دعا رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أمس الدول التي يمثلها دبلوماسيون في الأراضي المحتلة إلى التحرك لدى محكمة العدل الدولية ضد الجدار الفاصل الذي تبنيه «إسرائيل» في الضفة الغربية. وصرح قريع في أعقاب اجتماع في رام الله مع الدبلوماسيين وقناصل أن «الجدار لا يترك خيارا لقيام دولة فلسطينية». وأضاف «طلبنا من ممثلي الدول أن يطلبوا من حكوماتهم أن تكتب مباشرة رسائل إلى محكمة العدل لتعبر عن رأيها خطيا أو أن تعطي رأيا شفهيا في مداولات لاهاي». ميدانيا بات أصحاب 22 منزلا ليلتهم في العراء بعد أن هدمتها جرافات الاحتلال في رفح جنوب غزة.
الأراضي المحتلة - وكالات
قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع إن الفلسطينيين لن يقبلوا بقيام دولة فلسطينية في حدود الجدار العازل الذي تشيده «إسرائيل». في حين هدمت قوات الاحتلال 22 منزلا في رفح.
وقال في تصريحات للصحافيين عقب لقائه سفراء الدول المعتمدة لدى السلطة الوطنية في مقر رئاسة الوزراء في مدينة رام الله «هي لن تكون دولة قابلة للحياة ولن يكون لها أية صفة استقلال». وأضاف إن «الجدار لا يترك مجالا لدولة فلسطينية وهو يُبنى ليدمر خيار الدولتين. إذا قتل خيار الدولة فإن كل الخيارات مفتوحة لكن خيارنا القائم هو خيار الدولتين إذا أراد العالم وأصحاب خريطة الطريق أن يحموه وإذا أراد الرئيس الاميركي بوش أن يحمي الرؤية التي أعلن عنها». وطالب العالم والولايات المتحدة أن «تتحمل مسئولياتها السياسية والأخلاقية تجاه هذا الوضع». وقال قريع إنه أطلع السفراء أمس «على مخاطر الجدار والتطورات علاوة على الاتصالات التي تجري باستمرار بخصوص محكمة العدل الدولية والملف الذي أحيل لها من قبل الأمم المتحدة بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة». وأضاف «نطلب من جميع الدول الصديقة في هذا العالم. أن ينقلوا إلى حكوماتهم رغبة وطلبا رسميا من القيادة والسلطة أن تبدي رأيها خطيا قبل نهاية يناير/ كانون الثاني الجاري إلى محكمة العدل بشأن موضوع الجدار وأن تشارك في المداولات الشفهية التي ستجري في لاهاي في 23 فبراير/ شباط المقبل». وشدد على أن «هذا الجدار هو جدار للضم والتوسع وهو ليس جدارا للامن فالذي يبني جدارا للأمن لا يبنيه على أرض الاخرين بل على أرضه لكن فليترك الآخرين وشأنهم ولا يبنى ويقطع أوصال بلدهم».
وفيما يتعلق باستهداف اغتيال قيادات الفصائل الفلسطينية قال قريع «إن إسرائيل تريد تفجير الأوضاع حين تتحدث عن اغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين». وأضاف «إننا ندين ونرفض ونستنكر بقوة أية محاولة لاغتيال اى قائد فلسطيني وبالتحديد الشيخ أحمد ياسين'. إلى ذلك قال القيادي في حماس إسماعيل هنية في تصريح يتعلق بتهديدات «إسرائيل» لمؤسس الحركة إن «حماس تنظر لهذه التهديدات باعتبارها تجاوزا لكل الخطوط الحمراء واستمرارا لمنهجية العدوان الشامل» مؤكدا أنها «لا تخيف الشيخ ياسين ولا حماس».
من جهة أخرى كشف شارون عن عقد لقاء بين قريع ورئيس حزب العمل الإسرائيلي شمعون بيريز في تل أبيب قبل نحو أسبوع ولقاء آخر عقد في بيت السفير الأميركي بمشاركة حاييم رامون من حزب العمل والوزير الفلسطيني صائب عريقات. وبعد الكشف عن هذه المعلومات اتهم عضو الكنيست ورئيس المعارضة شمعون بيريز شارون بالتجسس عليه واستغلال معلومات استخبارية سرية لأغراض شخصية. وأثارت خطوة شارون هذه رئيسة كتلة حزب العمل البرلمانية دالية ايتسيك أمس التي تساءلت عما إذا كان شارون يستغل صلاحياته للتجسس على قادة حزب العمل خاصة النائب بيريز. ورأت أن شارون يتهم حزبها بالخيانة كلما دخل في ورطة.
ميدانيا أفادت مصادر طبية وأمنية فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي توغل مدعوما بعدة دبابات واليات وجرافات عسكرية في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوب غزة إذ دمر اكثر من اثنين وعشرين منزلا كما أصيب ثلاثة اطفال بشظايا انفجار «جسم مشبوه». وقال مدير مستشفى رفح الحكومي الطبيب علي موسى ان «ثلاثة أطفال (بين 9 و12 عاما) أصيبوا بشظايا لدى انفجار جسم في منطقة يبنا أثناء عملية توغل الجيش الإسرائيلي فيها».
ووصف حال الجرحى بأنها «بين صعبة ومتوسطة ونقلوا جميعا الى المستشفى للعلاج». وأوضح مصدر أمني فلسطيني أن الانفجار ناجم عن «جسم غريب على ما يبدو من القذائف التي يطلقها الجيش الاسرائيلي». وقال ناطق أمني إن القوات الإسرائيلية العسكرية «دمرت أكثر من عشرين منزلا لمواطنين غالبيتهم من عائلة قشطة ولا زالت تواصل عمليات الهدم والتدمير والتجريف». وذكر شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي «اجبر المواطنين على إخلاء منازلهم في هذه المنطقة بفعل إطلاق النار الكثيف تجاه هذه المنازل». وقال مصدر امني محلي إن عملية الهدم «شردت عشرات العوائل الذين أصبحوا من دون مأوى رغم البرد والإمطار». وناشد أصحاب المنازل المهدومة عبر مكبر للصوت المجتمع الدولي «بتقديم المساعدات» لإيوائهم وفقا لشهود عيان من سكان المنطقة. في حين أكد رئيس بلدية رفح سعيد زعرب أن المساعدات التى تقدم للفلسطينيين في رفح لا تعالج المشكلة الأساسية وهي الاحتلال الاسرائيلى. وقال «ان هذه المساعدات آنية (...) والعالم يتفرج في صمت على ممارسات الارهاب الاسرائيلى المستمر على الشعب الفلسطيني من خلال سياسات القوة والغطرسة العسكرية على مرأى ومسمع من الجميع». وطالب بوقف العدوان المتواصل على رفح. مشيرا الى أن قوات الاحتلال لم تتوقف عن تدمير المنازل الفلسطينية في رفح منذ عامين
العدد 502 - الثلثاء 20 يناير 2004م الموافق 27 ذي القعدة 1424هـ