العدد 497 - الخميس 15 يناير 2004م الموافق 22 ذي القعدة 1424هـ

كيلروي

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

من الموجع حقا أن يتعرض البعض لنوع من الممارسات العنصرية، أي بمعنى آخر التمييز بسبب اللون أو الجنس أو الطائفة أو العرق، الخ. فهذه أمور لا يمكن تجاهلها في وقتنا الحالي، كونها توجع المرء الذي يعايشها بل وتتحول مع مرور الزمن إلى ميراث يتوارثه جيل بعد جيل حتى يتحول إلى شبه عقدة تظل ملازمة لهذه الفئة دون غيرها... بل وحتى لو حدثت المفارقات والمتغيرات التي تخدم هذه الفئة.

واليوم، نجد عنصرية علنية ضد العرب والمسلمين في الغرب، فأرضية الإعلام هناك ممهدة لبث سموم العنصرية، ضاربين ببنود ومواثيق حقوق الإنسان عرض الحائط. غير أن الوضع اختلف حاليا، وخصوصا مع الدور الذي تلعبه الجماعات الإسلامية في بعض الدول الأوروبية، وقد تكون بريطانيا أقواها بحكم أن نظام الدولة يقف في صف المواطن ويحارب صنوف العنصرية.

وكيلروي - هذا الإعلامي البريطاني المعروف - الذي فاجأ المجتمع البريطاني بترسباته العنصرية المستندة إلى دلائل غير صحيحة عبر التشهير بالعرب والمسلمين والإساءة إلى ثقافتهم ومعتقداتهم التي هي أحد الأسباب في تطرفهم، كما يرى. وقد أبدى وجهة نظره ظنا منه أن ذلك لا يمثل إلا صورة من صور التعبير عن الرأي. وهنا نتساءل: لماذا نسمع كل يوم آراء وأحكاما تُطلق ضد العرب والمسلمين؟

يبدو أن السبب بسيط، فالتخاذل لايزال يسري حتى النخاع في أمتي العرب والمسلمين الذي للأسف ليس له نهايه.

لكن دعونا نقف وقفه... صدق عن كيفية نقل أفكارنا وثقافتنا إلى الغرب... كيف ينظر إليها؟ وكيف تؤخذ وتفسر؟ هل المرأة مقموعة حقا في مجتمعاتنا بسبب المعتقد كما قال كيلروي؟ أم هي ضحية الجهل والتخلف الذي يتستر به تحت غطاء المعتقد؟ هل نحن بحق ديمقراطيون؟ وهل الحرية العامة جزء من ثقافتنا... أم هي مجرد شعارات نرددها على عكس شعوب الغرب التي طبقت الديمقراطية؟

للأسف، إن غالبية هذه الأسئلة فُسرت وحُللت من قبل الغرب بل ورُوِّجت لها بصورة تعكس الصورة السلبية عن العرب والمسلمين بأنهم عشاق للدم وهواة للإرهاب وقامعون للنساء. تلك الصورة الخاطئة تطورت مع مرور الزمن، بل وارتفع رصيدها حتى من بعد حوادث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 التي سببت شرخا عميقا بين الشرق والغرب، ونظرة ساخطة إلى العرب والمسلمين... وفي نهاية الأمر قد نكون نحن الملامين على بعض مايجري لنا.

لن يكفي اعتذار كيلروي أو غيره، لأنه لابد أن نواجه واقعنا ونسعى إلى نقد أنفسنا قبل أن نتحول إلى أداة للنقد والشفقة على حالنا من قبل الغربيين الذين لا همَّ لهم سوى انتقاد ثقافة وعقيدة أمتي الاسلام والعرب... فإلى متى سيبقى هذا الحال؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 497 - الخميس 15 يناير 2004م الموافق 22 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً