خطب الجمعة لعلماء البحرين تعتبر منابر مهمة في الحراك الاجتماعي - السياسي، ولو قرأنا بتمعن، مثلا، خطبتي كلٍ من الشيخ صلاح الجودر والشيخ عيسى قاسم فبإمكاننا أن نرى توجهات مسئولة ومخلصة لترشيد الساحة البحرينية.
الجودر تحدث عن «سنوات الميثاق»، وبعد أسبوع ستحل الذكرى الثامنة للميثاق، مشيرا إلى أن «سنوات الميثاق لا تعني الكمال في العمل، فهناك الكثير من الملفات التي تحتاج منا إلى معالجات...»، و«إن من نعم الله علينا في هذا الوطن الأمن والاستقرار، والوحدة والتسامح والتعايش، وهذه الأيام تعيشون ذكرى عزيزة على قلوبكم جميعا، ومحطة مهمة من محطات هذا الوطن، ذكرى ومحطة شاركتم فيها جميعا حينما توافقتم عليها بنسبة 98.4 في المئة، إنها ذكرى ميثاق العمل الوطني». وتحدث عن ترسيخ «مفاهيم الحوار والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان»، إضافة إلى انطلاق المؤسسات المدنية، المجلس الوطني، المجالس البلدية،النقابات، أجواء الحرية في الصحافة والمنتديات... معتبرا أنه «يكفينا فخرا أن يكون الميثاق سببا لإعادة الثقة بين أبناء الوطن الواحد، سنة وشيعة، من هنا فإننا ندعو لتجديد هذه المرحلة الهامة من تاريخ أمتنا بالدعوى لعلاج القضايا من خلال الحوار والمصارحة والمكاشفة».
الروح الإسلامية - الوطنية المخلصة ذاتهاتجدها في خطبة الشيخ عيسى قاسم الذي قال بأن الوطن يحتاج إلى «حوار هادف يأخذ بالجميع إلى التوافق والتهدئة»، و مؤكدا «أن الجميع من أبناء الشعب والحكومة رابح في الوضع الآمن، وأن الجميع خاسر من الوضع الأمني المضطرب».
البحرين تستعد إلى إحياء ذكرى مرور ثمان سنوات على التصويت على الميثاق الوطني، ولنستذكر أن البحرين بعد التصويت على الميثاق كانت قد ودعت عصر اتسم بالقبضة الأمنية وأن تلك القبضة الأمنية أدت إلى اهتزاز سمعة البحرين، كما أدت إلى أن تربح دول مجاورة استطاعت أن تستقطب نشاطات اقتصادية كانت البحرين خيارها الأول لولا ماحدث حينها من توتير أمني.
العالم أجمع، ونحن جزء من هذا العالم، يمر حاليا بأزمة اقتصادية، والأنظار تتوجه مرة أخرى للبحرين لأن لديها بيئة جاذبة في هذه الأوقات الصعبة... ولكن هذه الجاذبية لن تستمر اذا كانت الأجواء متوترة أمنيا.
إن لدينا من المؤثرين في المجتمع من يتحدث بلغة الحوار والتهدئة وحلحلة ملفات كانت ضمن الوعود والتوقعات التي انطلقت بعد التصويت على الميثاق، وأملنا في أن تجد هذه الدعوات من يستمع إليها ويأخذ منها مايخدم الدولة والمجتمع، ويستفيد منها لدفع الضرر وإعادة أجواء الثقة والفرح التي عمت البحرين قبل ثمان سنوات.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2346 - الجمعة 06 فبراير 2009م الموافق 10 صفر 1430هـ