كشفت وزارة الثقافة والإعلام أن البحرين تخطط لاستضافة أكبر مؤتمر إقليمي لشركات السفن السياحية في مايو/ أيار المقبل، وأن أكبر الشركات في هذا المجال مع رؤساء مجالس إدارتها سيتوافدون على البحرين، وهذا المؤتمر سيكون منطلقا جيدا لتحويل البحرين قبلة للسفن السياحية، وأن الشركات التي تجتذب السائحين تضع في خططها أن يتوافد هؤلاء السائحون أولا إلى البحرين ومن ثم ينطلقون من البحرين إلى الدول المجاورة، ويعودون إليها من جديد، وهذا يعني أن إشغال المطار والميناء سيزداد مع تحول البحرين إلى ميناء «رسو».

إن هذا يأتي ضمن المشاريع السياحية التي تطرحها وتسعى إلى تحقيقها الجهات المعنية في الدولة لكن تحقيق صورة البحرين السياحية يحتاج إلى عناصر متكاملة لشكل وصورة البحرين التي هي عبارة عن أرخبيل جزر مكون من ثلاث وثلاثين جزيرة، يقطن منها السكان أربع جزر طبيعية والخامسة اصطناعية.

إن البحث عن وسائل الجذب لهذه السفن السياحية الضخمة يحتاج إلى تنفيذ سياسات جديدة تضمن الاستفادة من جزرنا المتناثرة هنا وهناك بل وجعلها مواقع استجمام وسياحة رائعة ليس كنموذج « جزر حوار» المتواضع- بكل تقدير- ولكن الاستفادة مثلا من تجربة خليجية قريبة كجزيرة «بني ياس» الصحراوية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي كانت في يوم ما محمية طبيعية خاصة للمغفور له الشيخ زايد آل نهيان وأصبحت اليوم مفتوحة للسواح والمواطنين، تحتضن واحدة من أرقى المنتجعات العالمية الـ «خمس نجوم».

لذا فاستقبال الوفود السياحية القادمة من أقصى الشرق والغرب إلى جزيرتنا يحتاج أيضا إلى فتح السواحل والشواطئ المغلقة وتحسين الخدمات العامة، فلا يعقل أن نرسل هذه الوفود إلى مواقع تحت الإنشاء تحمل روائح نتنة - بالقرب من مجمع المرفأ المالي مثلا - ونقول لهم «هذا هو بحرنا وبحر الناس»، وهو أمر مخجل للغاية.

بداية علينا أن نوجد سواحل مفتوحة للعامة في العاصمة أو قريبة منها، نوفر فيها جميع المرافق ونضع لها القوانين التي تساهم في نظافتها والحفاظ عليها حتى نستطيع ان نؤمن جوا ممتعا للسياحة والتمتع ببحر البحرين، لأن هذا هو أول سؤال سيسأله السائح القادم على هذه البواخر أو غيرها... فلا يعقل أننا نعيش في جزيرة ونستقبل وفودا سياحية ولا نملك ساحلا واحدا مفتوحا لهم كما هو مفتوح للعامة