ينعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، هذا الحلم حلم الحالمين من عمالنا الذين وضعوا في ديسمبر/ كانون الأول 1938 البذرة الأولى لهذا الحلم التاريخي المجيد. فبعد 66 عاما يتحقق الحلم. فتحية اليهم الاحياء منهم والذين غادرونا الى الآخرة، فطوبى لهم وباقة من الرياحين والورود، نتمنى أن نذهب يوم الانعقاد الأول للمؤتمر التأسيسي للاتحاد لنضعها على قبورهم... واننا لنقف إكبارا وإجلالا لدورهم التاريخي الرائع لما قدموه من تضحيات يجهلها الكثير من الحاضرين في المؤتمر اذ كانت مطالبهم:

1- تشكيل مجلس تشريعي.

2- تنسيق وتصنيف قوانين البحرين.

3- تنفيذ اصلاحات في دائرة الشرطة.

4- اعطاء أبناء البحرين أفضلية في العمل في شركة النفط.

5- تحديد ساعات العمل ووضع قانون عام ينظم شئون العمل والعمال.

6- السماح بانشاء النقابات العمالية.

7- عزل مفتش التعليم، فائق أدهم.

8- عزل بعض قضاة المحكمة غير الكفوئين واحلال كفاءات محلية محلهم.

9- أن يكون المجلس التشريعي مؤلفا من فئات الشعب كافة.

وقد وزعت المنشورات خلال تلك الحركة، وكانت تلك المطالب حجر الزاوية للحركة المطلبية آنذاك.

فتحية لعمالنا الذين خاضوا الاضراب العمالي الشهير العام 1942 في معمل التكرير وعادوا مكررين المطالب التاريخية السابقة، ولا يزال أحدهم شاهدا على ما حصل في ذلك التاريخ (محمد صالح الدلال أبوشوقي، ونتمنى له الصحة والقوة ونحتفظ بما سجلناه له عن ذلك الاضراب).

ينعقد المؤتمر التأسيس لاتحاد نقابات عمال البحرين نبعث بتحية اكبار الى الذين كان لهم ابراز الأدوار في وضع مسودة قانون العمل البحريني في نوفمبر/ تشرين الثاني 1957 وقانون التعويضات، أولئك الذين وضعوا اللبنات الأولى للصرح العمالي الذي نراه اليوم، وبادروا بتشكيل اتحاد العمل البحراني. كانوا لا يحسنون الكلام الكثير ولا التنظيرات ولا الحذلقات ولا الصعود على الاكتاف ولا اللهاث الى المغانم ولا تسلق السلالم وهذه نعمة من الله، فقد كانوا يحسنون شيئا واحدا، كانوا يحسنون العمل. نعم يحسنون أخذ الخطوة الأولى بعزم الرجال الواثقين مما يريدون، فرسانا على سروج خيولهم التي تحمحم الى الأمام ولم يلتفتوا قط الى غبار المعارك التي يثيرها البعض هذه الأيام. كانوا يصنعون التاريخ من دون ضجيج على صفحات المجلات والصحف. تحية لكم يا أعضاء اتحاد العمل البحراني ,1955 وتحية الى هيئة الاتحاد الوطني ورجالاتها وللعم ابراهيم محمد حسن فخرو أطال الله عمره ومتعه بالصحة والثبات. تحية إلى عبد الرحمن الباكر وعبد العزيز الشملان وسيد علي كمال الدين وعبدعلي العليوات... ولكل الجنود المجهولين الحاضرين والغائبين الذين ساهموا في حركة هيئة الاتحاد الوطني.

ينعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين وصور شهداء انتفاضة الشعب الباسل حاضرة: عبدالله حسين نجم (بونوده) وعبدالله سعيد غانم وفيصل القصاب وعبدالله سرحان وعبدالنبي سرحان.

في العام 1965 كان الرصاص يلعلع في المحرق والمنامة ونويدرات وسترة، كان العمال هم من أوقد الشرارة الأولى في 9 مارس/ آذار 1965 وتلاهم الطلبة يوم الخميس 11 مارس 1965 وانضم شعب البحرين بأسره الى تلك الانتفاضة المجيدة.

تحية لمن ذاق مرارة السجون والابعاد والعسف لأنه ساند اخوته العمال في انتفاضتهم التي طالبت بوقف تسريح 400 عامل من شركة النفط (بابكو) العام 1965.

محطة أخرى

مرت 3 سنوات فقط لكي يرفع عمالنا في محطة توليد وتوزيع الكهرباء مطالبهم في ابريل/نيسان وسبتمبر/ايلول 1968 بتشكيل النقابات ومستعينين بالباب الثالث من قانون العمل وكانت مطالبهم تتلخص في:

1- حرية العمل النقابي.

2- توفير المواصلات.

3- تعديل الأجور.

4- العلاوة الزوجية.

وبعد الاستجابة لبعض المطالب، كان الجواب الأبرز هو انشاء مركز للشرطة في محطة التوليد بالجفير، وابعاد قادة الاضراب وتسريح ومضايقة الآخرين والمزيد من لوائح العقوبات ضد العمال.

لكن هذه المرة تقاربت المسافة لكي تتلاحق ضربات مطارق العمال، فكانت اضرابات عمال طيران الخليج 10 سبتمبر 1970 إذ كان لي الشرف وعدد من الاخوة المساهمة الفاعلة فيه، اذ كان وفد المفاوضات يتكون من (الشهيد محمد بونفور، عزيز جناحي، يوسف صباح البنعلي، حميد قائد، هيا السليطي، عقيل حسن، أحمد سند البنكي، حسين ميرزا علي وآخرين جنودا نعتز بهم)... وقد أفردت قائمة بكل أسماء الذين ساهموا في ذلك الاضراب التاريخي.

ثم في يونيو/ حزيران 1970 اضرب عمال دائرة الاشغال وعمال الصحة قسم الملاريا ثم عمال ألبا، فعمال شركة ديلونج ويمبي... وكانت المطالب تتلخص في:

1- السماح بتشكيل نقابات عمالية.

2- زيادة الأجور.

3- تعديل الزيادات السنوية لتتناسب وغلاء المعيشة.

4- تحديد أسعار المواد الاستهلاكية.

5- توفير المواصلات.

6- بحرنة الوظائف وفتح مراكز لتدريب العمال.

في ديسمبر 1970 بلغ السيل الزبى في مصنع المنيوم البحرين (البا) كان أكبر تجمع عمالي بدأ يتبلور... كانت مرحلة التشييد... وصبيحة أحد الايام تجمع 3000 عامل تقريبا وتوقفوا عن العمل مطالبين بالآتي:

1- حرية العمل النقابي.

2- الغاء الوسيط المقاول (مقاول الدفع).

3- توفير المواصلات.

4- توفير أدوات السلامة.

واستمر الاضراب 12 يوما... وكان الجواب تطويق دوريات الشغب المصنع... وأذن من طين واذن من عجين.

وكانت ارهاصات كل ما سبق منذ 1968 تجلّت في المشروع الذي استطاع ان يوحد عمال البحرين في مشروع اللجنة التأسيسية للاتحاد العام للعمال والموظفين واصحاب المهن الحرة. في البحرين استطاع عدد من العمال ان يدركوا ضالتهم المنشودة، وهي وحدة الحركة العمالية لكي تستطيع ان تنتصر، واذا ما بقيت مفتتة مجزأة (كما يحلو للبعض في هذه الايام) إذ سيخبرنا التاريخ من يقف مع العمال ومن يريد تمزيق العمال لحاجات في نفسه. لقد استطاعت اللجنة التأسيسية للاتحاد العام للعمال والموظفين واصحاب المهن الحرة في البحرين ان تجمع كلمة العمال... وتحقق لها ذلك.

بدأت الفكرة لدى ثلاثة/ كاتب هذه السطور والمهندس هشام الشهابي ويوسف صباح البنعلي، ثم جاء عباس عواجي وجليل الحوري وصالح محمد صالح وعقيل حسن ويوسف يتيم وعلي الشيراوي وحسن رضي وامين محمد علي وعلي ضيف وآخرون لا تسعفني الذاكرة بأسمائهم.

واستطاعت اللجنة التأسيسية ان توحد عمال البحرين وان تقود اضراباتهم بشكل سلمي وبجدارة فائقة، حار فيها الكثيرون.

وبعد انتظار دام سبعة اشهر من تقديم الطلب... ومن دون رد... وتركز الطلب في المطالبة بتنفيذ الباب الثالث من قانون العمل ,,1957. دعت اللجنة التأسيسية الى الاضراب العام في 11 مارس 1972 و12، 13 من الشهر نفسه واستطاع العمال ان يشلوا الحركة في البلاد... فبعثت الحكومة وزير الصحة آنذاك علي فخرو للتفاوض، ولم تكن مفاوضات بالمعنى المتعارف عليه، فلم يكتب محضر... على رغم ان وقائع الاجتماع مسجلة في الذاكرة، يعرفها من حضر اللقاء مع وزير الصحة... وكان نبيل الشيراوي هو الذي رتب اللقاء مع الوزير علي فخرو للخروج من المأزق الذي وصلت إليه البلاد نتيجة تجاهل الحكومة مطالب الحركة العمالية... إذ اكتشفنا ان هناك من يعطي بالنهار ما يأخذه بالليل