العدد 496 - الأربعاء 14 يناير 2004م الموافق 21 ذي القعدة 1424هـ

رضوى عاشور في حديث عن الكتابة والذاكرة...

المحرق - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

في المحاضرة التي أقامها مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة مساء الاثنين طرحت الروائية العربية رضوى عاشور في محاضرتها «الكتابة والذاكرة» رؤيتها عن الذاكرة وما يمكن أن تسعف به الكتابة وكيف أنها أي الذاكرة شكلت بالنسبة لها منبعا لأفكار وتصورات وأمكنة تخطت حدود مكانها لأفق أرحب.

وقالت الروائية المصرية «انني أذكر المرة الأولى التي زرت فيها أهرامات الجيزة، اذ كنت وقتها في الخامسة عشرة من عمري، وأكثر ما لفت نظري في هذه الأهرامات هو التواصل ما بين التاريخ والابداع الجمالي، وقد شغلني هذا الهاجس بعد ذلك فكنت أقف عند مخطوطات المصاحف النادرة متأملة في التراث المصري الاسلامي، الذي كان يتحرك من خلال الثابت الذي لا يمس وهو كلام الله سبحانه، والآخر الجمالي المتمثل في تلك النقوش والرسومات.

وأضافت «عندما بلغت الواحدة والعشرين من عمري وأثناء ارتباطي بالدراسة الجامعية بدأت ألحظ ذلك أكثر، وبدأت تتكون عندي صورة أشمل من مجرد الجمال، فقر في ذهني أن التاريخ يمتد ليشمل واقعنا المعيشي، واقعنا الذي يعبر عن الحروب والمجازر والارادة المتعبة والأمان المضيع. ان هذه العاطفة شكلت حواسي، فأنا أقول مع الناظر وهو أحد أبطال رواياتي أنني مجرد ناظر يسمع دمدمة القذائف ، في مشهد ليس أكثر منه جنونا.

ثم انتقلت للحديث عن الكتابة قائلة «هل أردنا نحن الروائيون أن نكون نصا تاريخيا حافظا للذاكرة؟ فقد كنا نتواصل مع الأجيال السابقة، مع الروائيين العرب الذين كانوا يحاولون عن طريق الرواية طرح الأسئلة. ولكن في تصوري أنا شخصيا فإن الرواية تعيد تقسيم الجسم الاجتماعي وتحويل المجتمع الى حياة تحكى، متضمنة السيطرة أيضا على الحيز الاجتماعي كما يقول ادوارد سعيد. ذلك أن هذا التقسيم يختلف عند توفيق الحكيم ونجيب محفوظ عنه عند عبد الرحمن منيف، فهي عنده افساح للمنفى والصمت.

وأضافت «تستهويني فكرة العلاقة بين الهامش والملغي، وأتساءل ان كان هو مصدر حلمي لكتابة رواية، لماذا؟ لأننا تربينا في الهامش كمثقفين، تربينا في اختلاط الحابل بالنابل، اذ تبدو لي الطريق محفوفة بالشراك، وأستحضر حياتي كمشهد من مشاهد كرتون أطفال. ولكنني أعتقد أنني محظوظة بالكتابة، فأنا أكتب أدبا وأدرس أدبا، فان قراءة النصوص لحظة نادرة، وفي قراءة هذه النصوص من موقع نقدي أصيل يتبناه البعض، تحقيق لمنطق سليم على عكس أولئك الذين اختاروا العكس.

وختمت صاحبة رواية غرناطة محاضرتها بتساؤل حول اللغة، قائلة «انني أتشبث بالعربية تشبث الغريق، ويثير استغرابي منها استمراريتها وثراؤها وعاميتها المنبثقة منها، ولا أغالي اذا قلت أنها تمنحني قدرا من الأمان، تمنحني وطنا يمتد من القرآن الكريم الى نداء البائع المتجول. ذلك أن ثراء العربية يتسع لذلك التنوع الهائل للبشر، والكتابة تشتبك مع الحياة فتصطدم بها أو تلاعبها فكرا وتذكرا واستذكارا، والكتابة سحر عن بشر يتوزعون في كرة صغيرة سابحة في الفضاء





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً