ها قد أسدل الستار على ملف التأمينات بملف أكثر تأزما وبإقحام متعمد فيه الكثير من التلفيق والادعاء المدروس، هو ملف التجنيس. فما معنى أن يأتي تصريح وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة ليتحدى نائب رئيس جمعية الوفاق حسن مشيمع في مناظرة علنية؟ ألا يفهم منها أنها ستعد مستقبلا في حال قبول الأطراف المدعوة لهذه المناظرة؟ ثم يأتي المستشار محمد البنعلي في تلفيق واضح وصريح ويتكلم نيابة عن تلفزيون البحرين الذي لم يدع «مشيمع» يقينا لهذه الندوة، ويدّعي بأن الدعوة قد وجهت لـ «مشيمع» للحضور، ولكنه لم يحضر!
هذا الأسلوب من المخاتلة لا ينطوي على أبسط رجل في الشارع، ما يجعل مجرد التفكير فيه من أجهزة رسمية في السلطة التنفيذية مدعاة استغراب واستهجان، ولكنه أسلوب تثويري يستهدف أقصى درجات الاستفزاز للخصم، وليس الهدف في ظل أمن الكثير من المسئولين من المحاسبة أن يستخدم هذا الأسلوب الاستخفافي لغايته الأولية، وإنما الهدف هو الإشغال المتعمد والصارخ والمفضوح للشارع بتصريحات هذا المسئول أو ذاك، حتى لو كانت هذه التصريحات ملفقة وفيها الكثير من الادعاء والمخاتلة.
نعم، سيطوى ملف التأمينات والتقاعد ليأتي ملف التجنيس، وهكذا دواليك من دون تحقيق نتائج، وما وصل إليه النواب أشبه بالبهرجة الإعلامية التي انتهت بحال أشبه بالتوافق التام والتبريكات الحارة مع الحكومة على إنجاز هذا الملف، والانتصار على من؟... لا ندري! ولا أعجب من تلفزيون البحرين حين تدعى له الأطراف لمناقشة قضايا الوطن مع تضارب الآراء في هذه القضايا، لتكون كل حلقاتها مسجلة. لقد أبطل الشيخ راشد ومعه تلفزيون البحرين مفعول «المناظرة ... التحدي»، ولجأوا إلى الحلقة الأضعف، فهم أقدر على كسرها، ولكنهم غير قادرين على إنهاء الأزمة
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 504 - الخميس 22 يناير 2004م الموافق 29 ذي القعدة 1424هـ