تعجبت كثيرا من تصريحات وزير الإعلام نبيل الحمر التي أطلقها يوم أمس وأطلق من خلالها أحكاما على بعض النواب... التصريحات في اعتقادي خلطت الأخضر باليابس، ولم تكن موفقة وهنا نطرح ما قاله الوزير مناقشين أطروحاته...

قال الوزير: «إن الوزارة اتخذت قرارا بإجراء نقل مباشر لجلسة مجلس النواب الاستثنائية - اليوم السبت - لبحث تقرير لجنة التحقيق في أوضاع صندوقي التقاعد والتأمينات إلا أن مجلس النواب قرر أن يقوم التلفزيون بتسجيل الجلسة على أن تقوم رئاسة المجلس بعملية المونتاج قبل العرض من دون أي تدخل من التلفزيون وسنلتزم بذلك».

عندما قرأت الخبر استلقيت على قفاي ضاحكا وقلت في نفسي: ما هذا الذي أقرأه؟ فهل بعد كل ما قيل من ضرورة بث الجلسة مباشرة يخرج علينا وزير الإعلام ليقول: البرلمان قرر أن يقوم التلفزيون بتسجيل الجلسة؟ من ذا الذي طلب ذلك والكثير من النواب طالبوا عبر الصحافة بأن تبث الجلسة مباشرة؟ إذا كان كلام الوزير دقيقا فمن حقنا نحن المواطنين أن نعرف مَنْ وراء هذا القرار. هل حقا وراءه البرلمان أم وزارة الإعلام؟ وإذا كان البرلمان وراء هذا القرار، فمَن مِن البرلمانيين طلب ذلك؟ هل هو رئيس البرلمان خليفة الظهراني؟ أم ان هناك نوابا طلبوا ذلك؟ وإذا كانوا نوابا فمن هؤلاء النواب؟ وما أسماؤهم؟ هل يعقل أن يطالب نواب بتسجيل الجلسة بدلا من بثها على الهواء مع علمهم بأن ذلك سيؤلب عليهم قواعدهم الانتخابية؟ إن تصريح الوزير نزل كالصاعقة على جميع البحرينيين... بالأمس كان الشعلة يقول في تصريحاته: من حق الناس أن يعلموا كل شيءٍ جرى في الهيئتين... واليوم يخرج علينا وزير الإعلام ليقول إن مجلس النواب قرر أن يقوم التلفزيون بتسجيل الجلسة؟ ثم ما دخل مجلس النواب بـ «المونتاج» فهل من شأنه أن يقوم بـ «مونتاج»؟ ولماذا المونتاج مادام كل شيء على ما يرام؟

الحمر يقول: «إن الحكومة سترد بشكل قانوني ومنطقي على تقرير اللجنة» إذن مادامت الحكومة سترد بشكل قانوني ومنطقي، فلماذا قرار عدم بث الجلسة على الهواء مباشرة؟ ولماذا سيتم البث فقط على المحطة الأرضية؟ وما الحاجة إلى أن تقوم رئاسة المجلس بعملية المونتاج قبل عرض الجلسة على الناس؟ إن ذلك يثير شكوكا ويكرس الإشكال؟

نحن نطالب الرئيس الظهراني والنواب بتوضيح ما جاء في لقاء وزير الإعلام، وعلى النواب أن يقولوا كلمتهم... لقد انتظرنا طيلة هذه المدة على أن يتم بث الجلسة مباشرة لا أن تدبلج؟ هذا الأمر غير مبرر.

لقد استشهد الوزير نبيل الحمر بالديمقراطية البحرينية، وقال: «علينا العمل على إنجاح هذه التجربة واننا فخورون بالحرية والديمقراطية التي نعيشها» وهذا كلام جميل ولكن الف باء الديمقراطية أن يتم بث الجلسة مباشرة وعلى الهواء ومن دون أي دبلاج. فلماذا لم يقم الوزير بذلك؟ جلالة الملك -حفظه الله - دائما ما يركز على أهمية محاربة أية تجاوزات ويدعو إلى ترسيخ الحرية وإلى نقاش قضايا الناس المهمة عبر الأطر القانونية وهذا ما يجب أن ترسخه وزارات الدولة عمليا.

أعتقد أن الوزير بهذا التصريح أثار شكوكا على الشكوك الموجودة، كنا نحن في غنى عنها. كان بالإمكان بث الجلسة مباشرة لقطع الطريق على أي تشكيك.

جاءني رد بالأمس من هيئة التقاعد - بعد صمت طال أمده - ولكن للأسف كان الرد إنشائيا ضعيفا اختلطت على كاتبه الكثير من الأمور نعرضه اليوم لنبدأ غدا حوارنا الديمقراطي مع هيئة التقاعد لنناقشها ونناقش الوزير عبدالله سيف