قال رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة في بيان للجمعية أمس (الأحد): «إن ظاهرة الفقر هي بمثابة معضلة للبشرية في الوقت الراهن، وهو تحدٍ مواز لتحدٍ آخر يتمثل في عدم العدالة في التوزيع الذي ظل يمثل السمة الأساسية للرأسمالية العالمية، فعلى رغم التقدم التكنولوجي الهائل وارتفاع معدلات الإنتاج العالمي, والتطور الاقتصادي المذهل، إلا أن الفقر مازال يشكل التحدي الأكبر للعالم عموما والدول العربية والإسلامية خصوصا».
وأكد أن الحديث عن الفقر في بلادنا لا يعني الأرقام فقط وإنما يجب أن نتعامل معه كحالة اجتماعية تطال قطاعا من المواطنين، وأن نواجهه من خلال برامج وخطط واستراتيجيات مدروسة يتم ترجمتها في مشاريع طويلة وقصيرة المدى، وبالتالي لا يتم التوقف عند حد تقديم المساعدات للأسر البحرينية المحتاجة من جانب الصناديق والمؤسسات الخيرية الحكومية والأهلية. داعيا إلى ضرورة مراجعة السياسات القائمة للتعامل مع ظاهرة الفقر في ظل التداعيات والآثار المتوقعة للأزمة الاقتصادية العالمية، والتعامل معها كأولوية وطنية ملحة، وكذلك الانتقال من مفهوم تقديم المعونة النقدية إلى مفهوم التمكين الاقتصادي للفقراء.
وأشار إلى أن الدراسات الاقتصادية حول التنمية وخطط النهوض الاقتصادي تذكر أن الفقر في الوطن العربي الذي كان في انخفاض مستمر وخصوصا خلال الفترات التي شهدت ارتفاعا في أسعار النفط، بدأ بالارتفاع كنسبة من جملة السكان منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي ويتوقع أن تزيد هذه النسبة خلال السنوات المقبلة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.
شبكة حماية اجتماعية
وحول مفهوم التمكين الاقتصادي للفقراء قال رئيس جمعية الإصلاح: «إنه يشير ببساطة إلى اتخاذ إجراءات أشمل من المساعدات النقدية تتمثل في تطوير شبكة حماية اجتماعية متكاملة مستندة على برامج الحماية الاجتماعية، وبرامج التأمينات الاجتماعية، وبرامج سوق العمل، وهو ما يقتضي التنسيق بطريقة فعّالة بين كل الجهات والمؤسسات العاملة في مجال مكافحة الفقر في المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والقطاع التطوعي».
وأضاف أن المفهوم يشير أيضا إلى تطوير السياسات الاجتماعية من أجل الانتقال من مفهوم الرعاية الاجتماعية إلى مفهوم التنمية الاجتماعية وتعزيز الإنتاجية في القطاعات الصناعية الزراعية.
واختتم بأن «التعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة والتطوعية من أجل بلورة استراتيجية وطنية لمكافحة الفقر، ووضع أهداف ملموسة، يمكن قياسها على أرض الواقع، يمثل شرطا أساسيا لتحقيق التمكين الاقتصادي للفقراء، ومن المتوقع أن يكون للمؤسسات البحثية دور واضح في ذلك نظرا لحاجتنا إلى تطوير فهم واضح لأسباب الفقر، وأيضا من أجل استهداف أفضل أمثل للفقراء».
يشار إلى أن هناك تقديرات متفاوتة حول نسبة من يقعون تحت خط الفقر في البحرين، واختلافا حول اعتماد خط الفقر العالمي أو عمل خط فقر خاص بمنطقة الخليج العربي، إلا أنه وبحسب إحصاءات الجهاز المركزي للمعلومات فإن الطبقة الفقيرة تشكل نسبة 12 في المئة، من إجمالي عدد الأسر البحرينية البالغ 83 ألف أسرة، وذلك اعتمادا على أن عدد الأسر التي تتلقى مساعدات شهرية من وزارة التنمية الاجتماعية يبلغ 9928 أسرة.
العدد 2348 - الأحد 08 فبراير 2009م الموافق 12 صفر 1430هـ