رحم الله قائد الثورة الفرنسية ميرابو فقد رد على تهديد نواب السلطة حين طالبوه بالاعتذار أو إلغاء مجلس النواب، بكل تحدِّ: «إننا هنا بإرادة الشعب ولن نبرح هذا المكان إلا على أسنة الرماح»، (وما أشبه الليلة بالبارحة) كما يقولون فهاهم بعض النواب في بلادنا يؤدون دور النواب الرسميين قبل عدة قرون، حين طالب عدد من أعضاء مجلس النواب النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون بالاعتذار بسبب حديثه الذي أدلى به إلى «الوسط» على أنه تحريض للمواطنين للقيام بمسيرات شعبية من أجل المطالبة بحقوقهم المشروعة. الأسئلة التي تطرح نفسها: أليس هذا النائب منتخبا من قبل الشعب؟ أليس دور النائب المنتخب هو الدفاع عن حقوق ناخبيه وكل المواطنين؟ هل قال لهم اذهبوا وحطموا ...؟ أليست المسيرات السلمية والاحتجاجات أصبحت حقا مشروعا للمواطن بحسب الدستور؟ إن هذا النائب حين يعجز عن تحقيق مطالب ناخبيه فدوره الحقيقي أن يكون أمينا معهم، ومن الأمانة أن يقول لهم: «ما دمنا عجزنا كنواب فليس أمامكم إلا أن تقوموا بمسيرات سلمية لتبدوا استياءكم للأفعال التي أوصلت البلد إلى هذا الخراب؟». إذا ما دور النائب المنتخب الذي رشحه الشعب؟ أليس من واجبه أن يبحث عن حلول للمشكلات التي أوصلت المواطن البحريني إلى هذا المستوى من الفقر؟ هؤلاء النواب الخمسة المحترمون الذين أرادوا من دون البقية أن يثبتوا ولاءهم للجهة التي عينتهم ويبرزوا عضلاتهم من دون بقية الزملاء، هل دورهم في هذا المجلس هو إثبات الولاء حتى لو جاء ذلك على حساب الشعب وخراب البلد؟ أم دورهم الوقوف مع المطالب المشروعة للمواطن؟ ولو كان ولاؤهم حقا للنظام لشكروا النائب لأنه دعا المواطنين إلى القيام بمسيرات سلمية حضارية بعيدا عن اللجوء إلى العنف؟ فلا خير في نواب لا يساعدون على تهدئة خواطر الناس والبحث عن حل لمشكلاتهم. وهم يدركون جيدا إلى أي مدى بلغ وضع المواطن البحريني من التردي خلال العقود الماضية، ولا أعتقد أن جلالة الملك تزعجه الدعوة إلى الإصلاح بقدر ما يزعجه الوقوف في وجه الإصلاح. إن الجهات التي تكره تصحيح المسار ليست جديرة بتقدم الصفوف