اختتمت مساء أمس (السبت) عروض المسرحية الإسلامية «قنّسرين» التي قدمتها على مدى 11 عرضا «مشاهد» للإنتاج والتوزيع الفني، على صالة مصلى العيد في جبلة حبشي في الفترة من 28 يناير/ كانون الثاني الماضي وحتى 7 فبراير/ شباط الجاري. المسرحية من تأليف جعفر عبدالحسن وإخراج الفنان محمد الصفار، وهي من بطولة: علي عبدالحسين، جعفر إسلامي، هيثم الخير، طه حسين، سيد صادق العلوي، الطفلة آمنة، ميثم النوري، فيصل النشابة، صادق صفر، علي أحمد، نضال عبدالله وبمشاركة فعالة من الفنان المخضرم صلاح خليل، بالإضافة إلى عدد كبير لا يسعني في هذه الزاوية حصر أسمائهم جميعا.
يوم الأربعاء الماضي 4 فبرايرالجاري تشرفت وبرفقة ثلاثة أطفال أعمارهم تتراوح ما بين التاسعة والخامسة عشرة عاما، بحضور «قنّسرين»، والتي اعتبرتها رائعة في مضمونها، ومشوقة في أحداثها، وأبطالها كانوا فرسانا على المسرح الخشبي، حواراتهم كانت ممتعة، وأصواتهم كانت متناغمة مع الشخصيات التي كانوا يؤدونها.
كما تعرفون جميعا، فلست بناقدة فنية، ولكني أحببت أن أنقل لكم رؤياي لعرض «قنّسرين»، التي أحببت أن ألخصها تحت عنوانان «نعم» و«لا»، وسأبدأ بـ«نعم»:
- نعم... مسرحكم كان بسيطا، لكنه كان معبرا، بالإضافة إلى أن حركة تغيير بعض المكملات للانتقال من مشهد إلى آخر كانت ممتازة.
- نعم... وفقتم في اختيار الخلفية السوداء للعرض، فقد ساهمت في الانتقال من مشهد إلى آخر، كما كانت الأضواء والمؤثرات ممتازة جدا.
- نعم... فزتم في «جزء» من رهانكم مع أنفسكم على تقديم عمل تتلاقى فيه رسالة المسيح (ع) والرسالة التي خرج من أجلها الإمام الحسين (ع).
- نعم... جذبتم الناس للعمل من المشهد الأول الذي حمل بعض المواقف الطريفة، ثم تدرجتم في المشاهد لتصلوا في الختام إلى الرسالة التي تسعون إليها.
- نعم... صدقت يا أستاذ علي عبدالحسين حينما قلت: المخرج تعب معنا كثيرا في استيعاب شخصياتنا وأدائها كما هو مطلوب، إذ جسدت شخصية الراهب بشكل ممتاز، إذ أحسست وأنا أتابعها أمام شخصية راهب حقيقي، كأولئك الذين نراهم في الأفلام الأجنبية.
- نعم... للسيدصادق العلوي الذي أدى شخصية الشمر، فقد كنت فعلا «سيد شمر» وأداؤك كان رائعا، بل وأحب أطفالنا أداءك التمثيلي، على رغم أفعال الشمر ابن ذي الجوشن الشنيعة.
- نعم... للطفلة آمنة التي أدت دورها بشكل ممتاز، وخصوصا في مشهد تقاذفها بين أرجل الجنود الأمويين، وكذلك الحال بالنسبة إلى الطفل الذي أدى شخصية زيد، فقد كان ممتازا.
- نعم... لكل من عمل على إنجاح «قنسرين» فقد كنتم فريقا متكاملا أظهر قوتكم في تنسيقكم فنيا وإداريا.
- نعم... لأصوات الراواديد ولكلمات القصائد التي ألقوها، فقد كانت معبرة وتخدم المشاهد.
هناك الكثير من الأحداث التي أستطيع أن أقول أعبر بـ «نعم» في المسرحية، ولكن في المقابل هناك أيضا كلمة «لا»، والتي سأسردها في الأسطر القليلة المقبلة، وأرجو من الإخوة أن يتقبلوها مني بصدر رحب، فأنا لا أعتبرها سلبيات وإنما هي رؤياي الخاصة:
- لا... لم تلتزمو بوقت العرض، إذ كان يجب أن يبدأ في الساعة الثامنة وينتهي في العاشرة، إلا أن العرض تأخر، ما ا ضطر عددا من الأمهات أن يحملن أبناءهن على أكتافهن فقد ناموا أثناء العرض الذي لم ينته إلا في الساعة العاشرة والنصف أو أكثر.
- لا... الأسعار لم تكن مناسبة للجميع، فغالبية الذين جلسوا في المقاعد التي تبلغ قيمتها دينارين استاؤوا، إذ لم يتمكنو من رؤية العرض كما أملوا في ذلك، على رغم أنهم استمتعوا، وطلبوا أن يخفف الإداريون من قيمة التذاكر في أعمالهم المقبلة.
- لا... لم توفقو في حجم الصندوق الذي حمل الراهب رأس الإمام الحسين (ع) فيه، إذ إن حجمه كان صغيرا وأعتقد أنه لا يتسع لرأس شخص كبير، وإنما كان سيتسع لرأس طفل.
- لا... للبخار الذي ينبعث من المسرح بين فترة وأخرى، عندما ينتقل من مشهد لآخر، فقد كان خانقا بعض الشيء، ما قد يتسبب في كحة وضيق في التنفس لبعض الأطفال، وحتى الكبار.
- لا... لصوت الطبل في مشهد قطع رأس الإمام (ع)، فعلى رغم أن المشهد كان مؤثرا جدا، وبكى من شدة تأثيره الكثيرون، إلا أن صوت الطبل كان عاليا جدا، حتى ظللنا نشعر بوقعه في صدورنا حتى بعد انتهاء العمل، كما أنه قد أخاف الكثير من الأطفال.
ملاحظة أخيرة، هي ليست ضمن قائمة «نعم» و«لا» وإنما هي ملاحظة عابرة، في القتال الذي دار بين نصر الخزاعي وشمر، كان سيف شمر أعوجا، وكان واضحا للعيان، وفي مشهد آخر، يبدو أن القائمين انتبهوا للسيف وتم تغييره في المشهد الذي أعقبه، وكان هناك فرق بين السيفين.
هذه هي ملاحظاتي البسيطة والتي أتمنى أن تلقى صدرا رحبا، وعلى رغم ملاحظاتي، إلا أنني مازلت أعتبرها الأفضل من بين الأعمال التي تابعتها هذا العام، مع احترامي لجميع الأعمال
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2347 - السبت 07 فبراير 2009م الموافق 11 صفر 1430هـ