العدد 512 - الجمعة 30 يناير 2004م الموافق 07 ذي الحجة 1424هـ

نصرالله الماسة المتبقية في التاج العربي

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

تسمر الملايين من الناس يومي الخميس والجمعة أمام شاشات التلفاز ليروا كيف يتحقق النصر وكيف تسقط الهزيمة على يد قلةٍ لا تكاد تقاس أمام كل الجيوش العربية الحاملة على صدورها كل أنواع النياشين.

ان نشوة انتصار المقاومة في لبنان تضاعفت ويكاد كل هذا النصر لا يصدق لأنه يأتي في زمن عربي رديء أصبحت فيه لفظة «مقاومة» العدو الإسرائيلي محل تذمر وسخرية من قبل أكثر الرؤساء العرب. كما قال احد الرؤساء في سخرية وسخط وتذمر لأحد الصحافيين عندما طالب الرئيس بالتشدد تجاه «إسرائيل» قال: «عايز تقاتل؟!».

ففي منطق الرؤساء العرب قتال «إسرائيل» أصبح ضربا من الجنون والخرف السياسي، ونوعا من انواع «التهور». هذا المنطق أصبح ثقافة عربية على مستوى الاعلام والسياسة... «إسرائيل ليست محتاجة إلينا، نحن المحتاجون إليها» وحاول بعض المثقفين من المهرولين تجاه الصلح مع «إسرائيل» كالروائي المصري علي سالم وغيره ان يعملوا على تفعيل مثل هذه الثقافة وراحت كلمة «العدو» تشطب من بعض كتب المدارس في بعض دولنا العربية وهكذا...

لكن ما فعله السيدحسن نصرالله والذي يقل عمره كثيرا عن أكثر رؤسائنا ولا يكاد يذكر عدد جنوده مع حجم عدد جيوشنا العربية «الباسلة» احرج كل العرب وكل الدول العربية وكل الزعامات التي ضعفت امام غطرسة «إسرائيل».

إذا ما تعلمناه سنين ان «إسرائيل» لا تقهر كان كلاما مدجنا وغير دقيق، فكيف اذا هزمها قلة من جنود المقاومة؟ أين هي عنترية «شارون» وعنجهيته؟ لماذا قبل بالتفاوض بلا إملاءات؟ لماذا رضخ لهذه المبادلة غير المتكافئة لا من حيث العدد ولا المضمون؟ كيف استطاع نصرالله ان يحقق كل هذا الانجاز في هذا الوقت بالذات؟ فنحن نمر في اسوأ زمن عربي... شارون هو الذي يملي وهو الذي يقتل، وهو الذي يذبح، وهو الذي يضرب الدول بالصواريخ كما ضرب سورية، وهو الذي يهدد العرب يوميا، ويتهدد عرفات، و...

اذا ما روج اليه من قبل اعلامنا العربي ان «إسرائيل» قوة عظمى لا تقهر كان كذبا وافتراء بل فلنقل ان الانظمة في غالبيتها لا تريد ان تخلق حربا مع «إسرائيل» أو ليست بمستوى المسئولية.

لقد استطاع السيدحسن نصرالله ان يقلب الطاولة على الجميع، وان يحشر كل العرب في الزاوية الضيقة المحرجة أمام العالم وأمام شعوبهم ليقول لهم: «إذا التقى الايمان بالله بالفعل المدروس العلمي على الأرض تتحقق المعجزات».

السيدحسن رفض ان يكون قائدا ميكروفونيا يبيع العالم شعارات، فهو أول قائد عربي يستشهد ابنه في صفوف المجاهدين وفي الصفوف الامامية دفاعا عن القدس. فالقائد لا يقامر على حساب الناس، ولا يزج ابناء الناس الطيبين في المحرقة وابناؤه نائمون تحت اللحاف.

موقف وراء موقف يثبت فيها السيدحسن نصرالله ان بامكان العرب هزيمة «إسرائيل» ولكن بشروط وليس بالشعارات على طريقة «أمجاد يا عرب أمجاد».

ما فعله السيدحسن عجز عن فعله العرب طيلة حروبهم مع «إسرائيل».

1 - حرر جنوب لبنان واخرج «إسرائيل» صاغرة بلا أي شرط أو املاء.

2 - قضى على الجيش العميل (جيش لبنان الجنوبي) فهزم العملاء.

3 - حرر المعتقلين في سجون الخيام وغيرها.

4 - أسر اسرائيليين ليكونوا ورقة تفاوض.

5 - ارجع عددا كبيرا من الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين والعرب.

6 - أرجع رفات الشهداء.

لقد قال احد الاسرائيليين: «ان السيدحسن نصرالله يعتبر الماسة في التاج الشيعي». وهذا كلام قاصر فالسيدحسن هو الماسة في التاج الاسلامي فهو لا يؤطر في مذهب بل هو رجل اسلامي عربي لكل العرب والمسلمين وما هتافات العرب والمسلمين باسمه ودعاء الامهات الفلسطينيات والعربيات له الا دليل على ذلك. سر على بركة الله يا أبا هادي فقليل في مدحك الكلام الكثير

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 512 - الجمعة 30 يناير 2004م الموافق 07 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً