رفض النائب الوفاقي محمد المزعل تشكيك أحد النواب الإيرانيين في انتماء البحرين العربي والإسلامي، رافضا ما اعتبره المزعل محاولة فاشلة من النائب الإيراني للتصيد في الماء العكر ومشددا على أن البحرين دولة تنتمي إلى الإسلام والعروبة على رغم أنف المشككين في ذلك.
جاء ذلك في تصريح للمزعل ردا على مداخلة برلمانية للنائب عن مدينة إيلام الإيرانية «داريوش قنبري» ادعى فيها بأن الشعب البحريني لو استفتي فسيختار أن يكون جزءا من إيران.
وشدد النائب المزعل بقوله «على قنبري أن يكف عن التبجح القومي فالشعب البحريني لا يختار غير الانتماء إلى الأمتين العربية والإسلامية وهو شعب ينظر باحترام إلى كل الشعوب الصديقة ومنها الشعب الإيراني، لكن ذلك الاحترام لا ينبغي أن يساء فهمه على أنه قبول بالتدخل الأجنبي في شئوننا الداخلية أو التشكيك في ولائنا الوطني، أو الإساءة إلى سيادتنا على أراضينا».
وفي أول رد فعل بحريني على تصريحات قنبري، قال المزعل «إن مجلس النواب البحريني كان قد استقبل وفدا كبيرا من مجلس الشورى الإيراني في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي برئاسة رئيسه علي أكبر لاريجاني، وقد كان للزيارة أبلغ الأثر الطيب على علاقات البلدين، وهو ما عبر عنه لاريجاني نفسه والوفد المرافق، ولم يغادر الوفد البحرين إلا بعد مقابلة القيادة السياسية في البلاد حاملا معه موافقة مبدئية على زيارة سيقوم بها عاهل البلاد إلى إيران تلبية لدعوة من الرئيس أحمدي نجاد ردا على زيارة نجاد إلى البحرين في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2007».
وأضاف المزعل: «إن ما يهم الشعبين المسلمين الجارين في البحرين وإيران هو التعاون والاحترام المتبادل وليس إعادة اجترار النعرات التوسعية والأطماع الشاهنشاهية التي ذهبت مع أصحابها إلى الجحيم، لأن من شأن ذلك أن يهدم كل الجهود المخلصة بين البلدين للتعاون في شتى المجالات».
ورأى المزعل أن الاختلاف السياسي الداخلي في البحرين لا ينبغي أن يفهمه أي طرف خارجي على أنه مجال للتدخل في شئوننا، أو التفريط قيد أنملة في سيادتنا الوطنية، أو قبول التشكيك في ولائنا الوطني، فلكل نظام سياسي في العالم توافقاته واختلافاته، لكن له ثوابته التي تعلو على كل الاختلافات، ومنها الانتماء الديني والقومي، فعروبة البحرين ثابت تاريخي حتى قبل إسلامها، وإسلامها ثابت حتى قبل أن تعرف إيران الإسلام، وليس على داريوش قنبري إلا مراجعة كتب قائد الثورة الإسلامية في إيران ليعلم أنه يقرر في أبحاثه الفقهية أن البحرين من البلاد العربية التي دخلت في دين الله طوعا وقبلت حكم الرسول بكتاب ومن دون أن يوجف عليها بخيل ولا ركاب، وليست من الأنفال التي منها البلاد الداخلة في الإسلام عنوة بالفتح وجهاد الدعوة. وأن الفرق لديه -أي قائد الثورة الإسلامية- بينهما هو إقرار الأولى على ملك أهلها، وسلب ذلك عن الثانية لتصبح تحت تصرف الرسول أو الخليفة الشرعي للمسلمين.
وفي رسالة خاصة بعث بها إلى قنبري، خاطبه النائب المزعل قائلا: «لم يعد غريبا عليّ أن يرفض مجلس صيانة الدستور الإيراني تزكية عشرات المرشحين في الانتخابات السابقة وكنت واحدا منهم لأن جهلك يكفي مبررا لذلك، لكني أستغرب قرار إعادة النظر فيك ومن ثم تزكيتك».
وتابع المزعل في رسالته «إذا كنت تختلف مع حكومة بلادك فعليك أن تبقى في حدودك ولا تتدخل في شئون الدول الأخرى، وعليك أن تعلم أن ادعاءاتك المريضة لن تجد طريقا إلى قلوب أحد من شعب البحرين العربي المسلم بل سترتد على غايتك حين تصبح عامل تضامن وطني في مواجهة بقايا الفكر التوسعي البهلوي المريض في ذهن أمثالك، وعامل تقوية لأواصر الوحدة الوطنية بين البحرينيين جميعا»
العدد 2347 - السبت 07 فبراير 2009م الموافق 11 صفر 1430هـ