الحديث عن « المنازل الذكية»، هذا الحل المبتكر الذي وجدت فيه الاستراتيجيات والرؤى الجديدة حلا جذريا لمشكلة السكن قد لا يكون الحل الوحيد مع الحالة البحرينية. فهناك « بيوت البرستي» التي ربما غفلت عنها المخططات الجديدة لحل مشكلة المواطن ، والعودة إلى بيوت « البرستي» التي كانت تصنع من سعف النخل وكان يستخدمها أهل البحرين قديما، ربما يفسح المجال لحل مشكلة السكن وأيضا لجذب السياح الذين سيجدون في طريقة سكن عدد غير قليل من البحرينيين قديما مناسبة جيدة لالتقاط الصور الجميلة.

إن شكل « البرستي» أفضل لأنه سيكون مصنوعا من خلال البحرينيين مئة في المئة مقارنة بالمنزل الصيني «الذكي»، وهذا يتناسب مع فكرة الترويج السياحي للبحرين من دون سواحل. كما وستصبح مهمة السياحة أسهل لأن المناطق السكنية المحلية ستثير اهتمام السائح الذي سيجد فكرة العيش في «البرستي» ببلد يحظى بثروة نفطية ربما تكون فكرة جيدة تنعم خيال السينمائيين في هوليوود الذين يبحثون عن مثل هذه المواضيع فبدلا من تصوير الفيلم في المغرب العربي فقد تصبح البحرين مناسبة لتصوير فيلم آخر من نوع « Hideous Kinky»، وبذلك تنتعش صناعة السينما أيضا.

حلول المواطن سهلة كما هي منازله التي يمكن أن تقتلع بسهولة في حال وطأت قدم الاستثمار ولعل « البرستي» الأسرع في التخلص مقارنة بـ «الذكي».

إن المشكلة التي تواجهها البحرين اليوم تتمثل في البحث عن طرق جذب للمستثمر وإغراقه بنِعَم هذا البلد وإسكانه في مجمعات سكنية راقية مسيجة.

ربما أننا نعيش في عالم مختلف يحتاج إلى فهم مختلف وطرق مختلفة وخطط طويلة الأمد وغيرها لكي نبحث عن حل مقنع لأزمة السكن التي لتتقدم خطوة إلا وتراجعت خطوات، ولذا فإن علينا أن نبحث عن حلول تتكيف مع طبيعة حياتنا البحرينية.

إن الإعلانات التي تبيع الجنة للمستثمر الخليجي والأجنبي هي إعلانات تثير حسرة نسبة ليست بصغيرة من المواطنين... فحتى لو فكر البعض من البحرينيين شراء هذا العقار أو ذاك فإنه لا يملك من المال ما ينافس به المستثمر الأجنبي، وسيبقى السكن حلما للمواطن العادي وقد لا يحصل عليه إلا إذا تحول إلى بيوت البرستي.