تباينت ردود الفعل بشأن مطلب إجراء انتخابات عامة في العراق، فمن جهة أعلن عضو مجلس الحكم العراقي محمود عثمان أن الأعضاء الأكراد يعارضون إجراء الانتخابات في الوقت الحالي، كما أكدت هيئة علماء السنة معارضتها لهذا الأمر، معتبرة أن «إجراءها تحت الاحتلال لن يكون نزيها». بينما قال عضو المجلس إبراهيم الجعفري إن الاحتمالات متوافرة للتوصل إلى حل وسط منها إجراء انتخابات جزئية. في حين تظاهر آلاف الشيعة في السماوة تأييدا لمطالب المرجع الديني السيد علي السيستاني بشأن الانتخابات. من جانب آخر أعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أن التحالف يرغب في قيام حكومة فيدرالية ذات صفة تمثيلية واسعة في العراق، لكنه لن «يملي مستقبل» هذا البلد، وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن المسئولين البريطانيين اقنعوا مدير الإدارة المدنية بول بريمر بالحاجة إلى إجراء انتخابات. ميدانيا أبطل مفعول عبوتين ناسفتين في الكوفة وضعتا بالقرب من مكتب تابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي يتزعمه عضو المجلس السيد عبدالعزيز الحكيم.
عواصم - وكالات
خيم موضوع الانتخابات على مجمل الأوضاع العراقية غير أن حال التوتر لم يخلو من صفو المسيرات السلمية إذ جرح أمس عشرة أشخاص بينهم ثلاثة جنود اميركان بانفجار عبوة ناسفة في الموصل، في وقت نجت وزيرة البلديات والأشغال نسرين برواري من محاولة اغتيال في كربلاء، ومسئول آخر في كركوك، وجرح جندي أميركي بإطلاق صاروخ على فندق الرشيد، سياسيا وافقت الكويت على تخفيض مؤثر لقيمة الديون العراقية التي بلغت نحو 16 مليار دولار، في حين أعرب مكتب آية الله علي السيستاني عن تفاؤلة باجتماع نيويورك.
ونجا مساعد مدير عام دائرة الزراعة في كركوك فؤاد فاضل من محاولة اغتيال أصيب على اثرها إصابات خطيرة، وتم نشر حوالي ثمنمئة عنصر مسلح من عناصر الدفاع على طول طريق كركوك - بغداد لحمايته من العابثين.
كما نجت وزيرة البلديات والأشغال نسرين برواري من محاولة اغتيال تعرضت لها في مدينة كربلاء اثر انفجار عبوة ناسفة، وجرح ستة عراقيين وثلاثة جنود من قوات التحالف وسائق شاحنة تركي اثر انفجار عبوة ناسفة على طريق في الموصل. وصرح قائد قوات الاحتياط في سلاح البر الاميركي ان الجيش الاميركي يستعد لإجراء إصلاح كبير لسياسته الخاصة بإدارة وحدات الاحتياط خشية ان يردع طول مدة الخدمة في العراق «المواطنين الجنود» عن تأديتها. إلى ذلك تظاهر آلاف الشيعة في الشوارع العراقية داعين أميركا إلى تسليم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لمحاكمته كمجرم حرب ومطالبين بدور اكبر في تحديد مستقبلهم السياسي.
كما تظاهرت آلاف النساء في السليمانية للاحتجاج على قرار المجلس العراقي اعتماد قانون جديد للأحوال الشخصية يطبق أحكام الشريعة، كما خرج المئات من المتقاعدين بتظاهرة مطالبين بالإسراع في صرف مستحقاتهم من الرواتب.
واعتقل ضابط يدعى قيس حميد بتهمة التورط في عمليات إرهابية، وشددت قوات البشمركة أمنها حول البرزاني جراء تهديدات بشأن مطالبته بإقامة فيدرالية في كردستان العراق.
وسقط صاروخ في محيط فندق الرشيد وأصاب جنديا أميركيا، في وقت أصيب آخران جراء انفجار استهدف دورية أميركية على الطريق السريع في منطقة بغداد.
في وقت تعتزم قوات مشاة البحرية الاميركية في اوكيناوا إرسال كتيبتي مشاة ووحدة طائرات مروحية للعراق بحلول شهر فبراير/ شباط المقبل لمدة أربعة عشر شهرا.
وعلى صعيد إجراء الانتخابات أكد الإعلامي لمكتب آية الله علي السيستاني نورالدين الواعظ المدير انه «مرتاح جدا» لنتائج اجتماعات نيويورك بين مجلس الحكم الانتقالي والأمم المتحدة. وقال الواعظ «نحن مرتاحون جدا لنتائج اجتماعات نيويورك والشعب العراقي هو أيضا مرتاح لان ما تحقق سيساعد على تحقيق الانتخابات الحرة والنزيهة والديمقراطية وبإشراف الأمم المتحدة»، و«إجراء هذه الانتخابات سيجلب الاستقرار والأمن للبلاد وسيشكل حكومة عراقية وطنية وستعود السلطة إلى العراقيين شيئا فشيئا وسترحل قوات الاحتلال بسلام». من ناحية أخرى قال الناطق باسم مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بغداد عباس الربيعي إن «صفقة أميركية إيرانية يجري تنفيذها لترتيب الأوضاع السياسية في العراق على طريقة صفقة منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة التي تم طردها من الأراضي العراقية تنفيذا لاتفاق مقايضة بين طهران وواشنطن»، مشيرا إلى أن «مدبري الصفقة الجديدة يسعون إلى إبراز الظهور السياسي للسيستاني وشن حرب إعلامية ومرجعية على الصدر». في حين أكدت هيئة علماء السنة المسلمين في العراق معارضتها لإجراء انتخابات في الوقت الحاضر في العراق، معتبرة ان «أية انتخابات في ظروف البلاد الحالية تحت الاحتلال لن تكون نزيهة». من ناحية قال رئيس حزب الوطن الديمقراطي الحر هيثم توفيق الحسني إنه سيرشح نفسه لرئاسة العراق. في حين قال رئيس مجلس الحكم عدنان الباجة جي إنه لن يكون هناك «أي تنازل» بشأن الموعد المحدد في 30 يونيو/ حزيران المقبل لإعادة السيادة إلى العراقيين، ووصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية نبيل خوري المظاهرات لإجراء انتخابات بأنها «ايجابية مادامت تتخذ الطابع السلمي» مشيرا إلى أن الخلاف مع المرجعية الشيعية بشأن سبل إجراء الانتخابات وليس على المبدأ في حد ذاته. وأكد العضو إبراهيم الجعفري ان جميع أعضاء المجلس يؤيدون مسألة الانتخابات ولا يختلف اثنان على هذا المبدأ، في حين قال مسعود البارزاني انه ليس من الضرورة بمكان قيام وفد دولي من الأمم المتحدة بزيارة للعراق لتحديد إمكان إجراء انتخابات عامة من عدمها. إلى ذلك حذر عميد الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية السابق اوليج بيرسيبكن من وجود مخططات أميركية لتقسيم العراق عبر طرح مايسمي الفيدرالية، وأكد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دي فيلبان على ضرورة إضفاء الشرعية الدولية على انتقال السلطة للعراقيين. وعلى صعيد الديون اعلن رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح اثر مباحثات مع المبعوث الاميركي الخاص المكلف بالديون العراقية جيمس بيكر ان الكويت ستسعى إلى تحقيق «تخفيض مؤثر» للديون العراقية التي تشير تقديرات غير رسمية إلى أنها تبلغ حوالي 16 مليار دولار. وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح الذي يشارك في المباحثات مع بيكر ألمح إلى ان بلاده لا يمكنها التخلي عن تعويضات أضرار الحرب. و«ننظر إلى هذه الديون من جانبين اولهما الديون على العراق والجانب الآخر هو التعويضات عن خسائر الغزو». من جهته تمسك رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي بقرار إرسال قوات يابانية للمساعدة في إعادة العراق على رغم تعرضه لهجوم شديد من زعيم المعارضة الذي قال ان إرسال القوات غير قانوني وطالبه بالاستقالة.
الجزائر - أ ش أ
كشفت مصادر عراقية في الجزائر أن السفارة العراقية بالجزائر تستعد لإعادة فتح أبوابها من جديد بعد أن تم غلقها منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين. وأوضحت أن اثنين من الدبلوماسيين موجودان منذ أسبوعين بالجزائر تمهيدا لاستلام السفير الجديد مهماته لاحقا إذ يقوم الدبلوماسيان بإدارة الشئون القنصلية للجالية العراقية بالجزائر. من ناحية أخرى كشفت مصادر دبلوماسية جزائرية أن مجلس الحكم العراقي قدم طلبا رسميا لوزارة الخارجية الجزائرية لإعادة فتح السفارة وأنه حاليا قيد الدراسة مشيرة إلى أن ما يجري حاليا مجرد خطوات وأنه لا يمكن الحديث عن إعادة فتح السفارة ما لم يتم اعتماد السفير العراقي الجديد رسميا. وكانت الجزائر - خلال الحرب على العراق - رفضت على لسان وزير خارجيتها عبدالعزيز بلخادم طلب الولايات المتحدة الأميركية بطرد الدبلوماسيين العراقيين وغلق السفارة العراقية مبررة موقفها بأنها تقيم علاقاتها الدبلوماسية مع الدول وليس مع الحكومات والأنظمة والأشخاص
العدد 503 - الأربعاء 21 يناير 2004م الموافق 28 ذي القعدة 1424هـ