كان جميلا ورائعا أن يبارك رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة في لقائه برئيس مجلس النواب خليفة أحمد الظهراني المناقشة الساخنة بشأن التجاوزات المالية بتأكيده (أن يوم السبت كان يوما مشهودا للعملية الديمقراطية).
ومثل هذا التعبير الدقيق لمسئول له خبرته في العمل السياسي ويدرك جيدا ما يجري عالميا وإقليميا من تغيرات جذرية في السياسة العالمية تجاه ضرورة الخروج من الشرنقة الضيقة وعلاقة التوتر بين الشعوب وقياداتها وبالأخص الشعوب العربية التي فقدت صبرها بعد أن أفلست أنظمتها التقليدية وفشلت في تحقيق الطموح السياسي والاقتصادي للمواطن العربي بخلق حد أدنى من الديمقراطية لشعوبها ومازالت تحاول التخلص من التزامها في تحقيق ديمقراطية صادقة ترضي المواطنين وتعيد إليهم حقهم المسلوب فتارة تقدم لهم مجلسا اسمه الشورى وآخر لا لون له ولا طعم وثالث من دون أسنان.
كان جميلا ورائعا بالفعل وسموه يعلن أن يوم السبت كان يوما ديمقراطيا مشهودا أمام رئيس مجلس الشعب ليؤكد لهم أنه بصفته رأس الجهاز التنفيذي سيدفع باتجاه محاسبة من تجرأ بالتلاعب بأموال المواطنين وأعطى لنفسه الحق فيما لا حق له، ومن هنا أثبت سموه أنه لن يقف مع المنحازين ولن يحميهم.
نعم يا أبا علي هذا هو العشم أن تعيد إلى ذاكرة المواطنين من الأحاديث النبوية الشريفة (لو أن فاطمة سرقت لقطعت يدها)...
كم كان جميلا ورائعا وهو يصر على أن السبت كان يوما ديمقراطيا مشهودا، حين أعلنها صريحة أمام نائب الشعب المنتخب ونائب رئيس مجلس الشورى المعين أنه يرحب بالديمقراطية ويباركها. وفي اعتقادي أن العرس الديمقراطي الحقيقي كان يوم الأحد الذي أعلنتم فيه ذلك، وستكتمل الديمقراطية حين يتمكن مجلس النواب من محاسبة المتجاوز..
العدد 496 - الأربعاء 14 يناير 2004م الموافق 21 ذي القعدة 1424هـ