كشفت مصادر مطلعة أن قوات التحالف في العراق أحبطت محاولتين لتهريب نائب الرئيس العراقي السابق عزة إبراهيم الدوري إلى خارج العراق. وقالت إن المحاولة الأولى حدثت قبل أكثر من شهرين، وان أحد الأشخاص الذي تم اعتقاله أخبر قوات التحالف بطبيعة الاستعدادات التي كانت جارية آنذاك لتهريب الدوري، إذ كانت الخطة تعتمد على تأمين مهربين موثوق بهم يعملون على خط الحدود مع سورية، يقومون بإيصال الدوري إلى داخل الأراضي السورية، ومن ثم يتم نقله إلى بلد عربي آخر متفق عليه.
أما المحاولة الثانية فقد تم رسمها بعناية فائقة، فقد قدم مجهول معلومات إلى قوات التحالف، تتحدث عن تفاصيل الخطة تُعد لتهريب الدوري إلى السعودية، إذ كلفت الجهة - التي تتبنى الدوري - أحد الأشخاص تشبه ملامحه ملامح الدوري باستخراج أوراق رسمية للسفر مع حجاج بيت الله الحرام، وحالما يحين موعد السفر يعطي هذا الشخص أوراقه الرسمية للدوري ثم يختفي عن الأنظار لبضعة أيام حالما يصل الدوري إلى السعودية، بعدها يخرج إلى العلن ويدعي ضياع أوراقه أو سرقتها.
وأشارت المصادر إلى أن هنالك محاولات أخرى جرى التبليغ عنها، إلا أنها تبدو وكأنها من نسج الخيال وليست لها صدقية، فبعضها يتحدث عن خطة تضمنت إجراء عمليات جراحية تجميلية لتغيير ملامح وجه الدوري، إذ استدعي أحد الأطباء الكوبيين الذي اقتيد إلى المنطقة التي يختفي بها الدوري على أمل الوصول إليه، ولكن القوات الأميركية ألقت القبض عليه وأعادته إلى بلاده، وغيرها من قصص يتداولها بعض العراقيين.
في تطور آخر أفصحت مصادر محيطة بقوات التحالف في العراق أن اعتقال عزة الدوري أصبح قاب قوسين أو أدنى من التحقق بعد جولة متواصلة من المفاوضات عبر وسطاء تمت في غضون الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت المصادر إن الدوري طالب برفع اسمه من قائمة المطلوبين وتأمين سلامته وتقديم العلاج الطبي إليه، إذ يعاني من مرض تفسخ الكريات الحمراء (سرطان الدم)، مقابل تسليم نفسه إلى قوات الحلفاء.
وأضافت المصادر أن الوسطاء حملوا للدوري تأكيدات جازمة بأن قوات التحالف ستؤمن له العلاج الطبي المطلوب، وربما تنقله إلى أحد المستشفيات المختصة خارج العراق لاستكمال علاجه، كما تضمنت اعتباره أسير حرب يتمتع بالامتيازات المدنية كافة، الأمر الذي سيعني إطلاق سراحه إذا ما ثبت عدم ارتكابه جريمة جنائية مباشرة، وكل ذلك يتم تحت حماية هذه القوات.
وتقول المصادر إن الدوري تشجع بإرسال وسطاء إلى قوات التحالف للتباحث معهم بشأن مصيره، بعد أن علم بأن الإدارة الأميركية اعتبرت رئيسه المخلوع صدام حسين أسير حرب، وهذا يعني بالنسبة إليه أن اسمه المدرج في قائمة المطلوبين باعتبارهم مجرمي حرب لم يعد ذا شأن، لأن هذه القائمة قد تحولت بفضل القرار الأميركي إلى مجرد صحيفة عادية.
وتؤكد المصادر أن المفاوضات الجارية مع وسطاء وصلت إلى مراحلها النهائية، وربما سيتم التسليم خلال الأيام القليلة المقبلة، وهذا الأمر بالذات دفع أحد قادة قوات التحالف حديثا إلى التصريح بأن إلقاء القبض على الدوري أصبح قريبا ولا يتعدى بضعة أيام.
وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء لم يفصحوا عن مكان اختفائه، لأنهم أعلنوا خلال مباحثاتهم مع المسئولين في قوات التحالف أن الدوري يختفي في مكان مجهول لهم، وأنه يبعث بإشارات معلومة من قبلهم من دون أن يطلب مقابلتهم، وبذلك من الصعب عليهم أن يعرفوا أين هو، ولكنهم يؤكدون وبشكل قاطع أن عملية استسلامه ستكون عبرهم بعد الاتفاق التام مع قوات التحالف
العدد 500 - الأحد 18 يناير 2004م الموافق 25 ذي القعدة 1424هـ