إليكم هذا البيان من حماس: «لقد استشهد خالد الدراوشه في عملية فدائية جريئة استهدفت محطة الباصات وقتل خلالها خمسة إسرائيليين وجرح عشرون آخرون، والشهيد من مخيم جنين عنوانه الشارع رقم 220 مجمع 302 ورقم منزله 701 وهو من فصائل عزالدين القسام، والده يعمل في الدكان الواقع في ناصية الحارة رقم 5، أما أخوه المتزوج فيسكن في غزة، في شارع البهلوان رقم منزله 27، أما أخوه الأكبر فيعمل في الأردن في عمّان ويسكن في الطابق الرابع - الشقة 25 شارع فارس بني حمدان.

وإذا كنتم بحاجة إلى مزيد من التفاصيل فعليكم الاتصال بقسم العلاقات العامة بالسيد حسن الطبلاوي على التلفون 945689 وذلك لتزويدكم بتفاصيل أوسع عن كل عائلته وأسرته».

هذا ما يحدث عادة مع استشهاد أي فلسطيني إذ نجد أنه بكل بساطة ومن دون أية مشقة يتوجه الجنود الإسرائيليون إلى المنزل ومعهم جرافات وبلدوزرات إذ يتم نسفه وربما المنازل المجاورة له أيضا.

طبعا لا أحد يعرف الحكمة من هذا العمل الذي لا يقبله العقل إذ يفرض هذا السؤال نفسه على الإنسان، لماذا تقدم هذه التفاصيل بالمجان للعدو الإسرائيلي؟ ما الحكمة من ذلك؟ لماذا إعطاء كل هذه التفاصيل عن الشهيد بينما لا يمكن التعرف على ملامحه لو فكر الإسرائيليون التعرف عليه، فالمفروض ألا يحمل هوية عند توجهه للعمل الاستشهادي. فلماذا تقوم الفصائل الفلسطينية التي ينتمي إليها بكشف تلك التفاصيل وهم يعرفون نتائج ذلك مقدما.

يقول البعض في تفسير ذلك إن كل منظمة تتباهى أو تتفاخر بأن أحد المنتمين لها قام بهذا العمل، وإن كان صحيحا فهل يجوز ذلك؟ هل يجوز أن يتم نسف بيت أسرته وأهله وربما بمن فيه من أجل سباق التباهي؟

أنا كلما فكرت في الأمر لأجد مخرجا حقيقيا لهذا الإعلان الذي لا مبرر له والذي أصبح هدية للعدو لكي يقوم بنسف بيت ذوي الشهيد، لا أصل إلى نتيجة مقنعة. لماذا تفعل هذه الفصائل بالكشف عن هوية الشهيد مادام قد نذر نفسه فداء للوطن؟ فماذا يفيده كشف كل هويته وأوراقه بعد استشهاده؟ أرشدوني للحكمة كي يرتاح بالي وأخرج من دائرة الحيرة والقلق يرحمكم الله