العدد 503 - الأربعاء 21 يناير 2004م الموافق 28 ذي القعدة 1424هـ

حكم وأمثال الشيخ عبدالحسين الحلِّي

المنامة - تقي البحارنة 

تحديث: 12 مايو 2017

مما لا شك فيه، أن كتاب الله عزّ وجلّ، هو المصدر الأساس للحكمة وللأمثال التي يهتدي بها المسلم لتنقشع عن بصيرته غلالة الجهل والظلمات، وينجلي عن فكره غبار الحيرة والشك، وليستعين بذلك على تلمس طريق الهداية والرشد. قال تعالى في سورة البقرة: 269 «يؤتي الحكمة من يشاء ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكّرُ إلا أولوا الألباب»، وقال تعالى في سورة العنكبوت: 43 «وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون».

وأما ما جاء في كتب العلماء والفلاسفة والمفكرين، والأدباء والشعراء من حكم وأمثال، فما هي إلا روافد يستفيد منها من أراد أن يستعبر أو أن يستبصر.

ولقد حوى ديوان المرحوم الشيخ عبدالحسين الحلي - فيما لم ينشر بعد - مجموعة من الحكم والأمثال أورد شطرا منها للقارئ الكريم في هذهلزاوية من واحة الشعر:

يبدأ الشيخ الحلي أولا بالحديث عن نفسه وزيارة الشيب له قبل الأوان، فيقول:

ثم ينتقل بعد المشيب إلى الشباب، وغرور المرء فيه، وتضييع أوقاته الثمينة في اللهو، فيقول:

ولزمان المشيب عند الحلي فوائد لاسيما فيما يتصل بطلب ما فات من العلم، فيقول:

وبعد تلك المقدمات، ينثر الحلي على قرّائه باقة جميلة منوعة من تلك الحكم والأمثال، يستعرض فيها العادات والقيم والأخلاق وحسن الفعال، إذ يضيف قائلا:

الشيخ عبدالحسين الحلي، قدِم إلى البحرين من النجف الأشرف في العراق سنة 1936 واستوطن فيها، وشغل منصب رئيس محكمة التمييز الشرعي منذ 1936 حتى وفاته في العام 1956، ودفن في مقابر العلماء بالبحرين.

نَفَر الغُرابُ عن القذالِ ومُنيتي

لا أجزعّن له مضيئا مفرقي

الزرع يحصد سنبلا لكنّني

أهلا به، لو زار في أبّانه

قد سّل منصله عليّ وأنّني

أنَّ الليالي لا تنفّرُ أَجْدَلَهْ

فالنّار أفضل ما أراها مُشعلهْ

آسى، لأنّ الشيب آخر سنبله

لكنّ صرف الدّهر نحوي عّجله

أخشى بأنّ التُرب تُغمدُ منصله

آهٍ على زمن الشباب لو أنّه

لولا غرور المرء في غلوئه

غَفلَ المُضيّعُ للشباب بِلهْوه

ردّ التأوه، فائتا... أو أمهله

لحسبته أحلى النعيم وأفضلَهْ

عن أنّه بيديه يفري مفصله!

حسبي من اللّذات بعد مشيبتي

سهري لها ليلا ألّذُ لمهجتي

العلم إن لم ينتفع فيه الورى

وإذا الفتى ذو العلم كذّب علمه

حلّي لأسرار العلوم المشكله

من كل دربلةٍ تسرّ ودركله

كالبئر فيها الماء... وهي معطّلة

بفعاله... أولى له أن يجهله

خير العلوم إذا توازن قدرها

دين الطبيعة جاء فيه مفّصلا

خير الملوك - إذا تساووا في الحجى -

خير البلاد، هي التي استوطنتها

خصب البلاد بأهلها فإذا همو

خير الأكفّ - إذا تشابه برّها -

خير القلوب هي النزيهة عن أذى

أوفى خليل من يكون جميعه

هوَ علمُ آيات الكتاب المُنزَلَه

ولقد كفى الأجيال فيما فصّله

ملك يعّز بلاده... وتذلُّ له

بالعزّ مخصبة غدتْ، أو مُمحِله

جهلوا... فما أدرى ثراه وأمحله

كفّ تجود عليك، قبل المسأله

وقذى، وإلاّ فهي أخبث مزبله

لك في الشّدائد والرخاء، وأنت له





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً