تحت عنوان (العلم ومشروع النهضة العربية) ألقى الباحث عبدالمالك سالمان محاضرة في الملتقى الثقافي الأهلي، وكان المتوقع أن يأتي بأفكار أكثر حداثة كبعض الحلول المنطقية لتحقيق النهضة العربية المطلوبة ضمن نطاق الممكن وليس ضمن شروط المستحيل، غير أن الباحث أتى بمجموعة أسباب ومعوقات وحلول تقليدية عادة ما تكون معروفة تبدأ بغياب الديمقراطية وغياب الاهتمام الجاد بالبحوث العلمية وعمليات الترجمة، إلى جملة أسباب أخرى ما دفع بأحد المتحاورين من الحضور هو المحامي حسن بوحجي أن يقول: كل ما أتيت به ما هي إلا مجموعة من المسلمات المعروفة ولم تأت بجديد.

لقد ظلت الدول العربية بسبب قصر نظرها واستهانتها بالعلم والبحوث العلمية أن أصبحت دولا مستهلكة، وحتى المشروعات التي كان من الممكن أن تنجح مثل مشروع التصنيع الحربي الذي اتفق العرب على إقامته في مصر انتهى ولم يستمر على حد تعبير المحاضر.

إن الأمرّ من ذلك أن القطاع الخاص مثل الشركات الكبرى لم يكن لها دور فاعل كما في الغرب والولايات المتحدة الأميركية واليابان ما كان لذلك الأثر السلبي على مشروع النهضة العربية وتخلفها، ففي البحرين على سبيل المثال لم نسمع يوما ان شركاتنا الكبرى تبنت عناصر مبدعة أو فرغت عناصر للبحوث العلمية، ولا يحق لنا أن نعلق كل تخلف النهضة العربية على مشجب الغرب، لماذا تمكنت دولة إسلامية مثل ماليزيا أن تصبح متقدمة في التكنولوجيا من دون أن يقوم الغرب بمحاصرتها؟ أنا أعتقد أن قياداتنا العربية لم تعجز فقط في إنهاء المشكلات السياسية العالقة بل أعاقت حتى المشروع النهضوي بسبب جهلها أو جشعها لجعل البلد وما فيه ملكا خاصا بها، وصارت شركاتنا لا تقل عنها خمولا وتساهلا عندما أهملت جانبا مهما من دورها الحساس الذي كان يمكن أن يملأ فراغ الدور الرسمي. ولم نسمع عن جامعاتنا أن أبرزت باحثين أو دراسات علمية ذات أثر في مشروع التقدم فصارت على حد قول أحد الأكاديميين البحرينيين إن الأكاديمي في جامعة البحرين يشعر أنه في مدرسة ثانوية ويدرّس بشكل يومي ولفترات لا يترك له مجالاَ للتفكير في أي بحث علمي خارج منهج الدراسة