العدد 2704 - السبت 30 يناير 2010م الموافق 15 صفر 1431هـ

اقتصاد المعرفة العربي!

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

استضافت مصر الأسبوع الماضي «فعاليات السوق الأول الأورومتوسطي للابتكارات» وذلك في إطار «الاتحاد من أجل المتوسط» - الذي تتولى مصر وفرنسا رئاسته المشتركة حتى يوليو/ تموز ‏2010‏...- وقال بيان رسمي «إن 18 دولة عربية وأوروبية شاركت في فعاليات سوق الابتكار الأورومتوسطية لمدة 3 أيام، في العاصمة المصرية (القاهرة)». ومول الاتحاد الأوروبي هذه الفعالية التي تضمنت معرضا ومنتدى للعلوم والابتكار تهدف إلى بناء روابط بين المجتمع العلمي والصناعي في دول حوض المتوسط ودول الاتحاد الأوروبي، وخلق فرص وفتح قنوات تعاون فيما بينهم، وكذلك نشر وتعزيز ثقافة الابتكار وزيادة الوعي بأهمية العلوم لإرساء مجتمع المعرفة.

وقال البيان الرسمي عن الفعالية «إن من الضروري ربط الابتكار بالصناعة، لجذب استثمارات وخلق فرص عمل». مشددا على أن «من يمتلك الملكية الفكرية أصبح يمتلك معدلات نمو اقتصادي مرتفعة... وأنه من الضروري نشر ثقافة الابتكار والبحث العلمي بين الشباب، الذين يمثلون 50 في المئة من تعداد السكان العرب؛ لبناء مجتمع المعرفة، الذي أصبح سائدا الآن» و«أن هذا يتطلب الربط بين المؤسسات الأكاديمية والصناعة العربية، مع الارتقاء بالتعليم الابتكاري البعيد عن التحفيظ».

وكل هذا الكلام جميل، وأي مبادرة لتشجيع العرب على الدخول في اقتصاد المعرفة يعتبر أمرا حميدا وينبغى التشجيع عليه ونشره، ولكن في محصلة كل هذه النشاطات فإننا نأمل أن نسمع عن ابتكارات عربية تنتشر في كل أنحاء العالم... فنحن مازلنا مستهلكين لابتكارات الآخرين، وليست لدينا ماركات أو ابتكارات تنطلق من بلداننا إلى مختلف أنحاء العالم. ومع الأسف فإن الإبداعات العربية – الإسلامية التي برزت على السطح عالميا في العقود الماضية تتعلق بابتكار وسائل لتدمير برجي نيويورك، أو ابتكار طريقة جديدة لقتل أناس في طائرة تحلق جوا، أو كيفية تفجير شخص لنفسه في مكان مزدحم، أو كيفية الالتفاف على القيم والنظم الديمقراطية مع الإبقاء على أقسى أنواع الديكتاتوريات التي تتلبس بشكليات تتحدث عن برلمانات أو انتخابات، أو كيف نثبت أن كل واحد منا – هو مع قبيلته أو طائفته - يمثل الصح، والآخرون على خطأ، أو كيف نحول الثروات العامة إلى ملك خاص في وضح النهار، أو كيف نفسح المجال للمتملقين والفاشلين في تسلم المسئوليات العامة بهدف إذلال الناس الشرفاء، أو كيف نمنع انتشار الكتاب والإنترنت، إلخ.

إننا بحاجة إلى سوق ابتكار حقيقية مدعومة باستثمارات جريئة «في العقول والثروات البشرية لدعم البحث العلمي والابتكار التكنولوجي وبناء مجتمع واقتصاد المعرفة»، وهذا يعني أن سادة السوق يجب أن يكونوا أصحاب الإبداعات والابتكارات، وليسوا أصحاب العقارات الذين تملكوها «مجانا» وثم تاجروا بها وربحوا منها ما لا يحلم به أي مبتكر في العالم... إننا بحاجة إلى عقلية أخرى لإنتاج اقتصاد معرفة في منطقتنا

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2704 - السبت 30 يناير 2010م الموافق 15 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:05 م

      فلنبدأ باصلاح التعليم ........اليس كذلك ؟؟؟؟؟؟

      اصلاح التعليم اولا و قبل كل شئ والاصلاح يجب أن يبدأ بقييم القيادات العليا المشرفة والمخططة للتعليم ومؤشرات الاداء خير شاهد لكن مع الاسف لازلنا نضع اللوم على المعلم وننسى المشرفين عليه المباشرين وغير المباشرين وكما المثل0( اذا صلح الرأس صلح الجسد) فلنبدأ بالقيادات التعليمية العليا في الوزارة ...لماذا لا نعترف حتى نصلح الحال والاسنبقى اخر الركب ولننظر حولنا الى جيراننا ..

    • زائر 8 | 12:50 م

      ابداع العرب في التقهقر الى الوراء

      صدقت في كل كلمة كتبتهاو التي تدل على حال العرب المتردي ( فإن الإبداعات العربية – الإسلامية التي برزت على السطح عالميا في العقود الماضية تتعلق بابتكار وسائل لتدمير برجي نيويورك، أو ابتكار طريقة جديدة لقتل أناس في طائرة تحلق جوا، أو كيفية تفجير شخص لنفسه في مكان مزدحم) وأقرب مثل هو تبادل السب والشتائم بين المعلقين في جريدتكم بدل من اثراء الموضوع وكتابة شيء مفيد. ام محمود

    • زائر 7 | 9:55 ص

      الى جحا العربي

      انت تقول بأن صحيفتك المفضلة تحوي من الكتاب من الطائفتين وان الوسط ليس بها سني واحد ذكرت لك ان مريم الشروقي وسلمان ناصر وشيخ العودة وهبة رؤف عزت وغيرهم هل هم من الشيعة ؟؟ قبل ان ترمي الصحيفة بانها تمارس حجب الراي فلتسأل ارباب صحيفتك عن سبب حجب التعليق الآخر وتغيبه تماما فلتنظر الى الصفحات الداخلية ولتقرأ ردوود بو عبدالعزيز وسوري من بني امية وغيرهم ولتعرف ان سقف الوسط يعرض الراي الآخر من غير خوف ولا يحجب الحقائق كما تفعل صحيفتك التي لا تجد غيرك يعلق فيها ..

    • زائر 6 | 9:48 ص

      الى جحا العربي

      ها !! انت هنا اذن ؟عموما الصحيفة معروف عنها انها تنشر جميع التعليقات وهنالك معلقون دائمون من اضرابك ينشر لهم ما يقال حرفيا وها انت عرفت ان تعليقك نشر بالامس اسوة بجميع التعليقات فلا تتسرع مجددا !اما عن صحيفتك (الوطنية ) مها ها ها هاي ضحكتني يا جحا هل تعلم اكثر من ستين تعليقا لي لم يرى النور منهم تعليق واحد وكلها دحض الحجة بالحجة ومنها رد على بعض افتراءاتك بخصوص تكفير السيستاني للسنة واباحة دمائهم طالبتك بدليل من موقع السيستاني أو كتبه ومرة اخرى بخصوص كون الوسط ليس فيها سني واحد ...

    • زائر 5 | 9:41 ص

      الكلام وين والتعليقات وين

      وهذا يعني أن سادة السوق يجب أن يكونوا أصحاب الإبداعات والابتكارات، وليسوا أصحاب العقارات الذين تملكوها «مجانا» وثم تاجروا بها وربحوا منها ما لا يحلم به أي مبتكر في العالم... إننا بحاجة إلى عقلية أخرى لإنتاج اقتصاد معرفة في منطقتنا

    • زائر 4 | 9:32 ص

      نعرفكم جيدا

      هناك كتب كثيره تتداول فى البحرين وتتكلم عن شريحه كبيره فى المجتمع وهم الشيعه الاثنى عشر والسلفيين ومؤلفوا الكتاب السلفيين يبالغو فى الكذب والدجل على الشيعه فلجاهل هو اللذي
      يطعن فى مذهب بدل ان بناقش ف الاختلافات

    • زائر 3 | 8:08 ص

      بس تعليك نشر امس

      http://www.alwasatnews.com/2703/news/read/364780/1.html

    • زائر 2 | 7:24 ص

      يتبع نقل تعليق جحا العربي

      .. وعندما رددنا عليه بما ينبغي حجب التعليق والرد ممارسا بذلك الحرية على طريقته والديمقراطية بحسب تفصيله .. وفرق كبير يا اخي بين الثرى والثريا .. وفرق كبير بين صحيفة تكتب للوطن واخرى تكتب للطائفة ..طبعا هذا ليس للنشر وانما لاحاطة الدكتور ببعض من نماذج المعلقيين هم بعثيين كهذا المسمى حجا العربي

    • زائر 1 | 7:22 ص

      اعرف خصومك يا دكتور منصور--نقلا من الوطن حجا العربي يعلق على مقال بن خليل

      الاخ يوسف .. هذه المرة لن نكتب تعليقا على موضوع المقالة .. سنكتب تحية لك كاتبا تحترم القارىء وتتوقف عند رأيه ووجهة نظره .. وباعتقادي انها سجية يفترض ان يبادر كتاب آخرون لاعتمادها في اسلوب تعاملهم مع مقالاتهم وقرائها .. لأن فيها حوارا فعالا بين القارىء والكاتب .. وهذا بالطبع عكس ما يفعله كتاب آخرون ، كما حصل لي أمس عندما كتبت تعليقا لاحد رؤساء التحرير الذي كان كتب مهاجما وزارة الاعلام زاعما انها لا تمارس حرية الرأي والديمقراطية حين تحجب دور نشر عن المشاركة في معرض الكتاب ..يتبع

اقرأ ايضاً