العدد 500 - الأحد 18 يناير 2004م الموافق 25 ذي القعدة 1424هـ

أين البحرين من مؤشرات الاقتصاد المعرفي؟

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ما المؤشرات التي يمكن من خلالها قياس مدى تغلغل العوامل المعرفية في اقتصاد بلد ما؟ ربما هذا السؤال يفترض أن يسبقه جواب على سؤال سابق وهو تعريف محدد لمعنى المعرفة.

ما قبل المعرفة هناك اولا «الرموز» (DATA)، وهذه الرموز كبيرة العدد ومحدودة المعنى، والكمبيوتر هو الاختراع الانساني الأفضل للتعامل مع الرموز. فالكمبيوتر يحوّل كل الرموز الى «صفر» و «واحد»، وثم يتعامل مع الأصفار والآحاد بقدرة هائلة يعجز عنها الانسان.

هذه الرموز ليست معرفة، وقبل أن تتحول الى معرفة يتم تحويلها الى «معلومات» (INFORMATION). فبدلا من الأصفار والآحاد يمكن لمستخدم الكمبيوتر أن يستخرج رسما بيانيا يبين أن معدل الغلاء (مثلا) ازداد خلال العام الماضي. المعرفة تأتي بعد هذه المرحلة، اذ إن مستخدم المعلومات يقوم بتشغيل «خبرته» التي حصل عليها من خلال التعليم والتدريب والعمل التخصصي في مجاله لاتخاذ قرارات والقيام بأعمال وتحريك نشاطات حياتية، وهذه هي «المعرفة» (KNOWLEDGE).

وبما أن «المعرفة» تفترض وجود «الانسان المعرفي» يتعامل مع مصادر المعلومات فإن مؤشرات الاقتصاد المعرفي تتوزع على أمور، مثل: عدد أجهزة التلفزيون (الرقمي) في المنازل، وعدد الجامعيين، وعدد مستخدمي الكمبيوتر، وعدد الداخلين على الانترنت، وعدد قارئي الصحف، وعدد خطوط الهواتف، وكلفة الهواتف الدولية (كلما قلّت كان أفضل)، وعدد الهواتف المحمولة، ومقدار استخدام الأجهزة الالكترونية في مختلف شئون الحياة، وعدد خبراء البرامج الالكترونية والتقنية العالية، وعدد المصانع والشركات العاملة في حقل تقنية المعلومات والاتصالات، وعدد خريجي التخصصات الهندسية والفنية، وعدد الشركات التي توفر خدمة الانترنت، وسهولة الدخول على الانترنت، والتشريعات التي تشجع على المنافسة وتمنع الفساد، وعدد العاملين في البحث العلمي والتطوير، ومستوى الانفاق الحكومي على قطاع تقنية المعلومات، ومستوى الانفاق على التعليم والتدريب... إلخ.

ان «مجلس التنمية الاقتصادية» وهو يطور الاستراتيجية الاقتصادية للبلاد هو الجهة المعنية باصدار هذه الاحصاءات ومقارنتها بإحصاءات الدول المتطورة في مجال تقنية المعلومات. وعندما نعرف موقعنا بصورة اجمالية يمكننا أن نحدد ماذا نريد ومقدار الصرف الذي نحتاج اليه لتحقيق ما نريد.

«الاقتصاد المعرفي» هو الاقتصاد الذي يلعب فيه الانسان المشغِّل للمعرفة (بمعنى آخر الإنسان المعرفي) دورا رئيسيا، ومن خلال خلق المعلومات والاستفادة منها يتمكن الانسان المعرفي من تنمية الحركة الاقتصادية.

والانسان المعرفي يمثل حاليا 60 في المئة من مجموع العقول العاملة في الولايات المتحدة الأميركية التي تتصدر العالم في الاقتصاد المعرفي، وما نحن بحاجة اليه هو الإنسان المعرفي وليس الايدي العاملة الرخيصة و«الفري - فيزا». الانسان المعرفي هو الشخص الذي حصل على تعلم مناسب ولديه تدريب عملي وخبرة حياتية ويستخدم تكنولوجيا المعلومات بصورة اساسية لممارسة مختلف الانشطة، ذلك لان تكنولوجيا المعلومات هي التي تزيد الفاعلية وترفعها الى مستوى الدول المتقدمة، ومن دونها تنخفض الانتاجية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 500 - الأحد 18 يناير 2004م الموافق 25 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً