليه أوضاع الإعلام في الماضي، لأن الإعلامي المهني لا أحد يخشى منه، والمهنية مسئولية وللمهنة الإعلامية أصولها، أما السياسي فيحتاج أحيانا إلى أن يكذب ويصنع المقالب.
كيف ترى التعاون الأمثل بين الدول العربية في المجال الإعلامي؟
- أحسن تعاون إعلامي بين الدول العربية هو أن نكف البلاء عن بعضنا بعضا، ونكف عن إيذاء بعضنا بعضا. بمعنى ألا نلتقط الصور السلبية عن بعضنا وألا ننجرف مع الإعلام الغربي الذي يقود إلى تشويه الصورة العربية والإسلامية. كما انه يجب علينا أن نكون منصفين في نقل الصور الإيجابية إذا ما وجدت في أي قطر عربي، إذ يمكن مثلا الإشادة بالتجارب الديمقراطية فيها، فما يحدث من إصلاحات في مملكة البحرين مثلا محل إشادة ويمكن أن نعدها مكسبا لكل العرب وليس للبحرينيين فقط. وعموما يجب ألا نترك وسائل إعلامنا للجهلة الذين يرتزقون من الخلافات العربية أو يعيشون عليها.
يثار حاليا عدد من الإشكالات الخاصة بقانون نقابة الصحافيين، إذ يعارضه بعض الصحافيين كونه يتعارض مع الدستور وقانون الصحافة، ويقلص من حرية الرأي والتعبير من وجهة نظرهم، فما رأيكم بهذا الخصوص؟
- بداية أود التأكيد على أن القانون مأخوذ عن قانون نقابات عريقة وتم إعداده من قبل نقابة منتخبة وليس من الحكومة. والملاحظ أن وزارة الإعلام قد تنازلت عن بعض صلاحياتها لأجل القانون، كما أن الصحافيين لديهم اجتماع للجمعية العمومية بعد حوالي شهر ويمكنهم اتخاذ قرار خاص بتعديله أو إلغائه أو إقراره. ولا توجد أية وجهة نظر حكومية مفروضة على القانون، ولكن ربما البعض يخلط بين قانون النقابة ككيان والصحافة كمهنة... مثلا كان رئيس التحرير حينما يراد تعيينه تحدد الوزارة مواصفاته، ولكن وفق القانون الجديد أصبح من المهم أن يكون عضوا في النقابة وهو شرط جديد يمنحها قيمة أكبر، وقد تنازلت الوزارة عن نسبة من إعلانات المؤسسات الرسمية في القانون. ونحن نؤكد أنه يجب أن ينبع من الصحافة والصحافيين ولا يوجد أي تدخل رسمي أو حكومي في القانون.
وماذا عن قانون الصحافة والمطبوعات، هل تثار حوله إشكالات أيضا، وهل هناك رضا عن مساحة الحرية التي يتيحها إلى الصحافيين؟
- تم إقرار قانون الصحافة والمطبوعات من دون أية إشكالات من قبل الأحزاب والمجتمع المدني، ولم يكن حكوميا، وهو من أفضل القوانين في المنطقة. كما أنه أتاح حرية واسعة في الإصدارات الصحافية إلى درجة أصبح معها إصدار الصحف متاحا بشكل واسع للصحافيين حتى أن البعض منهم شكا من نشر إصدارات أكثر مما يجب... إن القانون متميز لأنه أعطى الصحافيين قيمة ديمقراطية تكاد تكون غير متوافرة في المنطقة.
كيف تقيم وضع الصحافة النسائية في اليمن؟
- لا يوجد إعلام رجالي وآخر نسائي، ولكن هناك إعلام جيد وآخر رديء، وما يسمى بالصحافة النسائية تصنيف خاطئ. والإعلام الجيد هو الذي يعكس هموم الناس ويعيش معهم، أما الرديء فهو غير المسئول والذي لا يهتم بالناس سواء كانت المادة محررة من قبل رجل أو امرأة، ولكنني من الناحية المهنية أعتقد بأن الصحافية «أشطر» وأن الصحافة تناسب المرأة كثيرا لأن لديها القدرة على انتزاع تفاصيل الحوادث، إضافة إلى تميزها بالصبر والمثابرة.
وما هي أبرز مشروعاتكم المستقبلية؟
- لدينا حاليا مشروع لهيكلة المؤسسات الإعلامية، ونركز اهتمامنا الآن على الإعلام الخارجي إذ بدأنا نبث في أميركا وكندا وسنغطي شرق آسيا لوجود جاليات يمنية هناك، كما أننا سننشئ مراكز إعلامية في عدد من المدن العربية والأوروبية
العدد 508 - الإثنين 26 يناير 2004م الموافق 03 ذي الحجة 1424هـ