استوقفني خلال الأسبوع الماضي خبران في ساحتنا الرياضية، أولهما تكليف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بمهمات النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والثاني رد وكيل وزارة التربية والتعليم عبدالله المطوع على مقترح في مجلس النواب بتحويل ملعب الكرة بنادي النجمة الجديد إلى استاد رياضي وذلك بالرفض بداعي عدم الحاجة إلى الاستاد وكلفته المالية!
وبالنسبة إلى الخبر الأول فإن هناك سؤالا مهما يفرض نفسه: هل حان الأوان إلى تحريك المياه الراكدة منذ سنوات طويلة وإعادة الروح إلى جسد المجلس الأعلى للشباب والرياضة بعدما ظل بعيدا عن الصورة لدرجة أنه تحول إلى «مجلس شرفي» ليس إلاّ، دون قيامه بالدور المطلوب كأعلى سلطة رياضية وشبابية في المملكة؟!
لاشك في أن تلك رغبة جادة تسود الشارع الرياضي البحريني؛ لأن النهوض بوضعنا الرياضي الصعب وتطويره بات يحتاج إلى تدخل قوي من السلطات العليا في الدولة والتي أثبتت الشواهد أن أي مستجدات وتغييرات في وضعنا الرياضي لا تحدث إلاّ عندما تأتي التوجيهات والدعم من السلطات العليا مثل حلبة البحرين للسيارات ومدينة عيسى الرياضية «تحت الإنشاء» ومدينة خليفة الرياضية وكذلك مشروع الدمج في العام 2000 الذي لولا إقرار المجلس الأعلى لمشروع الدمج لما تحرك خطوة واحدة ولم يبن ناد نموذجي حتى اليوم على رغم المآخذ على المشروع والأخطاء التي لازمته.
إن تكليف الشيخ ناصر القادم إلى مجال العمل الرياضي بطموح وحماس الشباب يرسم مؤشرات إيجابية وخصوصا أن المعطيات تشير إلى أن هذا التكليف يمهد لتولي سموه رئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة مستقبلا أو القيام بمهمات الرئاسة الفعلية في الوقت الحاضر في ظل الارتباطات والمسئوليات المختلفة المناطة برئيس المجلس سمو ولي العهد، وذلك يرسم مؤشرات بضرورة إحداث تغييرات في جسد المجلس وآليات عمله وتشكيله ويكون قادرا على تنفيذ الخطط والمقترحات الناهضة بالواقع الرياضي البحريني وترجمتها فعليا على أرض الواقع، ويلعب في الوقت نفسه دورا إشرافيا على عمل المؤسسات الرياضية الرسمية مثل المؤسسة العامة للشباب والرياضة ويواكب المتغيرات على الساحة الرياضية الإقليمية والدولية والتي دخلت عالم الاحتراف والتسويق والاستثمار وهو ما تفتقده رياضتنا التي مازالت تسير بعجلات وآليات الزمن القديم!
أما الخبر الآخر فهو متعلق بنسبة كبيرة بالخبر الأول، إذ كيف تتحول وزارة التربية والتعليم مسئولة عن تمثيل الجهة الرسمية «المؤسسة العامة للشباب والرياضة» أمام الحكومة أو السلطة التشريعية مثلما حدث في مجلس النواب عندما رد وكيل التربية المطوع على مقترح تحويل إنشاء ملعب النجمة الجديد إلى استاد رياضي بالرفض بسبب عدم الحاجة والكلفة المالية.
ما علاقة وزارة التربية بالرياضة والشباب وكل له تخصصه وسياساته ومسئولياته التي يستشعرها كل طرف، فالحاجة إلى المنشآت الرياضية الجيدة مطلب ملح ومعروف لدى كل بحريني ونفتقره في جميع المحافظات ويقر به كل مسئول رياضي لكن أن يأتي الرد المذكور فذلك قمة التناقض وقلب للحقائق، والمفترض أن يكون الرد من مسئول بالمؤسسة العامة للشباب ليتم مبادلته الحجة والأسباب وليس مجرد وكيل التربية الذي يبدو أنه «ظلم» وقدم إجابة وردا معلبا على مقترح النواب!
إنه إذا كان هناك توجه لإعادة النظر في آليات ونظام المجلس الأعلى للشباب والرياضة فإنه يتوجب أن تلازمه تغييرات أخرى منها تحويل المؤسسة العامة إلى وزارة للشباب والرياضة تكون لها صلاحيات وقوانين خاصة وموازنات مثلما يحدث في الكثير من الدول وهو أحد مطالب الشارع الرياضي منذ سنوات طويلة لأنها الواضح بأنها تقوم حاليا بتنفيذ وإدارة الحركة الرياضية والشبابية وتنفيذ سياسات الدولة في هذا المجال، وبالتالي من المضحك أن تظل المؤسسة تحت مظلة وزارة التربية التي يكفيها مسئولياتها و»بلاويها»
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2704 - السبت 30 يناير 2010م الموافق 15 صفر 1431هـ