من يرى أداء الظهراني في مجلس النواب يصل إلى قناعة تامة بأن الرجل لا يفكر أبدا في أي مستقبل انتخابي وخصوصا بعد ادائه في الجلسة الأخيرة.

فلا أعلم أين ناخبو الظهراني مما جرى في جلسة البرلمان؟

فهذه الجلسة لا تهم فئة من الناس... هي تهم كل الشارع - البحريني بمن فيهم القواعد الشعبية التي انتخبت الظهراني... لأن الملايين التي ذهبت مع الريح هي ملايين الناس بمن فيهم منتخبو الظهراني.

- من حضر الجلسة لا يحتاج إلى عمق ذكاء ليفسر مواقف الظهراني التي بدت تحت قبة البرلمان إذ كانت مؤلمة ومحزنة في الوقت ذاته.

1- رفض الظهراني أن يعطي عبدالهادي مرهون فرصة للكلام في بداية الجلسة.

2- اغلق الميكرفون عن جاسم الموالي ولم يتركه يكمل كلمته.

3- وبّخ عبدالله العالي وقطع عليه الميكرفون ولم يتركه يكمل مداخلته.

4- قاطع محمد خالد أكثر من مرة بيد أن خالد لعبها صح وقال كل ما في جعبته. لكن للأسف الشديد ردها عليه الظهراني في المونتاج، فقد قطعت أهم مقاطع مداخلة محمد خالد عندما عرض على القناة البحرينية. كذلك تم تقطيع مداخلات أكثر النواب، وهذا ما خفنا من وقوعه.

طبعا لا أنسى الأخذ والرد الذي حدث بين صلاح علي والظهراني... إذ حاول الظهراني ان يمنع صلاح علي من القاء مداخلته مدعيا انه تنازل عنها لصالح مرهون وهكذا هي العملية... اقول: أليس من حق الناس معرفة ما دار في الجلسة؟

طبعا المطرقة كانت ترن طيلة الجلسة وخصوصا اذا حاول نائب أن يدخل في صميم التجاوزات، لكن كل ذلك لم يمنع النواب - وهذا ما أفرحنا نحن المراقبين - من التماسك وطرح الموقف الواحد. وأعتقد انه يجب على النواب ان يقرأوا جيدا اللائحة الداخلية وان يكونوا حازمين مع الظهراني في الجلسات المقبلة، فكما ان الظهراني انتخبه ناخبوه فكذلك هم النواب.

فعلا كما قال عباس بوصفوان أصبحنا وكأننا نشهد مراقبا على تلاميذ في صف مدرسة... لذلك نقول: من حق الناس ان يروا الجلسات كاملة، فهذه أموال الناس ولا يحق لأي أحد أن يعرقل الجلسات أو يتعاطى مع النواب بمثل هذه الأساليب. فكما أن الظهراني منتخب كذلك هم النواب وهذا ما يجب ان يعرفه الظهراني، ويجب ان يعرف الظهراني جيدا ان النواب ذاتهم هم من أوصلوه الى كرسي الرئاسة، فلماذا يتعامل معهم بمثل هذا التعامل؟

اما عن بث الشريط في القناة الفضائية فقد حرصت على ان أشاهده على رغم انه بث في فترات متقطعة... وللأسف هذا ما لم اتوقعه.

فما جرى في الجلسة بث بأسلوب مقطع وخصوصا المداخلات القوية، إذ قطعت شر تقطيع. اما مداخلات الوزراء فقد بثت بكاملها من دون تقطيع وخصوصا مداخلة المطوع والعلوي؟ وهنا نسأل وزير الاعلام نبيل الحمر ورئيس مجلس النواب خليفة الظهراني: لماذا قمتم ببث مداخلة مجيد العلوي كاملة وقمتم بتقطيع مداخلة محمد خالد ومداخلات اخرى؟ الحمر يقول: انه من الداعمين للديمقراطية، فهل من الديمقراطية بث الجلسة بهذا الشكل المشوه؟ ولماذا يقبل النواب ان تبث مداخلاتهم مقطعة، معدومة المعالم فيبدون أمام الجمهور البحريني في موقف ضعيف هزيل؟ لذلك الناس تتكلم في استياء، قائلة: الغريب أن ما بث عبر القناة يختلف كثيرا عما كتب في الصحافة، فما هذا التناقض؟ ومن هو المسئول عن ذلك؟ لماذا لا يجيب الظهراني والحمر عن هذا الموضوع؟

أنا بوصفي مراقبا حضرت الجلسة، كانت المداخلات في غالبيتها ممتازة لكن ما تم عرضه في القناة مخجل مخجل، حقيقة يجب على الظهراني ان يراجع أداءه في البرلمان ومواقفه، لو لم يكن الا من أجل ناخبيه وأن يقلل من استخدام هذه المطرقة التي لم ترتفع ولا مرة واحدة عند مداخلة الوزراء، في الوقت الذي لعبت فيه دورا «رياديا» و«بطوليا» في إسكات هذا النائب وفي إخماد ذاك. كلنا نعلم جيدا مدى حساسية الدين الاسلامي تجاه أموال الناس إذ دعا المولى عز وجل إلى عدم المجاملة في ذلك وأمرنا الله كمتشرعة بأن نكون دقيقين في ذلك، في الدرهم البسيط فضلا عن ملايين الدنانير.

غدا يسألنا الله والشعب والأجيال عن كل درهم ذهب وسيسألوننا عن مواقفنا وخصوصا اذا جاملنا في الكارثة وفي حجمها وان غدا لناظره قريب.

أما عن التقاعد فسنستمر في كتابة سلسلة من المقالات عن عدة قضايا بعضها لم يتطرق اليه التقرير ونتمنى ان يرد المسئولون عليها