العدد 487 - الإثنين 05 يناير 2004م الموافق 12 ذي القعدة 1424هـ

انفتاح البحرين وقطر يخدم الشعبين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

القمة البحرينية القطرية في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي فتحت آفاقا مستقبلية بين البلدين الشقيقين. فالبلدان سينتفعان كثيرا من ربط الحدود بينهما عبر جسر البحرين - قطر وعبر الربط الكهربائي والربط الاستراتيجي في المؤسسات الاستثمارية الكبرى. والبحرين بامكانها ان تصبح بوابة قطر إلى منافد خليجية كثيرة لاسيما المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.

البحرينيون في قطر يقدر عددهم حاليا بسبعة آلاف شخص، والقطريون في البحرين يقدر عددهم بمئة شخص، وهذه الحركة بالإمكان ان تزداد لصالح اقتصاد البلدين. فقطر هي واحدة من أكبر مصادر الغاز الطبيعي في العالم، وحقولها ومصانع تسييل الغاز ومخازن الغاز ونقله عبر الانابيب كلها تحتاج إلى أيد عاملة ماهرة.

والبحرينيون بإمكانهم السفر إلى قطر عبر الجسر الجديد عندما يتم تشييده - في الصباح والعودة في المساء من دون ان يشكل وجودهم للعمل في قطر أي عبء. والبحرينيون سيصرفون ما يحصلون عليه في البحرين وقطر بدلا من الوضع الحالي، إذ يقوم العمال الوافدون باخراج الاموال التي يحصلون عليها إلى خارج البحرين وقطر.

القطريون سيجدون أن باستطاعتهم بيع السمك (ولديهم اساطيل كبيرة لصيد الاسماك) في البحرين لأن سعر السمك في البحرين أغلى منه في قطر. كما سيجد أصحاب السمك فرصة لتصدير السمك إلى السعودية بطريقة سهلة تستخدم الجسرين بين البلدان الثلاثة. القطريون بإمكانهم المجيء إلى البحرين للاستفادة من الخبرات العالية في المجال المصرفي وفي التدريب وفي كثير من الأنشطة التي تتميز بها البحرين، ولايحتاجون إلى البقاء حتى اليوم الثاني، إذ بإمكانهم العودة مساء، ثم إكمال العمل في اليوم التالي عبر استخدام الجسر.

فلنتصور ان التكامل الاقتصادي يصبح تماما كما كان في مطلع الخمسينات في أوروبا بين ثلاث دول صغيرة ومتوسطة وهي لوكسمبورغ وبلجيكا وهولندا، فان النتيجة هي توسع ذلك التكامل ليطال كل دول الخليج، كما حدث عندما توسع التكامل بين الدول الأوروبية الثلاث وتأسس على أساس ذلك التكامل مشروع السوق الاوروبية المشتركة التي تطورت إلى مستوى تشكيل «الاتحاد الأوروبي» لاحقا.

بانفتاح قطر على البحرين، يمكن للأولى الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة التي يتوقع ان تبدأ بين البحرين والولايات المتحدة في منتصف العام 2004، والسوق الأميركية هي أكبر سوق في العالم. والقطريون باستطاعتهم دخول السوق الأميركية عبر اتفاقية التجارة الحرة، وربما الاستفادة من تجربة البحرين لاحقا لعقد اتفاقية مماثلة مع اميركا. وهذا سيساعد على ربط المنطقة أكثر، خصوصا عندما يتعزر التكامل لاحقا ليستفيد من الأسواق الكبرى في ايران والعراق.

المستفيد الأكبر من الانفتاح القطري البحريني هما الشعبان القطري والبحريني وهما القيادتان القطرية والبحرينية، وهو ما نأمل ان يستمر العمل على تطويره لكي تترابط المصالح ويتعزز الاستقرار وتتحقق التنمية المستدامة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 487 - الإثنين 05 يناير 2004م الموافق 12 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً