نزل آلاف العراقيين من أنصار القائد الشيعي الشاب مقتدى الصدر إلى شوارع أربع مدن أمس داعين الولايات المتحدة إلى تسليم الرئيس المخلوع صدام حسين لمحاكمته كمجرم حرب ومطالبين بدور اكبر في تحديد مستقبلهم السياسي.
وجاءت المسيرات الجديدة في بغداد وكربلاء والبصرة والنجف بعد مسيرة في شوارع العاصمة الاثنين شارك فيها عشرات الآلاف مطالبين بإجراء انتخابات مباشرة لتحديد من سيدير شئون البلاد عندما تسلم أميركا السلطة في يونيو/ حزيران المقبل.
وفي نيويورك قال دبلوماسيون انه ينتظر أن يتخذ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان قرارا خلال أسبوع بما إذا كان سيرسل فريقا سياسيا إلى العراق للتعامل مع مطالب الشيعة.
في واشنطن التقى رئيس مجلس الحكم العراقي عدنان الباجة جي بالرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض على هامش زيارة وفد من المجلس إلى الولايات المتحدة
عواصم - وكالات
اعتبر مجلس الحكم في العراق إن ما تحقق من نتائج في اجتماع نيويورك من إعلان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عزمه إرسال بعثة إلى العراق تدرس إمكان إجراء انتخابات كما تطالبه قوات التحالف ومجلس الحكم «إنجاز كبير» للعملية السياسية في البلاد.
وقال عضو المجلس موفق الربيعي «أنا اعتقد أن ما تحقق إنجاز كبير للعراق والعراقيين». وأضاف ان «هذا الاتفاق هو ما كان يصبو إليه الوفد العراقي حين توجه إلى نيويورك، وهو بالضبط ما أردناه أي إرسال وفد من الأمم المتحدة إلى العراق لدراسة إمكان إجراء انتخابات من الآن ولغاية نهاية شهر يونيو/ حزيران المقبل وفي ظل الظروف الحالية للعراق».
وأوضح إن «رأي الأمم المتحدة مهم جدا في هذا الموضوع لان العراق يؤكد ضرورة ان تلعب المنظمة الدولية دورا مهما وحيويا في مجمل العملية السياسية في البلاد».
ومن جانبه، اعتبر العضو نصير الجاد رجي ان «ما تحقق في الاجتماع يمكن أن يوصف بأنه جيد جدا». وأضاف «ولكن كان من المطلوب علينا نحن العراقيين أن نقول رأينا في إمكان إجراء انتخابات في ظل الظروف الحالية للعراق قبل أن ندعو المنظمة الدولية لإجراء ذلك».
وأوضح العضو السني في المجلس ان «المجلس يريد من المنظمة الدولية أن تساعد العراقيين في محنتهم لكي لا تنفرد الولايات المتحدة وحدها في الساحة العراقية». وقال إن «وجود الأمم المتحدة لا يعطي شرعية فقط للعملية السياسية في العراق فحسب بل أن خبرتها في عملية إجراء الانتخابات ومراقبتها مراقبة صحيحة ستقلل من حجم الانتهاكات التي من الممكن أن تحصل في تلك الانتخابات».
وشرح رئيس الوفد العراقي عدنان الباجة جي لأعضاء مجلس الأمن طلب بلاده لنزع فتيل الأزمة السياسية مع الشيعة. ورد لأكثر من ساعتين على أسئلة أعضاء المجلس. وقال الرئيس الدوري لمجلس الأمن سفير تشيلي هيرالدو مونوز: إن المجلس «رحب بفكرة إمكان الأمين العام إرسال هذه البعثة إلى العراق».
من جهتها أكدت هيئة علماء المسلمين السنة في العراق تأييدها لإجراء انتخابات في العراق شريطة توفر الظروف والشروط الموضوعية لضمان نجاحها ونزاهتها وتمثيلها العادل لكل فئات الشعب.
على صعيد متصل أعرب المفوض الأعلى لشئون اللاجئين رود لوبرز أمس عن الأمل في عودة تدريجية للمفوضية العليا لشئون اللاجئين إلى العراق بحلول يوليو/ تموز المقبل موضحا أن هذه العودة لن تكتمل إلا بعد نقل السلطات إلى حكومة عراقية مستقلة.
في غضون ذلك تظاهر الآلاف من أنصار الزعيم الشيعي المتشدد السيدمقتدى الصدر أمس في بغداد وكربلاء والنجف للتنديد بالنظام الفيدرالي الذي يطالب به الأكراد. وفي تجمع ضم الآلاف في ساحة الفردوس في بغداد حمل المتظاهرون لافتة كتب عليها بالإنجليزية «نحن ضد الذين يريدون تقسيم البلاد والفصل بيننا».
وقال احد ممثلي الصدر خلال التظاهرة «إننا نتظاهر ضد الفيدرالية لأننا رأينا ما أسفرت عنه في يوغوسلافا. الفيدرالية فكرة إسرائيلية لتقسيمنا». واعترض المتظاهرون كذلك على منح الولايات المتحدة صدام وضع أسير حرب. واخذوا يهتفون «اقتلوا صدام» رافعين لافتة كتب عليها «انه ليس أسير حرب بل هو مجرم».
كما تظاهر الآلاف في كربلاء الجنوبية وفي النجف، هاتفين «لتسقط الولايات المتحدة، نعم للعراق» مطالبين بإجراء انتخابات وبرفض الفيدرالية. كما طالبوا بتسليم صدام لمحكمة عراقية.
في المقابل طالبت خمسة أحزاب كردية في ختام اجتماع عقد في مدينة السليمانية بتشكيل جبهة كردستانية تضم جميع الأحزاب الكردية لتوحيد الخطاب السياسي الكردي في هذه المرحلة. ودعت هذه الأحزاب الفصيلين الكرديين الرئيسيين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني إلى «المشاركة في هذه الجبهة الجديدة ووضع برامج لها وطرحها على أبناء الشعب الكردستاني لمناقشة إقرارها».
وشددت الأحزاب الخمسة على تمسكها «بالفيدرالية على أساس قومي وجغرافي وكردستانية مدينة كركوك»، مطالبة «بتثبيت الفيدرالية في قانون الدولة للمرحلة الانتقالية ثم في الدستور العراقي الجديد».
في تطور آخر أعلن مصدر مسئول في الخارجية القطرية أمس ان الدوحة قررت إعفاء العراق من «معظم» ديونه المستحقة لها، وفق ما أوردت وكالة الأنباء القطرية.
عسكريا أعلن مسئول في الشرطة ان عنصرا قتل أمس برصاص أطلقه مجهولون في الموصل إذ نجا العضو في مجلس المحافظة المسئول عن الملف الأمني سالم الحاج عيسى الاثنين من محاولة اغتيال أصيب فيها اثنان من حراسه بجروح خطيرة.
وقال المقدم عبدالأزل حازم مسئول إعلام مديرية شرطة محافظة الموصل: إن «المفوض في الشرطة عاصم احمد قتل برصاص مجهولين كانوا يستقلون سيارة في حي القاهرة شمال المدينة». وأضاف إن منفذي الاعتداء تمكنوا من الفرار.
وقال الطبيب الشرعي احمد عبدالله رجب في مستشفى الموصل إن القتيل أصيب بـ 25 رصاصة في مختلف أنحاء جسمه. وكان المقدم عبدالأزل أعلن في وقت سابق ان العضو في مجلس المحافظة سالم الحاج عيسى «تعرض لمحاولة اغتيال».
وأوضح ان «مجهولين كانوا يستقلون سيارة زرقاء أطلقوا النار عليه أثناء وصوله إلى منزله الكائن في حي البعث وسط المدينة ما أدى إلى إصابة اثنين من حراسه الشخصيين بجروح خطيرة نقلوا على أثرها إلى المستشفى». وقال مسئول آخر في الشرطة انه تم العثور على صواريخ كاتيوشا وقذائف هاون أثناء عملية تفتيش نفذتها عناصر من الشرطة في منطقة شمال كركوك. إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع اليابانية انها ستحقق في أمر مخاطر إرهابية محتملة يمكن أن تتعرض لها طلائع القوة اليابانية التي وصلت الاثنين إلى العراق. وأعلن وزير الدفاع شيجيرو ايشيبا في مؤتمر صحافي «نعمل على استقاء المعلومات بما في ذلك ما يتعلق بمثل هذه المؤامرة».
بكين - رويترز
نظرت الصين بقلق أمس إلى أخطر مهمة تقوم بها القوات اليابانية في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية بعد وصول مجموعة متقدمة من القوات اليابانية إلى العراق، ولكن آخرين وقعوا أيضا ضحايا للعدوان الياباني في ذلك الوقت تعاملوا مع الموقف بلا خوف. وقال متحدث باسم الخارجية الصينية «نعرب عن قلقنا من هذه الخطوة» انها تتماشى مع مصالح اليابان وستؤدي إلى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم إذا التزمت اليابان بإخلاص بسياسة الدفاع القاصرة على أراضيها ومياهها الإقليمية والتزمت بطريق التنمية السلمية.وفي شبه الجزيرة الكورية انقسم رد الفعل إذ قالت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية إن الحديث في طوكيو عن إعادة النظر في وضع اليابان الدفاعي في حال نجاح مهمتها في العراق «يكشف عن نوايا عدوانية في اليابان مع توجهها نحو اليمين ونحو نزعة عسكرية». أما في كوريا الجنوبية فلم يحظ النبأ بكثير من الاهتمام، ولم تعلق عليه سيئول التي تعتزم إرسال 3000 من قواتها إلى هناك في ابريل/ نيسان لتعزيز قوة قوامها 675 جنديا موجودين في العراق فعلا
العدد 502 - الثلثاء 20 يناير 2004م الموافق 27 ذي القعدة 1424هـ