أصبحت (آفة التجنيس) مرضا (بغيضا) يستشري في جسد الرياضة البحرينية عموما. هذه الآفة وصلت (بلاويها) الى مختلف الرياضات، ولا نعلم إلى متى ستستمر هذه السياسة في بلادنا (أقصد هذه الحلقة التي بدأت من دون نهاية لها!) إذ أضرارها - أي سياسة التجنيس - باتت مؤثرة على الكثير من الأمور.. وهنا أسأل: أين نتائجهم وماذا حقق لنا اؤلائك المجنسون؟ وسؤال ثان: ماذا استفدنا من لاعبة التنس المجنسة ليندا أبومشرف؟ فمازالت الجهة المعنية تتكفل بها (لاحظوا كلمة التكفل) والتي تصل كلفتها السنوية إلى أكثر من 50 ألف دولار أميركي! (لاحظوا الكلفة ايضا) ومنذ أن تم تجنيسها ماذا أحرزت للبحرين؟ وما هي البطولة التي جلبتها لنا في التنس؟ في المقابل يدير (مسئولونا الرياضيون) ومازالوا وجوههم او ظهورهم الى الخلف ظنا منهم أن سياستهم هذه هي الصح وان البحرين لا تمتلك المواهب (ألا توجد في البحرين مواهب وخامات حتى يعتمدون على المجنسين!) وأين هي الآن - أي مشرف - وما هو برنامجها وما هي مشاركاتها المقبلة؟ أسئلة من حقنا أن نعرف اجابتها بشكل واضح كما ان الشارع الرياضي الذي يجب أن تتضح له كل هذه الأمور، أليس من حق أبناء البلد أن يتمتعوا بهذه المبالغ التي تصرف على لاعبة واحدة ليست موجودة في البلاد أصلا؟ وكم لاعب تنس سيستفيد من هذا المبلغ أثناء إقامة معسكرات أو مشاركات خارجية في بطولات مختلفة!
عجب لأمر ظهور لاعبات تنس في البحرين وكأننا نلمس خلق معجزة لتظهر لاعبة او لاعبتين او ثلاث.. ألا توجد لدينا فتيات في البحرين؟ ألا نستطيع ان ندربهن سنوات معدودة ليظهرن ابطالا وحتى لو لم يحققن اي بطولة فإننا قابلون بمشاركاتهن لأنهن بحرينيات ولكن بعد المحاولات والعمل على تدريبهن ستأتي البطولات تباعا وهذا امر لا نشك فيه.
والأمر لا يقتصر على أبومشرف وحدها، فهناك السباحة المجنسة الأخرى سميرة البيطار وهي الاخرى أمرها غامض، ففي مشاركاتها السابقة لا نحصل منها إلا على كسر أرقامها الشخصية! ففي أولمبياد بكين في شهر أغسطس/ آب العام الماضي كانت أولى الخارجات البيطار ولكن بعد أن كسرت رقمها الشخصي! إذ من الواضح أن مشاركتها كانت لكسر أرقامها الشخصية! والسؤال نفسه: ألا يوجد سباحون أو سباحات في البحرين؟ لماذا لا ندربهن / ندربهم وننتظر سنوات لتكون النتائج الايجابية سباقة؟
وماذا بعد هؤلاء.. إلى أين نسير في هذا الطريق وماذا استفدنا منهم! فها هم لاعبو ألعاب القوى وآخرهم كان الكيني المجنس يوسف سعد كامل. هذا المجنس منذ فترة طويلة يهدد اتحاد ألعاب القوى بالتخلي عن الجنسية البحرينية! وكأنه لا يعلم ان هذه اللعبة اسهل الالعاب لصنع البطل بمجرد الاهتمام بالناشئة البحرينية وللأسف الشديد أن جنسيتنا وصلت لهذه الدرجة ولكن اللوم لا يقع عليه بل على من جلبه وأكرمه ومنحه الجنسية، لأنه لا هو يستحق ولا مرؤوسوه، ولا أنسى من قبله الذي قام بالمشاركة في ماراثون الصهاينة بطبريا المدعو مشير سالم (لا نعلم ما اسمه الحقيقي) وفضح مملكتنا في تلك المشاركة وكان يوما اسود، وحتى الموجودين الآن أين هم، ولا واحد منهم في البحرين، وقد يكونون في برامج تدريبية لكن حتى أوقات فراغهم لا يعرفون البحرين ولا أهلها!
أذكر القارئ العزيز بالميدالية الذهبية الأولى في تاريخ البحرين في الأولمبياد (اولمبياد بكين) التي أحرزها العداء المغربي رشيد رمزي.. كم كان الموقف جميلا عندما ذهب بها إلى بلاده المغرب اولا بعدها جاء بها للبحرين! هذا الموقف ألا يخجل منه من جلب المغربي.. ليفسر هذا الموقف: كيف ذهب الى مسقط رأسه؟ والجواب اسهل: لأن فاقد الشيء لا يعطيه فقد حن الى اصله ونسله وذهب الى بلاده الاصل وهو حق مشروع لكل من ينتمي الى بلده وهي لا شك بلده المغرب الشقيق. وحتى على مستوى كرة القدم وما قاله جيسي جون والذي ينكره الآن بعد أن انقلبت عليه الأمور، وللأسف أن نرى من يقف معه ويدافع عنه!
أبعدَ هذا كله.. وهذه العجالة السريعة من أمثلة حية ومباشرة، ما رأي المسئولين الرياضيين المعنيين بالأمر..ألا يعرفون أن البحرين تزخر بالمواهب والخامات الصغيرة في جميع قرى البحرين من دون استثناء.. كما انهم موجودن في جميع مدارسنا، ولو أنهم فقط زاروا مثل هذه الأماكن والمدارس لتأكدوا بأعينهم.. دربوا أبناء الوطن فهم الثروة الحقيقية، أليس ذلك حقيقة يعرفها الجميع!
هناك عرف اجتماعي معروف في كل انحاء العالم (أبناء البلد هم أحق من غيرهم). بل هم الغيورون على ترابه في أي مجال.. أم ان هناك عرفا آخر لا يعرفه الا (.....)؟
إقرأ أيضا لـ "اسامة الليث"العدد 2346 - الجمعة 06 فبراير 2009م الموافق 10 صفر 1430هـ