العدد 512 - الجمعة 30 يناير 2004م الموافق 07 ذي الحجة 1424هـ

النهّام... ظاهرة فنية عامة

أكد وحيد الخان أن ظاهرة النهام في السفن الشراعية الخليجية ليست مقتصرة على الخليج العربي فقط، وانما هي ظاهرة فنية عامة، وجدت على ظهر السفن الأوروبية باسم المغني.

وكان وحيد الخان أحيا أمسية ثقافية تتعلق بأغاني الغوص في البحرين، مساء الثلثاء الماضي في الملتقى الثقافي الأهلي. كانت عبارة عن مراجعة لكتابه الفائز بجائزة ولي العهد للبحوث العلمية للعام 1991 للعلوم الاجتماعية.

وذكر أن الوطنية والاحساس بالواجب أمام الموسيقى العربية هما دفعاه الى الولوج إلى عالم الموسيقى، وبالتحديد الموسيقى الخليجية وأغاني الغوص.

وأضاف «عندما بدأت البحث استرعى انتباهي عدم توافر المادة العلمية عن هذا الموضوع، إذ لم أجد في المعاجم العلمية غير القليل عن الموسيقى العربية، وعلى رغم أن هذه المعلومات القليلة تحتمل الخطأ فإنها تعتبر مرجعا لمثل هذه الدراسات. بناء على ذلك تمحورت عندي كلمة الهوية، فالبحرين تزخر بتراث انساني موسيقي كبير، ومن حقها علينا أن نقوم بالبحث والتنقيب عن هذا التراث، ومن هنا بدأت العمل على هذا البحث طوال عشر سنوات منذ سنة 1980 حتى سنة 1990، حتى قمت بنشر الدراسة في سنة 2000».

وأضاف «استوقفتني معلومات تاريخية كثيرة بفعل هذه الدراسة، مثل أصل الاسم الذي يطلق على مملكة البحرين، فتاريخيا أطلق اسم البحرين على الشريط الساحلي الممتد من خليج البصرة الى البحرين، وجزر البحرين تشكل نقطة وسطية في هذا الساحل، فلماذا اختصت البحرين فقط بهذا الاسم؟! أما دائرة المعارف الاسلامية فذكرت أن اسم البحرين مشتق من شبه الجزيرة العربية إذ كان يطلق على أحد جزرها، وهذا منطق سليم، فالبحرين كانت تمثل مطمعا جغرافيا مهما، فكما أن اسم أرادوس كان يشكل جزءا من جغرافيتها فيمكن قياس هذا الأمر على جزر البحرين».

«معلومة أخرى - يقول المحاضر - تتعلق باعتماد البحرينيين على اللؤلؤ، إذ كانت تجارة اللؤلؤ رائجة وهذا كلام يكذبه الواقع فقد كانت هناك 50 قرية تعتمد على الزراعة».

ثم تطرق المحاضر الى التكوين السكاني وتأثيره على الفرق الشعبية، قائلا «انه في البحرين وفي سنة 1940 بالتحديد كانت هناك ثلاث مدارس نسائية بحوالي 1139 طالبة، ومع ذلك فان الفرق الموسيقية كانت مقتصرة على الرجال، الى أن ظهر عدد من المغنين فأصبحت المرأة تشارك في الغناء وظهرت أسماء غنائية نسائية مثل زكية خنجي وأخريات».

وعن الغناء البحري قال المؤلف: «لم تكن الغاية من أغاني العمل على ظهر السفينة مقتصرة على الترفيه عن البحارة فقط، فقد كانت لها غاية ضبط العمل، فالنهام كان دوره ضروريا لاستمراري العمل بشكل منظم، فقد كان ينهم بأغاني الرحلات البحرية حتى اذا انتهى موسم الصيد بدأ بأغاني الفجيري، التي كانت تحتاج الى أدوات كثيرة، ربما اضطر هواتها الى استيرادها أو الحصول عليها عن طريق التجارة مع الهند».

واجابة على سؤال من صحيفة «الوسط» بخصوص الجانب الأسطوري المتعلق بالفجيري، وعن اللغة المحكية في مواويل وأغاني الغوص، قال المحاضر: «ان الجانب الأسطوري المتمثل في تلك الحكايات الشعبية التي تروى في أمثال حكاية ساحل أبو صبح وغيرها، انما جاءت نتيجة الإعجاب بهذا الفن وهي في الوقت نفسه تحاول تسويغ هذا الفن، فليس ارجاع فن الفجيري الى أسباب متعلقة بالعالم الآخر ومحاولة ربطه بالقوى الغيبية، الا عملية تبرير للجانب الاجتماعي منه. أما ما يتعلق باللغة، فان النهام كان مقلدا للزهريات التي اشتهرت بها الجمهورية العراقية، فالنهام كان يكرر كل ما كان يسمعه ويعجبه، هذا الى جانب أن أغاني الغوص لم تكن مستمدة من المقامات العربية وانما كان النهام في أدائه يؤدي مسارات لحنية فقط»

العدد 512 - الجمعة 30 يناير 2004م الموافق 07 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً