العدد 505 - الجمعة 23 يناير 2004م الموافق 30 ذي القعدة 1424هـ

المدير الناجح والاتصال الفعال

عبدالحسن الديري comments [at] alwasatnews.com

لعل أهم ما يميز المدير الناجح هو قدرته على الاتصال بفاعلية مع باقي الموظفين، فالقدرة على الاتصال الفعال هي أحد أهم خصائص الإدارة الناجحة والسليمة في جميع المؤسسات، فلا يختلف اثنان على ما للاتصالات من أهمية بالغة على صعيد إدارة الأعمال، بل وتتعداها كذلك الى عموم الحياة الاجتماعية فقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول الأكرم (ص) «المرء مخبوء تحت طي لسانه لا طيلسانه»، كما ورد عن الامام علي (ع) قوله «مازلت أتهيب المرء حتى يتكلم، فإذا تكلم فإما أن يرفعه لسانه أو يحطه» وكما يقول Daniel Webster «إذا سلبت مني جميع مواهبي وقواي وكان لي الخيار في اختيار واحد فقط من تلك القوى فسأختار بلا تردد قوة الحديث لأنني من خلالها استطيع أن استدرك كل ما ينقصني في علاقات العمل» وعندنا المثل الشائع «لسانك حصانك ان صنته صانك».

وتعزى الكثير من المشكلات والاخطاء على اختلافها وتعددها على جميع المستويات الى سبب عدم وجود اتصال فعال بين الادارة وباقي الموظفين، هذا إذا كان هناك اتصال مبدئي على أقل تقدير. من جانب آخر فإن المسئول عادة ما يتوقع من باقي الموظفين فهمه وفهم طبيعة العمل والأسباب التي تؤدي الى اتخاذه بعض الاجراءات الادارية الضرورية على صعيد العمل، ولكنه يتافجأ لحصوله على نتائج تؤكد عكس ذلك.

وقد يكون ذلك غير مستغرب في الحالات الأولى التي يتعرف فيها المسئول والموظفون على بعضهم بعضا وعلى طرق ادائهم لاعمالهم المختلفة، إلا أنه من الضرورة بمكان الاشارة الى خطورة تكرار مثل سوء الفهم هذا مرات كثيرة من يعمل على اتساع هوة التفاهم بين الادارة من جهة وباقي الموظفين من جهة أخرى.

وهنا يستشهد John گenger في كتابه بكلمات Jay Hall رئيس شركة Teleometrics والاستاذ بجامعة تكساس إذ يقول «إن المشكلة تتمثل في الفجوة التي تفصل بين المديرين والعاملين، وليس في العمالة أو في نقص التكنولوجيا المتقدمة أو في قلة التمويل. لقد خلقت الادارة بيئة عمل معادية للانتاجية، وهذه هي المشكلة ببساطة».

وتبرز هنا أهمية تعرف المسئولين والموظفين على حد سواء على أهمية الاتصال والتفاهم لردم الهوة المتوقع حدوثها دائما وأبدا. ويتأتي ذلك عن طريق عقد بعض الدورات العملية المتخصصة والتي يتعرف من خلالها المشاركون على أساليب الاتصال الفعالة سواء كانت الافقية منها أو العمودية، الى جانب تفهم كل طرف للطرف الآخر وذلك بتفهم الظروف المحيطة ومحاولة تفهم الاسباب المؤدية الى اتخاذ أسلوب معين أو قرار معين في ظل ظروف معينة ولحادث معين

وتنقسم عملية الاتصال الى الاتصال على الصعيد والمستوى الفردي اضافة الى المستوى المؤسساتي والذي يكبر فيه دور الاتصالات وأهميتها على نطاق تنظيم الاعمال وادارتها، كما وتتعاظم تبعا لذلك نسبة الخطر الذي قد يؤدى بحياة المؤسسة ويتسبب في هلاكها في حال لم تحكم السيطرة عليه.

وتجدر الاشارة هنا إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر والخوف من عدم التركيز على عملية الاتصال وايفائها حقها في حال تطور المؤسسات وكبر حجمها إذ إنه عادة ما يؤدي ذلك الى تعقيد أكثر في عملية الاتصال بين مختلف الطبقات والمستويات في المؤسسة، فيتولد عن ذلك علاقة انعكاسية بين كبر حجم المؤسسة وعملية الاتصال.

فلا بد للقائمين على إدارة المؤسسة ان يراعوا التطور المستمر لحجم المؤسسة وبالتالي التعقيدات المصاحبة لذلك في عملية الاتصال وفاعليته ومن ثم العمل على ايجاد علاقة متوازية بحيث يزداد التركيز والتطوير لعملية الاتصال كلما ازداد حجم العمل والمسئوليات بالمؤسسة وذلك لضمان فاعلية الاتصال ومن ثم زيادة الانتاجية بالمؤسسة والتي بلا شك ستؤدي الى نجاح هذه المؤسسة والعاملين فيها

العدد 505 - الجمعة 23 يناير 2004م الموافق 30 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً