هذا هو الدور الإيجابي لمجلس الشورى وهذا هو الدور الذي لعبه بشكل صحيح، فليس دوره هو معارضة النواب بقدر ما يتمثل دوره في دعم القضايا التي تخدم المواطنين. وما موافقة غالبية أعضائه على اقتراح الأعضاء الخمسة بشأن تنظيم قانون الصحافة والطباعة والنشر الذي كان «فضيحة بجلاجل» ووصمة عار في جبين مملكة أراد ملكها من خلال إصلاحاته أن يعيد الديمقراطية اليها، إلا دليلا على ذلك. الآن يحق لأعضاء مجلس الشورى أن أرفع قبعتي تحية إجلال وتقدير لهم أو عقالي ما دمت بلا قبعة. المؤسف جدا أن يكون محامي الصحافيين وزير الإعلام هو الخصم ويقال إنه بذل جهدا لتأجيل مناقشة المشروع في التصويت عليه بحجة وجود قانون معدل للحكومة بشأن الصحافة ستقدمه فيما بعد.

أعتقد أن مجلس النواب سيدعم هذا المشروع ولا يوافق عليه فحسب بل سيصفق لزملائه في مجلس الشورى ويقول لهم «برافو» فهذا هو العشم، وهذا هو المطلوب وهو ما تريده القيادة الإصلاحية الجديدة برئاسة جلالة الملك لأن جلالته لم يعط الانفتاح والإصلاح بيد ليسحبه باليد الأخرى. إن قانون المطبوعات الحالي الذي يسمى القانون الجديد اعتبره المحللون السياسيون عند صدور النسخة الأخرى من قانون الصحافة في عهد قانون أمن الدولة الذي فرض على البحرينيين، وكنت أتمنى على مجلس الشورى أن يجعل الحَكَم في قضايا أي تجاوز للصحافة هو نقابة الصحافيين بعد أن تنعتق هذه النقابة من أسر وزارة الإعلام ومن تسيرهم كيف تشاء وتصبح نقابة منتخبة بشكل ديمقراطي صحيح بعيد عن تدخلات وزارة الإعلام. وإذا لم يتم الاقتناع بحكم النقابة ساعتها يمكن ترحيل القضية إلى القضاء، أما أن يكتب الصحافي أو الكاتب ويده على قلبه وعينه موجهة شطر سجون سافرة وجو والقلعة فإن مثل هذا القانون قد تجاوزه الزمن ولن يريد فرضه على هذا الشعب إلا أولئك الذين تتلمذوا في مدرسة الماضي... أليس كذلك؟